تأملات في التصوف ، اعداد الاستاذ الشيخ ملعينين محنض احمد

رجال ام لعواتك
نقاشات فكرية.


تاملات في التصوف
اعداد : الاستاذ الشيخ ملعينين محنض احمد
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه الكربم
بداية اتقدم بالشكر الجزيل وكامل العرفان بالجميل لادارة مجموعة ام لعواتك على الدور البارز الذي يلعبونه بتاديتهم (فرض الكفاية)عن المجموعة كلها في توثيق ونشر مآثر علماء وصلحاء المجموعة.؛وتوثيق بمايتعلق بعمرانها من اراض وءابار ومدافن  في افق القيام بمايلزم قانونيا واداريا.
موضوعنا هذه الليلة موضوع مبارك يتعلق بلب المواضيع واساسها فهو محور الدين لقوله صلى الله عليه وسلم:ا(الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلج الجسد كله واذا فسدت  فسد الجسد كله الا وهي القلب ).متفق عليه
التصوف غايته الاحسان وان تعددت تعاريفه فهو باختصار السعي لتحقيق مقام الاحسان بمفهومه الواسع الذي ورد في القرءان الكريم كالامر بالاحسان الى الوالدين وفي الحديث النبوي:(هوان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك)الحديث. وهو درجة ثالثة بعد الاسلام والايمان فوقهما بناء عليهما لاتحليقا اذ لا ايمان بلا اسلام ولا احسان بلا ايمان والله يحب المحسنين واحسن صبغة واحسن قيلا وصوركم فاحسن صوركم ولله الاسماء الحسنى.
ونورد هنا تعاريف  مختصرة للتصوف فقد عرف الامام الشاطبي التصوف بانه قسمان احدهما التخلق بكل خلق سني،والتجرد عن كل خلق دني والقسم الثاني انه الفناء عن نفسه والبقاء بربه فالتصوف بالمعنى الاول لابدعة في الكلام فيه ويذكر رحمه الله الضرب الثاني وهو مايتعلق بالكرامات وهو لابدعة فيه وعن الضرب الثالث وهو البحث عن عالم الغيب  وماهية الملايكة والشياطين وعالم الارواح وهو بدعة .
وفيما يخص التصوف عند (اهل باركلل) فقد اخذوا التصوف  بشتى طرقه لكنهم (بركلوه)ان صحت العبارة .
فقد اخذ الشيخ مسكه بن باركلل  الطريقة الناصرية الشاذلية عن الشيخ ابن ناصر الدرعي ،واخذ سيدي عبد الله بن الفاظل الطريقة الشاذلية على يد شيخه احمد بن حبيب السجلماسي اللمطي وقذ اخذ بعض ابناء باركلل  عن الشيخ ءابيه اشفغ الخطاط واخذ الشيخ البخاري بن الفيلالي عن ابن عمه الشيخ محمد كمال الدين لمجيدري بن حبلل كماخذ سيدي بن محمد مولود عن الشيخ سيدي المختار الكنتي. كماظهرت مدرسة شيخنا مجدد عصره وامام زمنه من فتح الله له في كل العلوم فتبوا متها المكانة الاسمى الشيخ محمد المامي واخذ عنه الشيخ احمدو يعقوب ابن بن عمر ومحنض احمد بن حبيب واحمد بن عبد الدايم والمختار بن البرناوي  الذي اخبر عن طريقة الشيخ محمد المامي حين كتب عنه: ولم ار تلميذا له شغله ورد عن فرض عين اوفرض كفاية وقال لي :ان كنت تريد العلم فمرحبا وان كنت تبحث عن شيخ تربية فسافر.
وهذا القول اضافة الى اختصاص البخاري بن الفيلالي في الدفاع عن شيخه في الجانب العلمي والتخلي لحبه الشيخ محمد بن سيدي محمد التيشيتي لجانب الاوراد فهو ما اقصده بعبارة(بركلوه) السابقة محاولين في هذا النقاش اثارة الحديث لاثراء الموضوع  مختتما بما اخبر به محمد عبد الله بن البخاري بن الفيلالي عن التصوف في كرزته البليغة:
وامنيره شيخ سالك ها احكيك
ماه امن ال امدعينه
ابلحلام واشعابذ وانهيك
واركيص واكزان طارحينه
وقال ايضا رحمه الله :
عدل الحيل يالناكب اطريك
اطريك ماتصح كون بعوينه
وابني خالص ابلا اتفيتيك
ماايحلوها لمشينينه
اشيخ ياب اتهينتيت واتبيديك
يعط لهل الل ولا ايهينه
وامنير جايل افبره الغريك
وازماميل كومه امركبينه
الى ءاخر مواصفاته .
واخيرا نرجو ان تكون هذه الورقة بداية نقاش لهذا الموضوع  كمانعلق  املاكبيرا على المناقشة والاثراء
🌴🌴🌴🌴🌴
تعقيب : الاستاذ البخاري صلاحي
مسألة الشيخ الصوفى :
يقول الشيخ عبد الله بن بيه إن من مآخذ البعض على الصوفية مسألة الشيخ ويرد عليهم قائلا  :
وهذه المسألة عند العلماء لا تخرج عن مسألة الصحبة المدلول عليها بحديث سلمان وأبى الدرداء رضي الله عنهم ، حيث بات معه ، فكلما قام للصلاة أمره بالعودة للنوم ، وذلك حين بلغه أنه يطيل القيام والصيام .
وقد بنى الفقهاء على هذا الحديث مسألة جواز إفطار الصائم فى التطوع بأمر الشيخ ، قال فى المختصر ( إلا لأمر كوالد وشيخ وأن لم يحلفا ) ، وفى الشروح : ( وأمر شيخ الصوفية أولى ) .
وكما أن الفقه يحتاج إلى شيخ لإرشاد الطالب إلى مواطن الاشتباه ، فكذلك حال علم أحوال النفوس وأمراض القلوب يحتاج إلى شيخ قد عرف أحوال التقوى وسبر حالات النفوس وخبرها .
بالنسبة لكاف الشيخ محمد المامي:
الكلب حاسي مستحمي
واكساه للغرظ اكارب
واعيات سيخت تيدرمي
اتكرظ البار الشارب
والمعنى الاجمالي للكاف ان قساوة القلب تؤدي لطاعة الهوى  ولابد للقلب من حفر يقارب حقرالبير ذي الطبقة القاسية(سيخت تيدرمي) ولدرجة تحطم ءالة الحفر(البار الشارب).
وحفر القلب هذا هو مخالفة الهوى على يد شيخه الذي يحفر في قلبه من اجل التخلية قبل التحلية والله اعلم
🌴🌴🌴🌴🌴

