بيريكني ، قصة بئر
بيريكني ، قصة بئر
الاستاذ بودرباله اباه
حديت " أم عرف "
في المنكب الجنوبي الغربي لبلاد العامري التي اصطفاها لمن بارك فيه و فيها ، تقع منطقة تيجريت على شكل " معين " رأسا قطره الكبير آحميم ( شمالا ) و آكويج تمبراهيم ( جنوبا ) و رأسا قطره الصغير إشكرام البيظ ( غربا ) و إشكرام الخظر ( شرقا ) و في مركز "المعين " في قلب تيجريت النابض بالمجد و السؤدد و الفخار تنتصب " أم عرف " شامخة متعالية تتحدى غوائل الزمن و كيد العابثين ناطقة بأفصح لسان و اوضح بيان بما شهدته و تشهد عليه لمن أنصت بأذن التفكر الواعية و قلب عن الحق باحث و بالحقيقة المطلقة شغوف ..
أصخت إليها و هي ولهاء نادبة تبكي بتصدع و تشقق فحدثتني ليل السرى بالعجائب ..! فقالت :كان هذا المكان الواقع بيني أنا الصطلة الكبرى و أختي تلك التي يعلوها بعض " الصبط " و الطلح ( جنوب غرب ) و أخياتنا ( جنوب شرق ) خلاء لا يمسك ماء و لا ينبت علما و لا مكارم اخلاق .. لم يكن هنا من الماء إلا ما تحتفظ به " الصفيه " بعد السيل أو ما ينبجس من " آشكيك الصطيله " ( شمال غرب ) و كله نزر قصير الأمد لا يروي العطاش و لا يستجلب نهضة و لا عمرانا ، إلى أن قدم أحفاد " باركلل " بالخير و اليمن و البركات ، فكنت أطأطئ رأسي للولي أحمد بن حبيب الله في إحدى أكثر كراماته وحشية و غرابة فتصعد بقراته الى " الكلته " فتشرب ثم أطأطئه لتنزل الى السفح .. و لم تزل " لحلل " في بداية تمايزها ترتاد هذه البقعة الخصيبة بتشكل نباتاتها الغنية ب "الربيع " و " الصمه " من النسيل و آسكاف و الطير و الطليحه و الدسمه و أم ركبه الناضرة و بعض أشجار الطلح و " آتيل " .. و ظل شح الماء عائقا أمام التوطن الدائم رغم عوامل الجذب لقرب المنطقة و توسطها و جمالها الطبيعي الأخاذ .. إلى أن كان ذلك اليوم المشهود حين قرر رجل الدولة مفجر الماء لحياة الاجساد و العلم لحياة الارواح العلم آفلواط ول مولود أن يحفر بئر " رومة " الذي سماه " النويب " ( تصغير ناب ) لدقة استدارته و دخول آلة الحفر دخول الناب في اللثة ، لنشهد - نحن الصطل - المهرجان العظيم يوم التدشين الكبير الذي لا ننساه أبدا لأننا لم نشهد مثله منذ أن انجر المحيط بالبركان العظيم الذي احتاج الى ملايين السنين ليبرد و ينزاح الماء كاشفا وجه اليابسة فتحددت معالم الارض عما هي عليه لتتعاقب الشعوب و الحضارات و تندرس الآثار إلا ما كان منها ذا نفع عميم فيمكث في الأرض مكثي أنا التي أضمن التوازن و أستقبل ماء المزن و أدل الساري و ألجئ الخائف و اوجه الريح .. كان المهرجان ضحى يوم زينة من اواخر القرن الثاني عشر الهجري حيث امتلأ هذا الفضاء بالنعم ( ذوات الاربع ) و البشر ( ذوي الاثنين و الثلاث و الاربع ) ، فقسم آفلواط مائة من كل نوع بدء بالابل ( النوق التلاد ) حمدا لله و شكرا جاعلا من الانعام صدقة " واقفة " ليتقبل الله منه الصدقة "الجارية" الى الآن حين قابل الماء مع السماء بعد حفر أربعة و عشرين مترا في الصخر الصلد بعزم أقوى من الصخرة الصماء و صبر كصبر الضاغط العركرك ألقى بواني زوره في المبرك ..
ليبدأ عصر جديد ..
عصر هو صبح الزمان و ظهر المكان تحول فيه صدى الكدى ( إيكني ) و مفازة " الغزي " في غابة " أيكنين " التي جرفها انحباس القطر ، الى معلم حضاري و ربع عزة العلم و الصلاح و الشموخ سال واديه مدادا و اصطبغت روابيه دما عبيطا من طعن لبات الكوم ، أقام فيه آفلواط دولة العلم و الكرم و الرئاسة و شارط العلماء و المشايخ للتدربس و التربية ( تزكية النفوس ) ، من أمثال آية الغرب المخطار ول بونه و العلامة أشفغ الخطاط ( آبيه ) و الشيخ الشريف سيد محمد التيشيتي الذي جاء به من شنجيط لما راى فيه من الاستقامة و الصلاح ، و حين ساله نصيبا في ماء " النويب " أمده بما يحفر به بئرا مستقلا فجاء " توأم النويب " الذي في سفحي فأمددته بماء الحشرج العذب ، فاكتمل المشهد و تداعت اليه فركان " لحلل " حتى غص المكان بذوات الاربع و ذوي العقول و الاحلام و ذوات " لحجب " و " آخلاخل " القانتات و طلاب العلم في مختلف المعارف و الفنون .. تلك الدولة التي توجت بعصر سلطان الساحل محمد ول عبد العزيز ( أميه علما ) الذي حفر البئر الرابعة (البط ) بعد العيوج الذي حفره بعض آل عبدالله و هو الذي يلي المدفن ( الصالحين ) غربه..
تتنهد " أم عرف " و قد خنقتها العبرة و تشيح بوجهها حتى لا ارى دموعها التي لا تذيع سرها إلا إذا أضواها الليل و عذبتها الوحشة و الادكار فتبسط يد الهوى و تذل دمعا من خلائقه الكبر...
لا تزال الآثار شاهدة و الصخور ناطقة بأنه كان هنا ذات عصر رجال عظام و نساء عظيمات ، و يمكن لمن اطلع على الاسماء المنقوشة على الصخر ( المنصبه ) في مدفن بيريكني على " الرك " الغربي بين " الصطل " أن يتخيل عظمة المكان يوم كان الزمان في ريعان شبابه و عنفوان صبابته وفق تعبير المتنبي :
أتى الزمان بنوه في شبيبته
فسرهم و أتيناه على الهرم
🌴🌴🌴🌴🌴
تعقيب الاستاذ : احمد باب بن العالم
يقول البحاثة محمذن ول باباه في تحقيقه لنصوص من التاريخ الموريتاني الصفحة ٩١:
" ومجموعة بني يعقوب بشعبتيها:
إديقب وأهل باركلل
تكون جسر إتصال والتحام بين الزوايا وحسان بحكم انسابها وسياستها الخاصة
أنيط بها دور تاريخي بالغ الأهمية
في المجالات الحيوية
من تعمير الأرض بحفر الآبار في المناطق المعزولة ورفع الظلم وخدمة المعرفة
بنشر الثقافة الدينية والعلمية
وبما تمتاز به من بذل الندى وكف الأذى وحسن السمعة ."
