المرحوم احمد بزيد محمد سالك

لقد وارينا الثرى  اليوم ١٣ يناير ٢٠١٩واحدا من اعزنا  واحسننا اخلاقا واكثرنا تحملا وهدوء وادبا ،واحدا من جيلنا درس معنا وعشنا  اياما جميلة من هذه الدنيا الفانية واخرى دون ذلك كان يحلم معنا بغد اجمل لنا جميعا ولكل الوطن ، عمل معنا على انجاز جمعية ام لعواتگ  فكان احد جنودها الخفيين ، تقاسمنا حلم الرفع من مستوى الوطن وتقدمه، اتفقنا في كثير من تفاصيل التقييم العام للواقع المعاش وسبل تحسينه والمشاركة الفعالة في التقدم والرقي وربما اختلفنا ذات مرة حد رفع الاصوات ولكنه ظل دائما حاد الذكاء يمتاز بكثير من الرزانة والهدوء ظل دائما ذلك الرجل الذي يريدنا جميعا متفقين متعاونين لايقبل غير ذلك ، .
عاش لله الحمد بيننا ما يناهز خمسين عاما كانت حافلة بالعطاء لنا جميعا والمودة والرفقة الحسنة ،حصل عل شهادة الباكالوريا من ثانوية انواذيبو سنة ١٩٨٧ ودرس في المعهد العلمي العالي وهو حينها من احسن المؤسسات في التكوين العلمي داخل الوطن ، ثابر في الدراسة وأكملها في سنواتها المحددة حيث تخرج منه سنة ١٩٩٢ بتفوق وعاد الى انواذيبو ليبدا مساره الوظيفي في القطاع الخاص بكفاءة وتميز ولكنه كان دائما طموحا يريد الدخول الى الوظيفة في تخصصه من اجل خدمة الوطن.
 نجح في مسابقة اعلنتها وزارة الصيد فبادر اليها رغم الظروف المادية الجيدة في القطاع الخاص ، دخل مجال الوظيفة في المعهد الموريتاني للبحث العلمي بعد كثير من النضال رفقة زملائه وسرعان ما وجد لنفسه مكانة مميزة في هذه البيئة الجديدة المليئة بالدكاترة والباحثين وبدا يحضر نفسه جيدا فعاد الى مقاعد الدراسة من جديد في الجامعة مسجلا في الماستر فناقش نهاية العام الماضي رسالته بعد سنتين من الدراسة والبحث ، حضرت نقاشه لرسالته رفقة اخي احمدو "الصورة مباشرة بعد النقاش في جامعة انواگشوط "و بعض الاخوة والاصدقاء ،عندما بدا الدكتور المناقش وهو دكتور شيخ كبير  صاحب مكانة علمية مرموقة وتجربة كما يبدو التفت اليه وقال : "لقد قرات كل الرسالة  ويبدو انكم بذلتم جهدا مميزا ، لن اتكلم في البداية عن اخلاقكم ومثابرتكم طلية الدراسة لانها معروفة وملفتة .
عندما هنأته بعد خروجنا من القاعة رايته متبسما واثقا وكانه يقول لي اطمئن فقد بدات صعود السلم .
كان رحمه الله ينظر بعيدا بثقة تامة وبكثير من الطموح ولكن الله قدر وما شاء فعل ، انا لله وانا اليه راجعون ،اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه واجعله مع الصديقين و الشهداء و الصالحين ،اللهم اكتبه في المحسنين واخلف على عقبه في الآخرين.