العالم الاديب امحمد بن احمد يوره


العالم الأديب: امحمد ول أحمد يوره الديماني

من الشخصيات التي جابت شهرتُها مهامهَ الصحراء البيضانيه، وبلغ إنتاجها لدى المجتمع غاية القبول والإستحسان، على أن لها جوانب أخرى لم تبلغ كل ذلك الزخم، نتعرض الليلة بالتعريف لشخصية العالم العلَم الأديب امحمد ول أحمد يوره أو "امحمد" اختصارا كما هو علَمه في منطقة الڭبله، أو "ول احمد يوره" كما هي شهرته في نواح أخرى من الصحراء..

هو امحمد بن أحمد يورَ بن محمذ بن أحمد بن محمد العاقل بن محنض بن الماحي بن المختار بن عثمان بن يعقوب بن أبهنض بن يحيَ بن محنض أمغر الجد الجامع لبني ديمان، وأمه امنْيَانَ بنت محمد فال بن والد بن خالُنا الديمانية، فهو سليل أسرتين ذواتيْ مكانة مهمة في المجتمع الديماني، وأهل العاقل بيت يصدّق المقولة المشتهرة "لكل شيء حظ من اسمه"، فقد كانوا أهل ذكاء جليْ ألمع من الحُليْ، وقد سمي على والدته امنيانَ أحد أحلاف لڭزانه وهو حِلف يدل على السعد والفأل الحسن.

ولد امحمد سنة 1846م، في وسط علمي أدبي بامتياز، فقد كان والده وأعمامه علماء أدباء، وكان جده محمذ ول أحمد للعاقل عالما قاضيا أديبا يقرضه فصيحا وحسانيا، وكان جده لأمه والد ول خالُنا عالما مؤرخا أديبا يقرض الشعر بالفصحى والصنهاجيه!

أخذ امحمد عن والده مبادئ العلوم وعن جده القاضي محمذ بن أحمد للعاقل ثم التحق بمحاظر أعمامه سيد الامين وببّها والمختار امُّ حيث كان يدرس الفقه إلا أنه نهل من علوم أخرى اكتسبها من الإستماع إلى تكرار زملائه الطلاب كاللغة والأصول والأخبار، وكان يقول عن نفسه إنه لم يدرس بشكل منتظم إلا الفقه، وبالخلاصة فامحمد خريج مدرسة أهل العاقل التي عندما سئل العلامة حمدا ول التاه عنها قال: "لم تكن لأهل العاقل مدرسة بالمفهوم المعروف، بل كان الرجل منهم يجلس في خيمته فيحيط به تلاميذه منهم من يَدرس العربية ومنهم من يَدرس الفقه ومنهم من يَدرس الشعر ومنهم من "ايسڭم" ثمن من القرآن، ويكون في الخيمة مجلس أدبي فيه "إيڭيو" أو "تيڭويت" يعزف وينشد، وفيه أحدهم "ايڭزن"، وجماعة تنشد الأشعار، فهو بيت فتوة وانفتاح على المجتمع".

وكانت والدته امنيانَ تزور به الصالحين وتخبرهم أنها تريد له شيئا واحدا: القَبول، فكان الناس يسألونها: لمِ لا تسألين له العلم أو النبوغ في الشعر، فكانت تقول: كلا، فقد رأيتهم علماء لا يأخذ عنهم أحد، وشعراء لا يحفظ لهم أحد بيتا واحدا، فالمدار على القبول.