تعقيب : الاستاذ بودرباله اباه
بركلة التصوف  :
قال مريد الحق بودرباله
هداه للحق الذي هدى له
يقول شيخنا الحسين المرتضى
ابن محنض احمد الرضي الرضى
من بعد حمد الله واهب النعم
و اختار و اجتبى و خصنا و عم
إن السلوك او قل التصوفا :
تربية القلب حتى يشوفا
منزلة الاحسان و هو حائز
للسبق فيه و له ركائز
صدق التوجه الى الله الولي
و صحبة فيه و ذكر ينجلي
به عن القلب غشا التعلق
بضرة الأخرى الى التخلق
بسيرة السلف كالجنيد
و الشاذلي و الألى بقيد
و انقطع القيد " ذ الدهر التالي "
من بعد عصر شيخنا متالي
و انقلبت لمشيخات البركه
يرثها الابن " ال فيه بركه "
و إن اهل باركلل " بركلوا "
منهجهم و للدنيا ركلوا
و استصحبوا السلوك لا الاورادا
و الصدق للذي بهم أرادا
ولينا الواهب للولايه
و رفعة المقام و الولايه
صلى على النور السراج الهادي
و هل يحتاج " ناعتا " بلهادي
و اين بلهادي من نوره المبين
لكن لمن له السبيل يستبين
هذا الذي قال عن التصوف
ملخصا منه و بتصرف
أخلصه الله بفتح اللام
في ( كان مخلصا ) و بالسلام
على فضائنا ام العواتق
الجامع الاهل به و الراتق ...

               مدونة أم العواتك
          مريد الحق  بودرباله اباه
             30  مايو   2020

🌴🌴🌴🌴🌴
تعقيب الاستاذ : محمد ابات
شكرا جزيلا، للأخ العزيز الشيخ ملعينين على هذه المعلومات المهمة فيما يتعلق بتصوف اهل باركلل بشكل خاص وعن التصوف بشكل عام.

 أولا ليس كل مستحدث سيء، والنبي صلى الله عليه وسلم تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، وهو وحده صلى الله عليه وسلم المعصوم وقد بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين وقد نقل عنه الصحابة رضوان الله عليهم ما عهد إليهم تبليغه غير أنهم فصحاء، ليس في اجتهادهم خطأ في زمن ما فليمسك ...، وعلم بذلك الدين ضرورة ثم تلقفه التابعون ولم يدع أحد من كل من سبق عصمة ولا مصدرا آخر للوصول غير تلك المحجة ولم يعرف عن احد منهم غير ذلك.

وعلى كل حال حبذا لو تكرمتم بتبين عدم استحداثها، ولتسهيل العملية اقترح تبيين النقاط التالية:
١ - طاعة الشيخ والاستسلام والاذعان له وإن خالف ظاهر الشريعة فجميع فرقهم يعتقدون ذلك في علاقة المريد بالشيخ ويقولون إن على المريد أن يكون في يدي الشيخ كالميت في يد المغسل وحتى في فكره وحفظ خواطره إلخ...
٢ء الجهل بل والأمية وادعاء اللقاء بالخضر وبمحمد صلى الله عليه وسلم والأخذ منه وتعارض ذلك عقلا ونقلا ومادة ذلك كله في النفس وقد استفاض في ذلك الوالد أحمد ولد حمين رحمه الله تعالى في كتابه، مما يقع في ذلك من الجن والشياطين والسحر والاستدراج،  بظاهر الخوارق وجذب القلوب، التي هي في الحقيقة حيض الولاية وما يدريك؟
٣- مخالفة القواعد والأصول من القرآن والسنة وإن بتبرير !
٤- الروحانيين والخدام والخلوة والغيبة وفراغ القلب وغيرها مما ينكره أهل المدينة؟
٥- لا رهبانية في الاسلام!
٦- تشاكه الطقوس مع ديانات أخرى ومع شعائر إسلامية كالحج وغيره إلخ...
🌴🌴🌴🌴🌴