ويقول الباحث في مراكز البحث الكندية وغيرها بنجامين اكلوك في بحوثه المنشورة أن أهل باركلل حفروا
مايقرب من مئتي بئر ثم يفصل في الجهود الكبيرة التي بذلوها في ذلك والأدوات المستخدمة في الحفر وما يلزم ذلك من جهود مضنية وصبر هائل وتوفيق وحظ عظيم.
" وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم"
فعلا يحتاج ذلك لخبرة فنية كبيرة
ويحتاج أيضا مستوى لا بأس به من خرق العادة
وعلى تلك الآبار قامت الحضارة والمآثر والمنتديات والمحاضر العلمية والمقابر الخالدة المخلدة
يقول الشيخ محمد المام :
نزور بهامقابر دارسات
على قدم العهود مخلدينا
وأشهر تلك الآبار بير إيكني العلم المنارة الملجأ
لما كان له من رمزية وما شهده من
أحداث وماضمه من رؤساء عظماء وعلماء نبلاء ولمنطقته الإستراتيجية في تيجيريت وعذوبة مائه
فيقول الباحث المترجم احمد مسكة ول المكي في ملخصه وورقته التي أعدها ١٩٣٦ بعنوان أهل باركلل قبيلة من زوايا الساحل
أن بير إيكني أحد آبار تيجيريت وأن ماءه عذب جدا وطوله في حدود عشرة متر...
راجع الصفحة ٢٥ أو الصفحة ٤٩٣ من الكتاب.
وكأن الرئيس افلواط عندما حفر هذا البئر بير ايكني وشاهد عذوبة مائه تنبأ ولا غرو وهو رجل الدولة وصاحب النظر الثاقب تنبأ إلى أن هذا البئر سيكون هو الرمز والعلم لهذه المجموعة
فتصدق أفلواط بمئة ناقة عند حفره لهذا البئر على الفقراء والمساكين وأيضا في سبيل الله
لقد كان الولي الكامل العلامة العلم افلواط ول مولود
رجل الدنيا والآخرة وصاحب الآيادي الفاخرة رجل دولة بامتياز قام بالإنفاق وإعمار الأرض وحفر الكثير من الآبار ونشر العلم وساعد في النهضة العلمية التي شهدتها البلاد أواخر القرن الثاني عشر واستجلب الأساتذة المحاضرين الزائرين والمقيمين من العلماء المحققين والأولياء الكمل مثل الولي العلامة آبيه الذي كان له أعلى مستوى آنذاك في الشريعة والحقيقة
وأقام صرحا علميا عملاقا بمساعدة أفلواط
وكان يصل تلاميذه إلى المئة حسب فتح الشكور وغيره
وكان آبيه يتوسل إلى الله بأفلواط وبكرمه وجوده وسخائه
فتلك مدرسة العلم والسخاء
يقول سيدي محمد ول محمد مولود في
والده مولود
والعلم والمال من مولود نالهما
بغير من بنو غبراء إذ سألوا
والمعروف أن مولود هو الذي كان يلي نشر العلوم والفقه بعد أخيه مسكة
كما كان من أغنى أهل زمانه واستثمر في التجارة والتنمية
وقام باستثمارات غير مسبوقة مثل إنشاءه مصنعا لإنتاج الفحم وغيره
كما خلفه أبناؤه العلماء الأولياء المنفقون الأسخياء الأعلام بارك الله وأفلواط وعبد الدايم والبخاري
يقول العلامة الباحث المؤرخ صالح بن عبد الوهاب الذي أمضى أزيد من مئة سنة في البحث وطلب العلم والقضاء وكان معاصرا لأفلواط يقول في كتابه الحسوة البيسانية:
" فمن آل بارك الله فيه آل مولود بن بارك الل ومنهم أفلواط بن مولود بن بارك الل وإخوته..."
إلى أن يقول:
" وشهرة آل بارك الله بالعلم والجود والدولة وجميع الفضائل تغني عن تعريفهم." راجع الصفحة 77 من كتاب الحسوة البيسانية تحقيق البحاثة الأستاذ الدكتور احماه الله ول السالم الذي يقول في نفس الصفحة 77
"وقد استقل أهل بارك الله عن بني عمومتهم وحازوا دولة عظيمة من الأتباع والأموال والآبار." انظر الصفحة 77
وهكذا كانت تلك المدرسة التي ذكر المختار ول حامد في موسوعته من علمائه وغيره تسلسل فيها العلم متواترا متسلسل الدوران
يقول مثلا العلامةالشريف شيخنا احمد كوري
عن العلامة سيد احمد بن العلامة محمد افلواط بن العلامة الخطاط بن العلامة افلواط عن العلامة مولود
يقول الشيخ مكور عمامة الأجداد :
وروى حديثا عنه عن آبائه
متواترا متسلسل الدوران
إلى أن يقول :
العلم لازم عنده عمل التقى
لهما معا في نهجه أخوان
منه تعلمنا كتاب إلهنا
غضا طريا فائق الإتقان
وهكذا أيضا كان العلامة الإمام اللاو الذي يقول أحمد يعقوب ول محمد الخضر في رثائه:
تكاثر ترداد العويل من العلم
بفقد إمام الزهد والعلم والحلم.