وقد نبغ امحمد في عنفوان شبابه في العلم وقرض الشعر بنوعيه الفصيح والعامي، ومن آثاره: نظم الراقعة في تفسير سورة الواقعه، وإنجازه لهذا النظم في حد ذاته طُرفة لأن سورة الواقعة يُذكر من فضائلها أنها تمنع الفقر!، وبداية النظم:
قال عُبيدٌ لم يكن بالسامي ... فحذف الأنساب والأسامي
حمدا لمن حُق له أن يُحمدا ... ثم على هادي الهُداة أحمدا
والآل والأصحاب والأزواج ... ومن تلاهمُ من الأفواج
منه الصلاة والسلام دائمُ ... ما قام قائم ونام نائمُ
وغردت في أيكها ورقاء ... قد عز من هديلها اللقاء
وبعدُ فالتفسير عز مطلبه ... وعم أفهام الفحول غلبه
وكنتُ عنه قبل ذا ممن وجم ... "وفي النطاح يغلب الكبشُ الأجم"
واليوم قد نظمتُ بعض الواقعه ... في رقعة سميتها بالراقعه
معتمدا فيها كتاب الذهب ... فحقها الكَتبُ بماء الذهب
وربما ملتُ إلى القاموس ... مغترفا من ذلك القاموس
وأسأل الرحمنَ سترا جما ... يستر ما الطبع به قد جما

وتحفة الغبي وفرحة الصبي وهو نظم لبعض الشوارد الفقهية، وبدايته:
حمدا لمن يُنشئ بين الكاف ... والنون ما يشاء وهو الكافي
أهدى إلينا من نفيس النِعم ... علما فلم يُقس بحُمر النَعم
صلى وسلم على المختار ... مبيد كل فاجر ختار
والآل والصحبِ فنعم الآل ... والصحب ما لمع يوما آلُ
هذي مسائل من الشُراح ... تسقي ذوي الجهل كؤوس الراح
وما جنتهُ يدنا المُختصره ... غض الفروع من فروع التبصره
فسمها بفرحة الصبيّ ... وإن تشأ فتُحفة الغبي
منها الضروري الذي لا يُجهل ... ونظمها نظم شهي سلسل
ومنه في الصوم:
وأكل من قد شك في طلوع ... فجر لمالك من الممنوع
وغيره من الفحول الأربعه ... وابن حبيب جعلوه في سِعه
والحكم ذا عُهدته ليست عليْ ... لكنها على الإمام ابن جُزي
ومن يكن لريقه قد جمعا ... مبتلعا لا بأس فيما ابتلعا

وسلم الوصول إلى أمهات الأصول، وكتاب إخبار الأحبار بأخبار الآبار، وله أنظام في الأصول والعقيدة واللغة والسيرة، وكان يتكلم إضافة إلى الحسانية اللهجتين الوولفية والصنهاجية، هذا إضافة إلى إلمامه بعلوم الفلك والحساب والهندسة، انظر مثلا إلى قوله:
خُمسا الحجا بهما يوم الخميس نحا ... نحو الأميلح عنا أملح البشر
والنصف منه بذات النصف مسكنه ... والعشر منه لدى آرام ذي عشُر
فإن: 2/5 + ½ + 1/10 = 1.

ويروى أن رجلا من أهل إڭيدي حدّث أنه ذهب ذات مرة للبحث عن بعض ضالة الماشية، فمر ذات صباح على خيمة وأراد النزول لشرب الشاي والسؤال عن ضالته، فوجد تيڭويت في الخيمة تنشد ورأى رجلا "متمربط" المظهر أخذ الشيب من رأسه وهو "متنهول" وكلما جاءت بشور أتاها بڭاف فيه، قال: فاستنكرتُ عليه ذلك، ثم إنه -يقول- ودعنا ومضى لسبيله، فسألتهم عن هويته، فقالوا: هذا امحمد لاحمد يوره، وبعد انقضاء الشاي وتعاطي الحديث ركبتُ دابتي ومضيت لحاجتي، قال: وكان ذلك وقت الضحى، فما مررتُ بناحية إلا رأيتُه واقفا تحت شجرة يصلي!