تعقيب : يحيى احمدو
مرحبا واهلا وسهلا بكم.
شكرا جزيلا على النقاش المفيد حول هذا الموضوع المهم جدا وقد اخترت لكم ثلاثة استشهادات نقلتها من المجموعة الكبرى للدكتور يحيى بن البراء تتناول ما تفضلتم به كتاصيل لمواقف الاطراف في هذا الحوار :
١- سئل محمد سالم بن المختار بن ألما اليدالي : هل الافضل العالم العلم الظاهر الذي يبثه في المسلمين ام العارف بالله تعالى ؟
فاجاب : " إن العارف افضل لان تجليا واحدا من تجليات اهل القلوب خير من اعمال العالم .
وانشد بيتين لاحمد فال بن احمد مولود مستشهدا بهما :
وذرة من عمل القلب العلي
مثل الرضى والزهد والتوكل
افضل عند الله من جبال
شمخن من ظواهر الاعمال .

٢- يقول ابن عبدم "محمد" بن عبد الله الديماني موجها الى الشيخ سيدي بن المختار بن الهيبة : " من كاتبه الى وسيلته الى الله تبارك وتعالى اتم سلام .
موجبه ان بعض اهل العلم والدين انكر علي اخذ الورد وقبحه لي بما محصله ثلاثة اشياء :
الاول : ان الذي حملني عليه لعله شهوة نفس ولعلي لم انظر لظاهر الشرع والله تبارك وتعالى إنما امرني ان اتعلم ما امرني به وما نهاني عنه فامتثل ماموره واجتنب منهيه .
وهل امرني بزائد على ذلك من طلب ولاية اوكشف ونحو ذلك ، قال ابن عطاء الله  رحمه الله تعالى:( خير ما تطلبه منه) إلخ.
وهلا خفتُ من الله تعالى إذ اسأت الادب معه ان يغير ما عندي ، فإن الباطن غرر واهل الباطن قد لا يعتنون بظاهر الشرع ، ولعل الله انما اقامني في الظاهر فقط.
الثاني : ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر بكثير من الدجاجلة في آخر الزمان وباقوام تعرف منهم وتُنكر ، وطريق الباطن غرر والغلط فيه كثير وقد يأخذه من لم يكمل فيه وياخذ عن ذلك من هو دونه ثم من هو دون ذلك ويتسافل الامر فيخاف ان ينشا عن ذلك بعض الدجاجلة الموعود بهم ، ولعل النبي صلى الله عليه وسلم  إنما حض على اتباع السنة المحضة في آخر الزمان والعض عليها بالنواجذ لأجل ذلك .
الثالث: ان اخذَةَ الورد اكثر المشاهد منهم في الظاهر إنما هو للتشوف للكرامات والخوارق والمراتب دون الاعتناء بإتباع السنة والاول اسهل على النفس من الثاني .
ولذلك ترى الفسقة والعوام ( وبني فلان) والشبان المغرورين يتسارعون الى اخذ الورد وحسبهم ذلك وكثير منهم يتجبّر على الناس ويعتقد ان له مزية عليهم ، والقليل منهم من يعتني بالسنة ومتابعتها ، فإذا تابع كل من ينتسب للعلم العوام على ذلك تظافر العمل على الاشتغال بالاوراد والاعراض عن السنة .
وتخيل من ذلك ان الظاهر لا طائل تحته ولا فائدة منه ، فيؤدي ذلك الى القائه ظهريا فيعم الجهل ، والنبي صلى الله عليه وسلم امر بالسنة المحضة في آخر الزمان والعض عليها بالنواجذ، ولا شك ان هذا آخر الزمان وان السنة حُق لها ان يُبكى عليها."


٣- ونظرا إلى  النقاش الكبير بين الطائفتين الموالية والمعارضة ولكل منهما وجاهة بادية في حججها فان من اجمل سمعت في الموقف منهما هذه الابيات للشيخ محمد حامد بن عبد الله بن ألا الحسني:
وقفت عند مقام الجهل فالجهلا
اولى بان يقفوا عن موقف النبلا
وذاك لما رايت القالة اختلفوا
ما بين معتقد اومظهر خللا
الزمت نفسي عنان الصمت ملتزما
جهلي فموقف مثلي موقف الجهلا
كيلا اوالي عند الله مبتدعا
او ان اعادي ولي الله جل علا.

          ولكم التوفيف