كما تسلسل والسخاء والجود والوفاء ومن أمثلة ذلك الكثيرة أن من كانت عنده أربعة نياق ووعده الديباج مثلا بناقة فقد أفتاه العلماء بأن يزكي
لسخائه ووفائه بعده وبالغ كرمه
وهو الذي يقول فيه العلامة الشريف محمد عبد الرحمن ول المبارك ول اليمين
ياعين جودي على الديباج قد بانا
هطلا وسحا وتسكابا وتهتانا
جودي على الأورع المهطال إن له
من كل شيئ على العلات الوانا
وأحد أبناءه أثنى عليه الولي الكامل محمد عبد الرحمن ول ابو في شعر حساني
كما كان ابن أخيه المنفق و العلامة والولي الكامل احمد ول عبد الدايم الذي صدره شيخنا الشيخ محمد المامي
كذلك حفيد الديباج المعروف محمد الديباج مدحه العلامة ول التمين
عند بداية جعل اكجوجت دائرة وذلك في مطلع الثلاثينات
اكجوجت ما شورو لومة
هو وامصيف مايحتاج
بماه ودارو معلومه
وخيمت محمل لديباج
وقد دفن عند بيريكني الكثير من الأعلام الذين خلدوا
مآثر سائرة ولوحات نادرة في الإنفاق والإيثار ونشر العلم ورفع الظلم وإغاثة الملهوف
بلاد العامري لنا اصطفاها
فبارك ربه فيها وفينا
نزور بها مقابر دارسات
على قدم العهود مخلدينا
فمن بين الأولياء الكمل الذين دفنوا عنده والذين يستحقون تآليف لجمع تراثهم وتأثيرهم ورئاستهم
احمد خرشي ول مسكة
بارك الله ول مولود
يوسف ول الفاظل
شيخنا محمد ول عبد العزيز
الشيخ ول عبد العزيز
احمد مولود ول محمد
محمد عبد الله ول عثمان
محمد إسماعيل ول عثمان
احمدو ول محمد مؤمل
محمد ول حبيب الله ول المأمون..
ومحمد ول سيد محمد التيشيتى
وغير وغير..
صرتك يالبركة وإيكني
والكرم وكره الخاسر
يبين اصطل بيريكني
منكم بعد الا ياسر
🌴🌴🌴🌴🌴
تعقيب الاستاذ : اما بن الخالص
بسم الله الرحمن الرحيم
اخوتي الاعزاء في الحديث عن بئر ايگني اود ان أشير الى بعض الامور:
١.البئر الاولى هناك هي انويب كما قلتم وهي الوحيدة من الآبار القديمة التي لا زالت حية كما يقال و عليها حالا الرجل الفاضل بهلول ول عبد الله ول احميده و عليه اركيزه واحدة وله تگده واحدة في جنبه الغربي الذي يلي الصالحين"المقبرة" و "جمته" تسقي ١٠ من الابل و ينتظر الساقي مدة "اتاي عجلان" ويعود الى نفس الكمية من الماء و ماؤه مالح لا تشربه الا الابل وهو مزروف بالحجر و الاصلاحات التي قيم بها بعد ذلك لم تصله حتى التي قام بها لحريطاني ول الخالص والسبب في ذلك عائد الى عملية الزرف فلا يمكن استعمال المتفجرات فيه لانها ستدمر "زرفه" وتفسده والذي يستعمل معه هو التنظيف "اتججيه".
٢.الحاس الثاني( نسمي الاشياء بمسمياتها) حفره افلواط للشيخ الشريف محمد ول سيد محمد و هو اعذب من الاول و مبني نفس البناء وليست فيه قطرة ماء منذ عشرات السنين ولا يمكن تعميقه لنفس الاسباب السابقة
٣.الحاس الثالث حفره محمد بن عبد العزيز" اميه" رحمه الله وهو كالثاني تماما لا ماء فيه ولا يمكن تغيير امره لنفس الاسباب السابقة.
٤. الحاس الرابع بئر حفرته الدولة "ايدروليك" بالقرب من بئر محمد بن سيد محمد وهو مثله في الغذوبة وهو الذي عليه الاعتماد الاكبر اليوم في المنطقة و يقع الى الشمال الشرقي من المقبرة وعليه حوضين "تگدتين" و اركيزتين وقد اجريت له عدة اصلاحات لأنه قابل لذلك "ملوصي" وكان آخر اصلاح له قام به الاخ احمد محمد سيد احمد يعقوب احمد يوسف"عمدة اكجوجت ".
اذن بين اصطل الاربعة اليوم بئرين صالحتين هما انويب وبئر أيدروليك.
افلواط ول مولود توفي عند إيگوطن غربي اگجوجت ونقل كما قال الاخوة بطلب من محمد ول سيد محمد لانه قال انه يجب ان يدفن في ذلك المكان الذي قابل فيه الماء مع السماء وعمل به كثير من الخير وتم نقله اليه.
عند بئر ايگني اليوم يوجد مختلف بطون اهل اهل باركل وخاصة اهل مسكة واهل حبيبلا، اهل الفاضل واهل مولود.
البئر القديمة طولها اظنه اقل عشرين مترا.
محمد بن عبد العزيز رحمه الله جاور اهل بيريكني في سنواته الاخيرة
وقد كان يزور الصالحين وقد ادركت من يشهد بذلك مثل محمذ "امن" علما بن محمد الامين بن الحاج وام المؤمنين منت محمد امبارك عليهما رحمة الله . كم ان من ادلة ذلك قول الشاعر اظنه باب ول احمد فال:
زاير محمد فلحيين
لصلاح الدارين الثنتين
محمدْ لصلاح الدارين
الثنتين امكمل لشراط
وامن الموتَ زاير فلحين
افلواط أ گوم افلواط
ايه افطن عنهم عينين
وافطن عنهم فَالدين انباط
زيارت ذمن الصالحين
الموت والحيين اخلاط
عندْ ابلد واحد مجتمعين
عندي عنها ما توغد باط.
هناك گاف لا ادري لمن لكنني احفظه منذ زمن :
صرتك يا البركه ويگني
والكرم أ كره الخاسر
يلبين اصطل بريگني
منكم بعد ألل ياسر
🌴🌴🌴🌴🌴
تعقيب الامام : آبيه الداه
بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله على نبيه الكريم
الكلام عن بيريكني يطول ولكن هذه مداخلة حوله .
١- الموقع والتضاريس: هي بئر بين ثلاثة جبال على الشمال الغربي ام عرف وهي صطلة ملساء يصعب صعودها إلا لمن سخره الله له ولها عرف فى مقدمتها .
ومن الجنوب الغربى مايسمى "بالصطلة الكبليّ " اي الجنوبية وتختلف عن ام عرف لأنها فيها مكان ينبت فيه الطلح وأصبط .
ومن الشرق ما يعرف ب "ا صطيلات الشركيات" اي الشرقيات وهومكان جميل ورعوي اذ ينبت فيه ءاسكاف والنسيل والطير وام شال واطليح وتجركن ونبات ءافطوط كامل ، وقريبا منه الموج إذ تنبت هناك تلبوت وتجاوَ واسردون وأصبط والارطى أي اوراش.
والبقعة كثيرة الاوشال والإضاة ولذلك "اصطيلة " الموجودة شمال غرب ام عرف فيها" آشكيك معلوم" وهذه الأرض عمرها احفاد باركلل ولا أدل على ذلك من حفر العالم السخي الكريم الرئيس الساعي فى المجيء بالعلماء ل "انويب " التى هي اول بير حفرت هناك .
ومازال آثار سير بقرات الولي الصالح وحشي الكرمات احمدبن حبيبلل رحمهم الله تعالى موجود على رأس ام عرف و خو دفين "امباللّ " 12 كيلم شمال شرق بريكني .