ومما يروى من ظريف خبر امحمد أنه لما رأى بيت ابن مالك:
وفي جواب كيف زيد قل دنف ... فزيد استغني عنه إذ عُرف
قلبه فألا حسنا فقال:
وفي جواب كيف زيد قل سلم ... فزيد استغني عنه إذ عُلم

ومن نظمه العلمي في السيرة:
قالت حليمة: على شهرين ... حبا النبي سيد الكونين
وفي ثلاثة على رجليه ... قد قام صلى ربنا عليه
ويمسك الجدار عند الرابعِ ... حال المسير مثل بدر لامعِ
وعند خمسة ضياءُ النادي ... مشى على الأرض بلا استناد
وعند حاء من شهور سُمعا ... كلامه طوبى لمن له وعى
وبالفصيح عند تسعة نطق ... فجاء منه بعجيب لم يُطق
وبالسهام عند عشرة رمى ... صلى عليه ربنا وسلما

أما من الناحية الأدبية فامحمد مدرسة أدبية مستقلة، لقد أوتي الرجل من الذكاء وجمال الذوق ما جعله يبهر معاصريه بإنتاجه السهل الممتنع المعبر حق التعبير عن ثقافة المجتمع الإڭيدي، فهو كان لا يطيل القول فـ"خير الكلام ما قل ودل" ولا يقول ليكرر ما قاله الآخرون بل يقنص فكرة لو اجتمع إنس البيظان وجنهم لما قنصوها ثم يوردها في أقصر قطعة ممكنة.

ومن شعر امحمد جزء كبير في التغني بالبلاد التي جابها، والمتمثلة في حوض شمامه وسهول إڭيدي ارتفاعا إلى منطقة لبيرات وآوليڭات وتفلي فإنشيري شمالا حيث مدفن والده أحمد يوره عند لمسيحه، ومن أشهر شعره ذلك قوله المشتهر في بئر "المدروم" في إڭيدي:
على الربع بالمدروم أيه وحيه ... وإن كان لا يدري جواب المُؤيِّه
وقفتُ به جذلان نفسٍ كأنما ... وقفتُ على ليلاه فيه وميّه
وقلتُ لخل طالما قد صحبته ... وأدنيته من دون فتيان حيّه:
أعني بصوب الدمع من بعد صونه ... ونشر سرير السر من بعد طيّه
فما أنت خل المرء في حال رشده ... إذا أنت لستَ الخل في حال غيّه!

وكقوله في بئر "آرويڭن"  -في إڭيدي كذلك- والتي عرّبها بـ"الهويدج"، وجبل دمان في جنوب إينشيري:
أيا نوبتي عند الهويدج، والتي ... لدى الريع من دامان في الصيف ولّت
أكلتاكما لم يبق من رسم دارها ... سوى ملّة منها العواصف ملّت
وكلتاكما لما عرفتُ رسومها ... تحرك من عرفانها حرف علتي!
أقبل من ذي مرة ثم من ذه ... رسوما كأخلاق الرداء اضمحلّت
وتقبيل رسم الدار من بعد أهلها ... على شوق أهل الدار أقوى الأدلة

واشتهر قوله في نخلتين كانتا في "لورين" -منبسط في شمامه-:
أيا نخلتا لورينَ إني على العهد ... وإن كنتما في العهد مني على زهد
فمبلغ جُهدي أن سلام عليكما ... وليس يلام المرء في مبلغ الجُهد

وقوله في "نهر الخيل" أحد خلجان نهر السنغال ممتد في شمامه:
على شط نهر الخيل بين الحدائق ... معاهدُ أقوت من مشوق وشائق
أربت بها الأنواء تزجى بقائد ... من الرعد في أنف الجنوب وسائق
فأصبحنَ لم تعرف لهن حقيقة ... ومن عادة الأيام قلب الحقائق

وله في ثوبان -أحد خلجان نهر السنغال كذلك، ممتد في شمامه-:
سقى النخلات اللائي يظهرنَ من بُعد ... على النهر من ثوبانَ مرتجس الرعد
وما كنتُ أهوى نهر ثوبانَ إنما ... أصابتهُ عدوى حبها والهوى يعدي
تذكرني تلك المعاهد دعدها ... على حينِ لا يلفى التواصل من دعد

كما اشتهر في شعره بالتفكه، كقوله في رجل كثير البقر بات عنده ذات ليلة:
يا ليلة بت في دار ابن جلون ... كاد البراغيث فيها أن يجروني
حولي من البول شيء لا كفاء له: ... بحر أمامي وبحر سائل دوني
إن الصباح الذي من ذاك أنقذني ... قد فاز مني بأجر غير ممنون!

