المرحوم محمد ول آد الى جنات الفردوس
فقد الاهل في الساحل واينشيري و الوطن عموما ليلة البارحة سيدا كريما من ساداتنا كان من اواخر عظماء هذه المجموعة الحاملين لهمها، المصلحين لامرها ،ممن يألفون ويؤلفون ، من ذلك السلف الصالح الساعي بجد نحو المعالي من اجل رفعة الجميع .
إنه المرحوم محمد بن محمد المامي بن عبد الله بن محمد مختار " آدَّ" علما بن محمدو بن اسحاق بن الفاظل بن باركل بن احمد بزيد رحمهم الله تعالى .
عاش بيننا حياة زاخرة بالبذل والعطاء فقد كان من اوائل الاطر الذين ولجوا الوظيفة و شكلوا بذلك عنوانا في المدن الكبرى للمجتمع الذي كانت اغلبيته آنذاك اهل بدو ، فاحتضنوا التلاميذ و المرضى والوافدين لشراء المؤن فشكلوا بذلك حضرا لاهل البادية الذين سيرغمهم الجفاف علي النزوح الي المدن مع مطلع السنوات الاولى بعد الاستقلال.
عمِل المرحوم في انواكشوط ومدينة انواذيبو التي وصلها مع بداية الثمانينيات فكان ركنا بارزا في الجماعة التي غالبا ما يكون رايه فيها هو المعتمد نظرا لما كان يتمتع به فتبارك الله احسن الخالقين من حكمة ورزانة فكان ينتظر حتى يسمع جميع الآراء و يمنع مصادرة الرأي فكان يطلب من الجميع الاستماع لكل الآراء ثم بحكمته وظرافته و جمال اسلوبه يُرجح الرأي الذي يراه مناسبا معللا ذلك بافكار واضحة جامعة مانعة .
كما كان دائما يبدأ كلامه بالحديث عن القصص الجميلة للسلف الصالح وكيف كانوا يتعاملون مع مشاكل الحياة اليومية في ظروف صعبة جدا ومحفوفة بالمخاطر داعيا الى التمسك بنهجهم واقتفاء اثرهم ثم يختم حديثه الذي عادة يكون مسك الختام بالتذكرة و بالدعاء للجميع ولجميع المسلمين .
لم تستطع السياسة وطرقها الوعرة ان تؤثر في منهجه الواضح في ممارستها باعتبارها هدفا للتلاقي وتحسين ظروف حياة الناس على المحجة البيضاء وبالتالي ظل ممسكا للعصا من الوسط فلا يميل الى جانب دون آخر ولا يمكن ان يُطلب منه ذلك من اي كان، بل صاحب علاقة جيدة مع الجميع سائرا في طريق الاصلاح وجمع الشمل داعيا لذلك يقول للمحسن احسنت مترفعا عن غير ذلك ..
كما كرس ما يزيد على عقدين من آخر عمره للدعوة في سبيل الله وتحمل في ذلك مشاق السفر في الصيف والشتاء الى انحاء متفرقة من العالم وفي ربوع الوطن من اجل الدعوة الى الله تعالى وكان متفانيا في ذلك حيث اعطاه اغلب الوقت و في السنوات الاخيرة و كان قد بدأ المعاناة مع المرض لا يفوت اي فرصة من اجل التذكير بالله تبارك وتعالى والحث علي التعلم والعبادة و العمل الصالح ونبذ كل ما لا يفيد في الدار الآخرة .
دُفن رحمه الله فجر الاحد ٣ يناير ٢٠٢١بمقبرة اطويله قرب ضريح جده ولي الله تعالى القطب الفاظل بن باركل رحمهم الله تعالى .
اللهم اعفر له وارحمه واسكنه فسيح جناتك و انزل عليه سحائب رحمتك اللهم اكتبه في المحسنين واخلف على عقبه في الآخرين إنا لله وإنا إليه راجعون .
تعليقات
إرسال تعليق