و من اول من دفن هناك الشيخ احمد خرشي بن الخراشي بن مسكه ويوسف بن الفاضل رحمهم الله تعالى .
وبعد حفر افلواط للبئر طلب منه صديقه الشيخ محمد بن سيدمحمد ان يشركه فى البئر الأول فقام من كرمه وحفرله بئر ثانية جعلها على اسمه وحفرها له غرب ام عرف تبعد 200متر عن الأولى وحفر ابناء عبدالله بن باركل البئر الجنوبية التى تبعد100متر من "انويب".
ولما وصل افلواط رحمه الله تعالى إلى الماء قسّم اموالا كثيرة من يقول مائة من الإبل ومن يقول مائة من كل ذوات الاربع ، وبعد وفاته دفن ثم على الجانب الغربي من الابار عند "ءاتيله" كبيرة كانت شمال غرب المقبرة حيث تقع ظايت الصفية على الجنوب من المقبرة ثم "بلاكه " بجيم مصرية وهي عين تصب الى الشرق
حيث تمتلا منها " لغويركه" ثم اشكران الخظر على الجنوب بمسافة غير بعيدة. استمرت دولة احفاد باركل فى تلك البقعة عقودا من الزمن ثم غابوا عنها طلبا للمرعى .
الى أيام السلطان محمد بن عبد العزيز رحمهم الله تعالى حيث سكن بحلته أي " لفريك " تلك الارض وحفر بئرا رابعة فى أيام كانت ايام ازدهار ولم يبق موضع قدم من السيادة وضع فيه السلف الصالح أقدامهم الاوضع فيه قدمه ،ولما سمع بن عمه السيد والشيخ حافر الآبار وزارفها امام بن صلاح بن الشيخ محمد المامى رحمهم الله تعالى بعزمه على حفر البئر أتاه وقال انا اعينك بالظل للعمال فقال له نعم فذهب بعماله إلى ءاكشار وقطع شجرة عظيمة كثيرة الظل وجاء بها إلى البئر وامر عماله وحفروا حتى ثبتت جاءهم بكمية كبيرة من "التشطار " وهو اللحم المجفف وكان من اهم ما يتزود به العمال في ذلك الزمن ،وذهب هذامن باب التعاون على البر والتقوي.
واصل محمد رحمه الله تعالى العمل فيها حتى وصلت للماء وصارت ذات ماء كثير، لكن هذه الابار ماؤها مرتبط اساسا بالمطر وكلما توالت سنوات قحط قلّ ماؤها ومن الغريب ان الاودية التي تزودهم بالماء بعد المطر مختلفة فالآبار المالحة تتزود وادي صغير قادم من سفح "اصطيلات الشركيات " واذا لم يعطيهم الماء يقِلُّ ماؤهم كثيرا. والبئر العذب يتزود من ام عرف .
ومن الغريب ان الآبار المالحة لم ينته ماؤها ابدا مهما توالت سنوات القحط في بعض الازمنة يقل ماؤها كثيرا ولكن مع الانتظار يسقون .
بئر محمد رحمه الله تعالى في قعر البئر مكان لا ياتي في الدلو ولكن اذا دخل اليه احد يمكنه ان يجمع ما يسقي عدد من الابل . بئر اهل عبدالله ايضا ماؤه قليل ولكن يمكن ان يشربه الانسان اذا مزجه باللبن.
اما بئر اهل سيدمحمد ففى الثمانينيات جف ماؤه ولم يزل كذلك حتى 1993جاءته جماعة منهم واحضروا شركة المياه التابعة للدولة وفجروا المتفجرات داخله فازداد عمقه وكثر فيه الماء في ذلك الصيف و كان الناس في اشد الحاجة له ، ولم يزل كذلك حتى حُفرت البئر التى ذكر أما بجنبه.
اماتسمية بيريكني فهي تقال لبير الجيش يقول فتى بن سدامين رحمهم الله تعالى:
الاليت شعرى هل إلى الاهل عودة
فيانس من بعد الجلاءغريب
وهل لي لبيرالجيش صيف ومربع
وهل ارين النيش وهوقريب
وهل من بنى مولود آوي لنزلة
لدى الموج فيهاكيِّس واريب
لابد لي من وقفات مع حلة اميه بنواحى بيريكني :
١- وسابدؤها بزمن " لفريك " اي الحي عند "اعكيلت تتارك" شرقي "النيش" على مسافة40كيلم من بيركني حيث قام بقصر الصلاة الرباعية بينها وبيريكني
٢- عند "ام آكنينات" حيث جاء بعض الظلام وكان من امرهم ما كان .
٣- كان مقامه عند "الوراشي" على السهل شرق بيريكني حيث توفاه الله هناك وهوساجد يصلي بالناس الظهر يوم الاحد١٢ذو القعدة ١٣٤٤ الموافق 23 مايو 1926يقول ابنه محمد عبد الله رحمه الله مخلدا تاريخ وفاته باليوم والشهر والسنة :
عام دمسش ويوم يب
والدنا سمي طه قد وجب
٤- من ابرزالناس الذين عايشوه فى تلك البلاد واستمروا بعده فيهاولم تزل أحفادهم فيهاالى اليوم اخوه الشيخ بالنصب والكسر صاحب "الصرب" اي الجماعة التي تذهب لرد المال المنهوب ،والطب، والفتوى.
وهو رجل اعطا ه الله المال بأنواعه حتى الخيل التى لم تكن معهودةفى ذلك الزمن عند الزوايا واستقر في تلك البلا د وعمرها فى حيات محمد "اميه" رحمهم الله تعالى وبعده بالكرم والإنفاق والحرث حيث قام بحرث موقع" الظاى الدخن" قرب بيريكني ولم يزل فى تلك البلاد وجاورالصالحين حتى توفاه الله ودفن معهم رحمهم الله تعالى جميعا.
٦- نختم بزيارة رائعة للشاعر المعروف بالخط في الخمس العالم محمد عبد الله بن عثمان الذي سيدفن هناك سنة 1960 رحمهم الله تعالى:
منى سلام الى اشراف ذا الحاسي
تحية كنسيم احجيج في الكاسي
يعمُّ جمعهم ويخص قطبهم
محمدا ذا العلى المطعم الكاسي
زرناكم لجميع الحاجِ قاطبة
والامن في الروع يوم الحشر للناس
ارجو استجاب دعائي بحضرتهم
انا واهلي ومن حولي وجُلاسي
يارب فاغفر لهم وارحمهم وقنا
من كل شر ومن سوء ومن باس
اللهم اغفر لهم وارحمهم واسكنهم فسيح جناتك.
اللهم لا تحرمنا اجرهم يا رب العالمين .