وكقوله يشكو أحد الثقلاء:
أقول، لما تكى المختار لي بإزا ... ولز فوق السرير أيما لززا
وشيّن النوم، ليتَ "البنيه" واسعة ... أو ليته غائبٌ أو ليته كحزا!

وكقوله:
العينُ نحوك مُذ أمسيتِ قرتها ... مطروقة وإليك القلبُ مصروف
والحمد لله إذ أبقيتِ لي عمُري ... فكل شيء سوى الأعمار مخلوف!

ومن ظريف شعره أيضا:
خليليّ مرا بي على نزهة اللب ... لأحمل قبل البين من وصلها غبي
ففي القرب منها والمرور ببابها ... منافع للمشتاق من جهة الطب

ومن شعره المتمكن أيضا:
أهذي جمال البين مُسيا تُنوّخ ... وهذا غراب البين بالبين يصرخ
أأحبابَنا إنا على الهجر والنوى ... نُلام على أشواقكم ونوبّخ
وقد مارس الأشواقَ من كان قبلنا ... ولكن هذا الشوقَ أرسى وأرسخ
حلفنا ومن يحلف على الزور لم يزل ... بأشنع قول في الأنام يلطخ
لئن نسخَ الشيبُ الصبابةَ والصِّبا ... لفي القلب عهد مُحكَم ليس يُنسخ
ذكرنا لكم بعض المَرام وبعضه ... مخافة تطويل عليه نلخخ (نقول: إلخ إلخ)

ويقول في النصيحة:
لا تنس ربك في ري ولا ظمإ ... ولا بحضرة ضِرغام ولا رشإ
واذكره منفردا يذكرك منفردا ... واذكره في ملإ يذكرك في ملإ(خير منه)

وله في التوجيه:
هو الجهل جهل الفقه ليس بجائز ... وجاهل علم النحو ليس بفائز
ولا تترك التوحيد ملغى فإنه ... لخيمة دين المرء إحدى الركائز
وجهل عروض الشعر شر غريزة ... إذا عدِّدت يوما شِرار الغرائز
ولا تجهلوا علم الحِساب فإنه ... قبيح على الفتيان عد العجائز

ويقول:
يا رب لا سهلَ إلا ما تسهله ... والحزنُ تجعله سهلا إذا شيتا
فسهلن لي أمورا أنت تعلمها ... وشتتن شمل هذا الهم تشتيتا

وله:
تفائلنا بأنا راجعونا ... بخير سالمين وغانمينا
جعلنا الهاشمي لنا دليلا ... وسرنا سير قوم آمنينا
إلهي في المسير فلا تحدنا ... بفضلك عن سبيل المهتدينا
وعاملنا بإحسان ولطف ... وموهبة تسر الناظرينا
وأنزلنا على خير إذا ما ... نزلنا "أنت خير المُنزلينا"

وله في الإستسقاء:
إلهي قد تغيبت البروق ... وقد يبست من الشجر العروق
إلهي المحل دام فلا صبوح ... يرجيه الوليد ولا غبوق
وفي عين الجَزوع لذا دموع ... وفي قلب الصبور له خفوق
إلهي من غيوثك جُد علينا ... بما سد التجبر والفسوق
بغيث يجعل الأزمات يسرا ... ويبدل ما يروع بما يروق
نشيم بروقه ونراه عينا ... ويخبرنا به الثقة الصدوق
إلهي قد دعاك بذا عُبيد ... ضعيف لا يقود ولا يسوق

وله في مدح أهل بوفلان(معدودون في إدكوچك، وأصلهم من كنته):
على علياء ريعة ذي سبيل ... ربوع لا تبين من الطموس
يفوح شذا الأحبة في رباها ... كما فاح العبير من العروس
ربوع السابقين إلى المعالي ... ذوي الإسراع في حال الجلوس
كرام لا يُقاس بهم كرام ... سوى قيس الدراهم بالفلوس
بدور ينتمون إلى بدور ... شموس ينتمين إلى شموس
وبينهمُ وبين العار طرا ... وكل رذيلة حرب البسوس
وأربوا في العقائد والمقاري ... على الشيخين قُنبل والسنوسي
تشيم لواحظُ الأضياف منهم ... بروقَ المجد في الزمن العبوس
أولئك قد علواْ حسبا ودينا ... وجادوا بالنفيس وبالنفوس
حلفتُ على مودتهم يمينا ... بررتُ بها فما هي بالغموس
لقد جمعوا التواضع والترقي ... إلى هِمم الأكابر والرؤوس
ولو شاءوا غدت لهمُ مُكوس ... على أهل المظالم والمكوس
تقصر عن مديحهم القوافي ... وما تلقي القِلام على الطروس

وبجله أحدهم بشعر فقال:
يا ذا الذي لا أزال الدهرَ أذكره ... إن كان مغتربا أو كان مقتربا
ما لي سوى الشعر من شيء أجود به ... والشعر بالشعر يا ابن الأكرمين ربا

كما اشتهر باللون الأدبي المعروف بالزريڭه، وهو أمر طبيعي: فبين جنبيه تتلاقى قمم الشعر مع "أمهات لبتيت" فلا غرو إذا أن تكون هناك مناطق مشتركة، وله منها:
قد كنتُ أكتم قِدما حب كمكوما ... فكاد يظهر ما قد كان مكتوما
وكنتُ أحسبني "يا برَّ" مصطبرا ... عنها فأصبح ركن الصبر مهدوما
خود تنسي بمرآها إذا ابتسمت ... مُدا من "العيش مملوحا وميدوما"

وله منها:
هذي معاهد ذات الخل واللاصا ... خل المدامع من عينيك "تتماصا"
قد "شلتها" أولا بالعين عن عجل ... هلا رددتَ لها بالعين "تخراصا"
قد شلت بالعين ما كانت جآذره ... يتركن أفئدة الفتيان "خواصا"
لو كان للأرض أخراص تزان بها ... كانت معاهدها للأرض أخراصا

ولإن كانت الزريڭه في العرف العامي تطلق على الشعر الممزوج بكلمات من العامية فإن من ضروبها أيضا الإتيان بالشعر على طريقة النظم الشعبي، ومن أمثلة ذلك عند امحمد:
يا من يرى ولا يُرى ... يا ذا العطا والمِنن
خفف علي من غرا ــــــ م عيشه بنت الحسن

وأما أدبه الشعبي فمنه قوله:
يا لطيف التفڭاد ... راح الليل منزاد
ويا لطيف العراد ... بعدتن يا لطيف
ويا لطيف الطف زاد ... بعبدك الضعيف

ويقول في إحدى نساء أولاد أحمد من دمان:
افلغنَ والشعر أبَديهْ ... كرهنِ فت المولع بيهْ
لغن عت امجوليهَ بيهْ ... ما تبغيهْ امغرش عنهَ
والشعر املِّ ما تبغيهْ ... ما خالڭ حد اشعر منهَ

ولعل من أشهر أدبه الحساني قوله:
حد ابغانِ نبذل لمڭاد ... افبغيُ وانزوز المعتاد
وحد اكرهنِ منُّ نبعاد ... اعلَ حالَ ماهِ غجرَ
وانواسِ لماسينِ زاد ... ريحت حجره ريحت حجره

وله:
لبحير الِّ كانُ لكوير ... عندُ خيبارَ عاد الخير
سبحان الله الَّ لبحير ... الواخظ ڭبلت سد، وسد
أبراز وطك النبير ... عادُ ما خاطر فيهم حد
ذ ظرك الموكر من لوطان ... عودانُ ي الواحد لحد
ما عندُ حد وهو كان ... ما يخلَ من حد إوحد
وطك النبير يعني به "اكراع النبير" فالطك بالولفية تقال للقدم.