الاستاذ بودرباله اباه
حديت " أم عرف "
في المنكب الجنوبي الغربي لبلاد العامري التي اصطفاها لمن بارك فيه و فيها ، تقع منطقة تيجريت على شكل " معين " رأسا قطره الكبير آحميم ( شمالا ) و آكويج تمبراهيم ( جنوبا ) و رأسا قطره الصغير إشكرام البيظ ( غربا ) و إشكرام الخظر ( شرقا ) و في مركز "المعين " في قلب تيجريت النابض بالمجد و السؤدد و الفخار تنتصب " أم عرف " شامخة متعالية تتحدى غوائل الزمن و كيد العابثين ناطقة بأفصح لسان و اوضح بيان بما شهدته و تشهد عليه لمن أنصت بأذن التفكر الواعية و قلب عن الحق باحث و بالحقيقة المطلقة شغوف ..
أصخت إليها و هي ولهاء نادبة تبكي بتصدع و تشقق فحدثتني ليل السرى بالعجائب ..! فقالت :كان هذا المكان الواقع بيني أنا الصطلة الكبرى و أختي تلك التي يعلوها بعض " الصبط " و الطلح ( جنوب غرب ) و أخياتنا ( جنوب شرق ) خلاء لا يمسك ماء و لا ينبت علما و لا مكارم اخلاق .. لم يكن هنا من الماء إلا ما تحتفظ به " الصفيه " بعد السيل أو ما ينبجس من " آشكيك الصطيله " ( شمال غرب ) و كله نزر قصير الأمد لا يروي العطاش و لا يستجلب نهضة و لا عمرانا ، إلى أن قدم أحفاد " باركلل " بالخير و اليمن و البركات ، فكنت أطأطئ رأسي للولي أحمد بن حبيب الله في إحدى أكثر كراماته وحشية و غرابة فتصعد بقراته الى " الكلته " فتشرب ثم أطأطئه لتنزل الى السفح .. و لم تزل " لحلل " في بداية تمايزها ترتاد هذه البقعة الخصيبة بتشكل نباتاتها الغنية ب "الربيع " و " الصمه " من النسيل و آسكاف و الطير و الطليحه و الدسمه و أم ركبه الناضرة و بعض أشجار الطلح و " آتيل " .. و ظل شح الماء عائقا أمام التوطن الدائم رغم عوامل الجذب لقرب المنطقة و توسطها و جمالها الطبيعي الأخاذ .. إلى أن كان ذلك اليوم المشهود حين قرر رجل الدولة مفجر الماء لحياة الاجساد و العلم لحياة الارواح العلم آفلواط ول مولود أن يحفر بئر " رومة " الذي سماه " النويب " ( تصغير ناب ) لدقة استدارته و دخول آلة الحفر دخول الناب في اللثة ، لنشهد - نحن الصطل - المهرجان العظيم يوم التدشين الكبير الذي لا ننساه أبدا لأننا لم نشهد مثله منذ أن انجر المحيط بالبركان العظيم الذي احتاج الى ملايين السنين ليبرد و ينزاح الماء كاشفا وجه اليابسة فتحددت معالم الارض عما هي عليه لتتعاقب الشعوب و الحضارات و تندرس الآثار إلا ما كان منها ذا نفع عميم فيمكث في الأرض مكثي أنا التي أضمن التوازن و أستقبل ماء المزن و أدل الساري و ألجئ الخائف و اوجه الريح .. كان المهرجان ضحى يوم زينة من اواخر القرن الثاني عشر الهجري حيث امتلأ هذا الفضاء بالنعم ( ذوات الاربع ) و البشر ( ذوي الاثنين و الثلاث و الاربع ) ، فقسم آفلواط مائة من كل نوع بدء بالابل ( النوق التلاد ) حمدا لله و شكرا جاعلا من الانعام صدقة " واقفة " ليتقبل الله منه الصدقة "الجارية" الى الآن حين قابل الماء مع السماء بعد حفر أربعة و عشرين مترا في الصخر الصلد بعزم أقوى من الصخرة الصماء و صبر كصبر الضاغط العركرك ألقى بواني زوره في المبرك ..
ليبدأ عصر جديد ..
عصر هو صبح الزمان و ظهر المكان تحول فيه صدى الكدى ( إيكني ) و مفازة " الغزي " في غابة " أيكنين " التي جرفها انحباس القطر ، الى معلم حضاري و ربع عزة العلم و الصلاح و الشموخ سال واديه مدادا و اصطبغت روابيه دما عبيطا من طعن لبات الكوم ، أقام فيه آفلواط دولة العلم و الكرم و الرئاسة و شارط العلماء و المشايخ للتدربس و التربية ( تزكية النفوس ) ، من أمثال آية الغرب المخطار ول بونه و العلامة أشفغ الخطاط ( آبيه ) و الشيخ الشريف سيد محمد التيشيتي الذي جاء به من شنجيط لما راى فيه من الاستقامة و الصلاح ، و حين ساله نصيبا في ماء " النويب " أمده بما يحفر به بئرا مستقلا فجاء " توأم النويب " الذي في سفحي فأمددته بماء الحشرج العذب ، فاكتمل المشهد و تداعت اليه فركان " لحلل " حتى غص المكان بذوات الاربع و ذوي العقول و الاحلام و ذوات " لحجب " و " آخلاخل " القانتات و طلاب العلم في مختلف المعارف و الفنون .. تلك الدولة التي توجت بعصر سلطان الساحل محمد ول عبد العزيز ( أميه علما ) الذي حفر البئر الرابعة (البط ) بعد العيوج الذي حفره بعض آل عبدالله و هو الذي يلي المدفن ( الصالحين ) غربه..
تتنهد " أم عرف " و قد خنقتها العبرة و تشيح بوجهها حتى لا ارى دموعها التي لا تذيع سرها إلا إذا أضواها الليل و عذبتها الوحشة و الادكار فتبسط يد الهوى و تذل دمعا من خلائقه الكبر...
لا تزال الآثار شاهدة و الصخور ناطقة بأنه كان هنا ذات عصر رجال عظام و نساء عظيمات ، و يمكن لمن اطلع على الاسماء المنقوشة على الصخر ( المنصبه ) في مدفن بيريكني على " الرك " الغربي بين " الصطل " أن يتخيل عظمة المكان يوم كان الزمان في ريعان شبابه و عنفوان صبابته وفق تعبير المتنبي :
أتى الزمان بنوه في شبيبته
فسرهم و أتيناه على الهرم
🌴🌴🌴🌴🌴
تعقيب الاستاذ : احمد باب بن العالم
يقول البحاثة محمذن ول باباه في تحقيقه لنصوص من التاريخ الموريتاني الصفحة ٩١:
" ومجموعة بني يعقوب بشعبتيها:
إديقب وأهل باركلل
تكون جسر إتصال والتحام بين الزوايا وحسان بحكم انسابها وسياستها الخاصة
أنيط بها دور تاريخي بالغ الأهمية
في المجالات الحيوية
من تعمير الأرض بحفر الآبار في المناطق المعزولة ورفع الظلم وخدمة المعرفة
بنشر الثقافة الدينية والعلمية
وبما تمتاز به من بذل الندى وكف الأذى وحسن السمعة ."
ويقول الباحث في مراكز البحث الكندية وغيرها بنجامين اكلوك في بحوثه المنشورة أن أهل باركلل حفروا
مايقرب من مئتي بئر ثم يفصل في الجهود الكبيرة التي بذلوها في ذلك والأدوات المستخدمة في الحفر وما يلزم ذلك من جهود مضنية وصبر هائل وتوفيق وحظ عظيم.
" وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم"
فعلا يحتاج ذلك لخبرة فنية كبيرة
ويحتاج أيضا مستوى لا بأس به من خرق العادة
وعلى تلك الآبار قامت الحضارة والمآثر والمنتديات والمحاضر العلمية والمقابر الخالدة المخلدة
يقول الشيخ محمد المام :
نزور بهامقابر دارسات
على قدم العهود مخلدينا
وأشهر تلك الآبار بير إيكني العلم المنارة الملجأ
لما كان له من رمزية وما شهده من
أحداث وماضمه من رؤساء عظماء وعلماء نبلاء ولمنطقته الإستراتيجية في تيجيريت وعذوبة مائه
فيقول الباحث المترجم احمد مسكة ول المكي في ملخصه وورقته التي أعدها ١٩٣٦ بعنوان أهل باركلل قبيلة من زوايا الساحل
أن بير إيكني أحد آبار تيجيريت وأن ماءه عذب جدا وطوله في حدود عشرة متر...
راجع الصفحة ٢٥ أو الصفحة ٤٩٣ من الكتاب.
وكأن الرئيس افلواط عندما حفر هذا البئر بير ايكني وشاهد عذوبة مائه تنبأ ولا غرو وهو رجل الدولة وصاحب النظر الثاقب تنبأ إلى أن هذا البئر سيكون هو الرمز والعلم لهذه المجموعة
فتصدق أفلواط بمئة ناقة عند حفره لهذا البئر على الفقراء والمساكين وأيضا في سبيل الله
لقد كان الولي الكامل العلامة العلم افلواط ول مولود
رجل الدنيا والآخرة وصاحب الآيادي الفاخرة رجل دولة بامتياز قام بالإنفاق وإعمار الأرض وحفر الكثير من الآبار ونشر العلم وساعد في النهضة العلمية التي شهدتها البلاد أواخر القرن الثاني عشر واستجلب الأساتذة المحاضرين الزائرين والمقيمين من العلماء المحققين والأولياء الكمل مثل الولي العلامة آبيه الذي كان له أعلى مستوى آنذاك في الشريعة والحقيقة
وأقام صرحا علميا عملاقا بمساعدة أفلواط
وكان يصل تلاميذه إلى المئة حسب فتح الشكور وغيره
وكان آبيه يتوسل إلى الله بأفلواط وبكرمه وجوده وسخائه
فتلك مدرسة العلم والسخاء
يقول سيدي محمد ول محمد مولود في
والده مولود
والعلم والمال من مولود نالهما
بغير من بنو غبراء إذ سألوا
والمعروف أن مولود هو الذي كان يلي نشر العلوم والفقه بعد أخيه مسكة
كما كان من أغنى أهل زمانه واستثمر في التجارة والتنمية
وقام باستثمارات غير مسبوقة مثل إنشاءه مصنعا لإنتاج الفحم وغيره
كما خلفه أبناؤه العلماء الأولياء المنفقون الأسخياء الأعلام بارك الله وأفلواط وعبد الدايم والبخاري
يقول العلامة الباحث المؤرخ صالح بن عبد الوهاب الذي أمضى أزيد من مئة سنة في البحث وطلب العلم والقضاء وكان معاصرا لأفلواط يقول في كتابه الحسوة البيسانية:
" فمن آل بارك الله فيه آل مولود بن بارك الل ومنهم أفلواط بن مولود بن بارك الل وإخوته..."
إلى أن يقول:
" وشهرة آل بارك الله بالعلم والجود والدولة وجميع الفضائل تغني عن تعريفهم." راجع الصفحة 77 من كتاب الحسوة البيسانية تحقيق البحاثة الأستاذ الدكتور احماه الله ول السالم الذي يقول في نفس الصفحة 77
"وقد استقل أهل بارك الله عن بني عمومتهم وحازوا دولة عظيمة من الأتباع والأموال والآبار." انظر الصفحة 77
وهكذا كانت تلك المدرسة التي ذكر المختار ول حامد في موسوعته من علمائه وغيره تسلسل فيها العلم متواترا متسلسل الدوران
يقول مثلا العلامةالشريف شيخنا احمد كوري
عن العلامة سيد احمد بن العلامة محمد افلواط بن العلامة الخطاط بن العلامة افلواط عن العلامة مولود
يقول الشيخ مكور عمامة الأجداد :
وروى حديثا عنه عن آبائه
متواترا متسلسل الدوران
إلى أن يقول :
العلم لازم عنده عمل التقى
لهما معا في نهجه أخوان
منه تعلمنا كتاب إلهنا
غضا طريا فائق الإتقان
وهكذا أيضا كان العلامة الإمام اللاو الذي يقول أحمد يعقوب ول محمد الخضر في رثائه:
تكاثر ترداد العويل من العلم
بفقد إمام الزهد والعلم والحلم.
كما تسلسل والسخاء والجود والوفاء ومن أمثلة ذلك الكثيرة أن من كانت عنده أربعة نياق ووعده الديباج مثلا بناقة فقد أفتاه العلماء بأن يزكي
لسخائه ووفائه بعده وبالغ كرمه
وهو الذي يقول فيه العلامة الشريف محمد عبد الرحمن ول المبارك ول اليمين
ياعين جودي على الديباج قد بانا
هطلا وسحا وتسكابا وتهتانا
جودي على الأورع المهطال إن له
من كل شيئ على العلات الوانا
وأحد أبناءه أثنى عليه الولي الكامل محمد عبد الرحمن ول ابو في شعر حساني
كما كان ابن أخيه المنفق و العلامة والولي الكامل احمد ول عبد الدايم الذي صدره شيخنا الشيخ محمد المامي
كذلك حفيد الديباج المعروف محمد الديباج مدحه العلامة ول التمين
عند بداية جعل اكجوجت دائرة وذلك في مطلع الثلاثينات
اكجوجت ما شورو لومة
هو وامصيف مايحتاج
بماه ودارو معلومه
وخيمت محمل لديباج
وقد دفن عند بيريكني الكثير من الأعلام الذين خلدوا
مآثر سائرة ولوحات نادرة في الإنفاق والإيثار ونشر العلم ورفع الظلم وإغاثة الملهوف
بلاد العامري لنا اصطفاها
فبارك ربه فيها وفينا
نزور بها مقابر دارسات
على قدم العهود مخلدينا
فمن بين الأولياء الكمل الذين دفنوا عنده والذين يستحقون تآليف لجمع تراثهم وتأثيرهم ورئاستهم
احمد خرشي ول مسكة
بارك الله ول مولود
يوسف ول الفاظل
شيخنا محمد ول عبد العزيز
الشيخ ول عبد العزيز
احمد مولود ول محمد
محمد عبد الله ول عثمان
محمد إسماعيل ول عثمان
احمدو ول محمد مؤمل
محمد ول حبيب الله ول المأمون..