وله:
هون ادويرَ عالم بيهَ ... نعرف بعد انِّ نبغيهَ
ڭط اجبرت الملهَ فيهَ ... وفيهَ ڭط اجبرت التنزاهْ
شهادةٌ أؤديهَ ... غدا بين يديْ الله

ويقول لجمله "الوغره":
ي الوغرَ راعِ ذاك ... حاسِ سبت لهلاك
نعرف عنك يرعاك ... مستفتر والوغرَ
وفالسن أكبرت وماك ... مسك هاك ابقرَ
غير ألّ سيف هاك ... يالوغرَ لا سغرَ..

وله:
ابنصك ولّ ڭاع إزيد ... امشَ تشواش ازمان ابعيد
وانتَ ڭايل عنك مُفيد ... ويم التشواش اعليك الياش
واتبان اعذرت ابلمهيريد ... وابكتبيت الل فالتشواش
وهاذَ هو موڭف توحيد ... اللڭاط وعذر النواش
واثرك لُجيت التنبُزيد ... من جيهت لويد الّ خاش
فاجار امن امناظر لغريد ... ما يبڭالِ منك منڭاش

وله:
ما تڭلع شِ حد امّن هون ... انفد مقيَ واڭرظ من دون
علب المارد واكرد لعيون ... إلين امنين العلب ارڭاڭ
والا جَ واطِ فالميمون ... وافكيرنات وما ينظاڭ
املِّ ما تڭلع شِ كون ... الِّ تڭلع شِ عن لخلاڭ

ومن بديع اغناه:
ادويرت تونكت افلكصار ... ادويره تنڭاس وتنزار
والدار الّ ڭبلت عمّار ... فوڭ ادڭيليلت علب ابجوك
ذيك الدار إفوتُ لعمار ... والعڭل امن اغلاهَ مضنوك
وعالم ملانَ عنهَ دار ... امن اديرات الدنيه ذوووك

ومن بديعه أيضا المشتهر:
يوڭِ هاذَ شمن الّ كان ... إزيد الرفه من لوطان
هاذ يرڭب دار العزبان ... النوبه ذيك المعلومه
وانخل لكريع راهُ بان ... والجبايَ والتيدومه
وهاذ طمباص افمڭفاهَ ... دار امن الرفه مسقومه
وذُ لخشومه.. لااا إله ... إلا الله ألّ لخشومه

ولما طلع المستعمر على الترارزه وقف امحمد منه موقف المناصب العداء، فجعل يعرض بهم في شعره ويضمن كلامه استنهاضا للهمم إلى قتالهم:
يروم الروم إذلال الكرامِ ... وإعزاز الأراذل واللئام
وكم راموا نقيصة ذي تمام ... وياب الله إلا بالتمام

وكان المستعمر يقفون منه ذات الموقف، حتى تحينوا الفرصة بعد معركة لڭويشيشي فلفقوا له تهمة التخابر مع مقاتلي ول الديد وأنه قائل أبيات اشتُهرت في التشفي بالملازم الذي قتل في المعركة، وسجنوه في المذرذره، لكن موجة استياء واسعة اجتاحت الترارزه، ولم يكن المستعمر وقتها بحاجة إلى مثلها لما يلاقيه من ضغوطات في كل مكان، وبتدخل من الأمير أحمد سالم ول ابراهيم السالم أطلق سراحه.

وكانت وفاته رحمه الله سنة 1922م، وهو نزيل "الميمون" بإڭيدي..

من صفحة رائد الثقافة الصحراوية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بني حسان

إمارة آدرار

من كرامات المرحومة مريم بنت احمد بزيد