ومحمد ول سيد محمد التيشيتى
وغير وغير..
صرتك يالبركة وإيكني
والكرم وكره الخاسر
يبين اصطل بيريكني
منكم بعد الا ياسر
🌴🌴🌴🌴🌴
تعقيب الاستاذ : اما بن الخالص
بسم الله الرحمن الرحيم
اخوتي الاعزاء في الحديث عن بئر ايگني اود ان أشير الى بعض الامور:
١.البئر الاولى هناك هي انويب كما قلتم وهي الوحيدة من الآبار القديمة التي لا زالت حية كما يقال و عليها حالا الرجل الفاضل بهلول ول عبد الله ول احميده و عليه اركيزه واحدة وله تگده واحدة في جنبه الغربي الذي يلي الصالحين"المقبرة" و "جمته" تسقي ١٠ من الابل و ينتظر الساقي مدة "اتاي عجلان" ويعود الى نفس الكمية من الماء و ماؤه مالح لا تشربه الا الابل وهو مزروف بالحجر و الاصلاحات التي قيم بها بعد ذلك لم تصله حتى التي قام بها لحريطاني ول الخالص والسبب في ذلك عائد الى عملية الزرف فلا يمكن استعمال المتفجرات فيه لانها ستدمر "زرفه" وتفسده والذي يستعمل معه هو التنظيف "اتججيه".
٢.الحاس الثاني( نسمي الاشياء بمسمياتها) حفره افلواط للشيخ الشريف محمد ول سيد محمد و هو اعذب من الاول و مبني نفس البناء وليست فيه قطرة ماء منذ عشرات السنين ولا يمكن تعميقه لنفس الاسباب السابقة
٣.الحاس الثالث حفره محمد بن عبد العزيز" اميه" رحمه الله وهو كالثاني تماما لا ماء فيه ولا يمكن تغيير امره لنفس الاسباب السابقة.
٤. الحاس الرابع بئر حفرته الدولة "ايدروليك" بالقرب من بئر محمد بن سيد محمد وهو مثله في الغذوبة وهو الذي عليه الاعتماد الاكبر اليوم في المنطقة و يقع الى الشمال الشرقي من المقبرة وعليه حوضين "تگدتين" و اركيزتين وقد اجريت له عدة اصلاحات لأنه قابل لذلك "ملوصي" وكان آخر اصلاح له قام به الاخ احمد محمد سيد احمد يعقوب احمد يوسف"عمدة اكجوجت ".
اذن بين اصطل الاربعة اليوم بئرين صالحتين هما انويب وبئر أيدروليك.
افلواط ول مولود توفي عند إيگوطن غربي اگجوجت ونقل كما قال الاخوة بطلب من محمد ول سيد محمد لانه قال انه يجب ان يدفن في ذلك المكان الذي قابل فيه الماء مع السماء وعمل به كثير من الخير وتم نقله اليه.
عند بئر ايگني اليوم يوجد مختلف بطون اهل اهل باركل وخاصة اهل مسكة واهل حبيبلا، اهل الفاضل واهل مولود.
البئر القديمة طولها اظنه اقل عشرين مترا.
محمد بن عبد العزيز رحمه الله جاور اهل بيريكني في سنواته الاخيرة
وقد كان يزور الصالحين وقد ادركت من يشهد بذلك مثل محمذ "امن" علما بن محمد الامين بن الحاج وام المؤمنين منت محمد امبارك عليهما رحمة الله . كم ان من ادلة ذلك قول الشاعر اظنه باب ول احمد فال:
زاير محمد فلحيين
لصلاح الدارين الثنتين
محمدْ لصلاح الدارين
الثنتين امكمل لشراط
وامن الموتَ زاير فلحين
افلواط أ گوم افلواط
ايه افطن عنهم عينين
وافطن عنهم فَالدين انباط
زيارت ذمن الصالحين
الموت والحيين اخلاط
عندْ ابلد واحد مجتمعين
عندي عنها ما توغد باط.
هناك گاف لا ادري لمن لكنني احفظه منذ زمن :
صرتك يا البركه ويگني
والكرم أ كره الخاسر
يلبين اصطل بريگني
منكم بعد ألل ياسر
🌴🌴🌴🌴🌴
تعقيب الامام : آبيه الداه
بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله على نبيه الكريم
الكلام عن بيريكني يطول ولكن هذه مداخلة حوله .
١- الموقع والتضاريس: هي بئر بين ثلاثة جبال على الشمال الغربي ام عرف وهي صطلة ملساء يصعب صعودها إلا لمن سخره الله له ولها عرف فى مقدمتها .
ومن الجنوب الغربى مايسمى "بالصطلة الكبليّ " اي الجنوبية وتختلف عن ام عرف لأنها فيها مكان ينبت فيه الطلح وأصبط .
ومن الشرق ما يعرف ب "ا صطيلات الشركيات" اي الشرقيات وهومكان جميل ورعوي اذ ينبت فيه ءاسكاف والنسيل والطير وام شال واطليح وتجركن ونبات ءافطوط كامل ، وقريبا منه الموج إذ تنبت هناك تلبوت وتجاوَ واسردون وأصبط والارطى أي اوراش.
والبقعة كثيرة الاوشال والإضاة ولذلك "اصطيلة " الموجودة شمال غرب ام عرف فيها" آشكيك معلوم" وهذه الأرض عمرها احفاد باركلل ولا أدل على ذلك من حفر العالم السخي الكريم الرئيس الساعي فى المجيء بالعلماء ل "انويب " التى هي اول بير حفرت هناك .
ومازال آثار سير بقرات الولي الصالح وحشي الكرمات احمدبن حبيبلل رحمهم الله تعالى موجود على رأس ام عرف و خو دفين "امباللّ " 12 كيلم شمال شرق بريكني .
و من اول من دفن هناك الشيخ احمد خرشي بن الخراشي بن مسكه ويوسف بن الفاضل رحمهم الله تعالى .
وبعد حفر افلواط للبئر طلب منه صديقه الشيخ محمد بن سيدمحمد ان يشركه فى البئر الأول فقام من كرمه وحفرله بئر ثانية جعلها على اسمه وحفرها له غرب ام عرف تبعد 200متر عن الأولى وحفر ابناء عبدالله بن باركل البئر الجنوبية التى تبعد100متر من "انويب".
ولما وصل افلواط رحمه الله تعالى إلى الماء قسّم اموالا كثيرة من يقول مائة من الإبل ومن يقول مائة من كل ذوات الاربع ، وبعد وفاته دفن ثم على الجانب الغربي من الابار عند "ءاتيله" كبيرة كانت شمال غرب المقبرة حيث تقع ظايت الصفية على الجنوب من المقبرة ثم "بلاكه " بجيم مصرية وهي عين تصب الى الشرق
حيث تمتلا منها " لغويركه" ثم اشكران الخظر على الجنوب بمسافة غير بعيدة. استمرت دولة احفاد باركل فى تلك البقعة عقودا من الزمن ثم غابوا عنها طلبا للمرعى .
الى أيام السلطان محمد بن عبد العزيز رحمهم الله تعالى حيث سكن بحلته أي " لفريك " تلك الارض وحفر بئرا رابعة فى أيام كانت ايام ازدهار ولم يبق موضع قدم من السيادة وضع فيه السلف الصالح أقدامهم الاوضع فيه قدمه ،ولما سمع بن عمه السيد والشيخ حافر الآبار وزارفها امام بن صلاح بن الشيخ محمد المامى رحمهم الله تعالى بعزمه على حفر البئر أتاه وقال انا اعينك بالظل للعمال فقال له نعم فذهب بعماله إلى ءاكشار وقطع شجرة عظيمة كثيرة الظل وجاء بها إلى البئر وامر عماله وحفروا حتى ثبتت جاءهم بكمية كبيرة من "التشطار " وهو اللحم المجفف وكان من اهم ما يتزود به العمال في ذلك الزمن ،وذهب هذامن باب التعاون على البر والتقوي.
واصل محمد رحمه الله تعالى العمل فيها حتى وصلت للماء وصارت ذات ماء كثير، لكن هذه الابار ماؤها مرتبط اساسا بالمطر وكلما توالت سنوات قحط قلّ ماؤها ومن الغريب ان الاودية التي تزودهم بالماء بعد المطر مختلفة فالآبار المالحة تتزود وادي صغير قادم من سفح "اصطيلات الشركيات " واذا لم يعطيهم الماء يقِلُّ ماؤهم كثيرا. والبئر العذب يتزود من ام عرف .
ومن الغريب ان الآبار المالحة لم ينته ماؤها ابدا مهما توالت سنوات القحط في بعض الازمنة يقل ماؤها كثيرا ولكن مع الانتظار يسقون .
بئر محمد رحمه الله تعالى في قعر البئر مكان لا ياتي في الدلو ولكن اذا دخل اليه احد يمكنه ان يجمع ما يسقي عدد من الابل . بئر اهل عبدالله ايضا ماؤه قليل ولكن يمكن ان يشربه الانسان اذا مزجه باللبن.
اما بئر اهل سيدمحمد ففى الثمانينيات جف ماؤه ولم يزل كذلك حتى 1993جاءته جماعة منهم واحضروا شركة المياه التابعة للدولة وفجروا المتفجرات داخله فازداد عمقه وكثر فيه الماء في ذلك الصيف و كان الناس في اشد الحاجة له ، ولم يزل كذلك حتى حُفرت البئر التى ذكر أما بجنبه.
اماتسمية بيريكني فهي تقال لبير الجيش يقول فتى بن سدامين رحمهم الله تعالى:
الاليت شعرى هل إلى الاهل عودة
فيانس من بعد الجلاءغريب
وهل لي لبيرالجيش صيف ومربع
وهل ارين النيش وهوقريب
وهل من بنى مولود آوي لنزلة
لدى الموج فيهاكيِّس واريب
لابد لي من وقفات مع حلة اميه بنواحى بيريكني :
١- وسابدؤها بزمن " لفريك " اي الحي عند "اعكيلت تتارك" شرقي "النيش" على مسافة40كيلم من بيركني حيث قام بقصر الصلاة الرباعية بينها وبيريكني
٢- عند "ام آكنينات" حيث جاء بعض الظلام وكان من امرهم ما كان .
٣- كان مقامه عند "الوراشي" على السهل شرق بيريكني حيث توفاه الله هناك وهوساجد يصلي بالناس الظهر يوم الاحد١٢ذو القعدة ١٣٤٤ الموافق 23 مايو 1926يقول ابنه محمد عبد الله رحمه الله مخلدا تاريخ وفاته باليوم والشهر والسنة :
عام دمسش ويوم يب
والدنا سمي طه قد وجب
٤- من ابرزالناس الذين عايشوه فى تلك البلاد واستمروا بعده فيهاولم تزل أحفادهم فيهاالى اليوم اخوه الشيخ بالنصب والكسر صاحب "الصرب" اي الجماعة التي تذهب لرد المال المنهوب ،والطب، والفتوى.
وهو رجل اعطا ه الله المال بأنواعه حتى الخيل التى لم تكن معهودةفى ذلك الزمن عند الزوايا واستقر في تلك البلا د وعمرها فى حيات محمد "اميه" رحمهم الله تعالى وبعده بالكرم والإنفاق والحرث حيث قام بحرث موقع" الظاى الدخن" قرب بيريكني ولم يزل فى تلك البلاد وجاورالصالحين حتى توفاه الله ودفن معهم رحمهم الله تعالى جميعا.
٦- نختم بزيارة رائعة للشاعر المعروف بالخط في الخمس العالم محمد عبد الله بن عثمان الذي سيدفن هناك سنة 1960 رحمهم الله تعالى:
منى سلام الى اشراف ذا الحاسي
تحية كنسيم احجيج في الكاسي
يعمُّ جمعهم ويخص قطبهم
محمدا ذا العلى المطعم الكاسي
زرناكم لجميع الحاجِ قاطبة
والامن في الروع يوم الحشر للناس
ارجو استجاب دعائي بحضرتهم
انا واهلي ومن حولي وجُلاسي
يارب فاغفر لهم وارحمهم وقنا
من كل شر ومن سوء ومن باس
اللهم اغفر لهم وارحمهم واسكنهم فسيح جناتك.
اللهم لا تحرمنا اجرهم يا رب العالمين .
تعليقات
إرسال تعليق