العالم الولي الشيخ امَّامَّ بن صلاحي رحمهم الله تعالى
رجال أم لعواتك
رمضان ٢٠٢٠
العالم الولي الشيخ أمام بن صلاحي بن الشيخ محمد المام رحمهم الله تعالى
الأخ البخاري صلاحي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بداية يطيب لنا أن نشكر الإخوة القائمين على هذا الفضاء العلمي المفيد ونعرب لهم عن خالص شكرناو متمنياتنا لهم بالتوفيق في مهام هذا الفضاء وأهدافه النبيلة.
هو محمد المامي (أمَّامَّ علماً) بن صلاحي بن الشيخ محمد المامي رحمهم الله تعالى ووالدته بشرى بنت عبد الجيل بن بلَّعمش العلوية رحمهم الله تعالى، وقد ترعرع وتربى في بيت علم وصلاح.
ولا تسعفنا المصادر المكتوبة بشيوخه الذين درس عليهم غير أن بعض الروايات الشفوية تخبر أنه درس في محظرة أهل محمد بن محمد سالم المجلسية.
وقد اشتهر رحمه الله بحفر الآبار وإحيائها وإصلاحها(الزَّرف) وقد أجاب الله دعاء والدته فيه فكثيرا ما كانت تدعو له بأن يجعل الله فيه منافع المسلمين.
وبعد أن اشتد عوده وتخطى مراحل التربية الأساسية في ذلك الزمن من دراسةٍ وتشبثٍ بالأخلاق الفاضلة كان لعمه البخاري بن الشيخ محمد المامي دوره في ذلك، حيث أنه قضى بعض مراحل طفولته الأولى معه وعن طريقه بدأ مشوار حياته العملية ثم أنه بعد فترة سيقرر بدأ حفر الآبار وإصلاح أخرى وإحياء بعضها الآخر.
كما تميز رحمه الله بخبرة فنّية خاصة في طريقة الحفر والإصلاح والإحياء للآبار في ذلك الزمن وذاك بطريقته المتميزة في (الزَّرف).
وقد أورد كتاب "حياة أهل بارك الله، أخلاقهم وعاداتهم" لمؤلفه الشيخ احمدّو باب بن بودرباله رحمهم الله تعالى انّه حفر للمسلمين بضعة عشر بئراً وأصلحها بالحجارة كلَّها وهي قائمة الآن ومن بينها بنشَّاب.
ومن المتواتر أنه أمضى سبع سنين وسبعة أشهر وسبعة أيام في حفره لبنشَّاب وكانت عنده نوق "اخلف" خاصة بحمل الحجارة التي لم تر الشمس من (اوتيت النمداي) والتي تبعد عن بنشَّاب عدة كيلومترات وذلك من أجل استعمالها في (زَرف) البئر وكانت لديه خبرة متميزة فيه، ذلك أنه أحيى بهذه الطريقة عدَّة آبار كانت على وشك الإندثار.
ولائحة الآبار التي حفرها أو أحياها أو أصلحها تتكون من عدة آبار يمكن أن نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
بنشَّاب واندكبعد وبوكطره وابّير لعجول والبيظ وبوحميّره وبوغبرة والشَّامي ومرزبَّ وبولنوار والمبروك و اوسرد وتشل و وبّيرالمامي وبير انزران ومعطللَّ وبولرياح و بوكفَّه وغيرها من الآبار التي أصلحها أو أحياها أو حفرها.
وتذكر المصادر الشفوية أنه أثناء حفره لاحد الابار قدم عليه الشاعر المعروف بمحمد عبد الرحمن ول المبارك ول اليمين رحمهم الله تعالى وهو في ظروف من العمل والجد والصبر وتحمل مشقة حمل الحجارة من بعيد وعملية تبييت الدّهن في قعر البير من اجل تليين الحجارة قبل الوصول للماء مباشرة، فرأى بعينيه تلك الجهود فصوَّرها ببلاغته المشهورة قائلا:
دهر العزم الي فيه اليان
والتشباش وكلت لعوان
والمزن ولدت بالدخان
والكشفه سوات المعروف
ماكلت اراعي ول افلان
مول مال وعزمو مكروف
ولاراعبت فعزمك الامكان
غزلك منو ماول صوف
بيه احييت الي ميت كان
وببه ازرفت الي ماهو مزروف
متن العزم اعدل الامور
يسو في التطراك الوكوف
وابعيرين انفعهم مجبور
انزل بركتهم من للوف
مخل لفحل ول الثور
وول اكوف الا ول اكوف.
كما مدحه ول هدَّار بعدة اطلع سجل فيها له ما قام به من إحياء للأرض وحفر للآبار وإصلاح لبعضها.
تميز رحمه الله بالصَّبر والمثابرة والجدّ والصَّرامة في إنجاز مهام إحياء الأرض وكان يقدّم الأسباب الظاهرة والطبيعية على أي أسباب أخرى قد تكون خارقة للعادة ورغم ذلك فقد كان قوَّاماً للًّيل كثير التهجد والاذان لا ينام الثلث الاخير من اللَّيل ويمنع من معه من النوم قبل طلوع الشمس شأنه في ذلك شأن ذلك الجيل كله. وله في ذلك كلمات مأثورة ومتواترة.
وكان كثيراً ما تقيم معه أسرة يعقوبية للتدريس وهي أسرة أهل حمى الله اليدامية حيث درَّس عليهم أبناءه القرآن الكريم وبعض العلوم الشرعية قبل ان يلتحقوا بمحظرة قارّي بن محمد بن محمد سالم المجلسي رحمهم الله تعالى.
رغم أنه رحمه الله لا يحب استعمال الأسرار ولا يسمح لأي أحد بذلك في حيّه (لفريك) إلاَّ في حالة الضَّرورة القصوى، فله كرامات عديدة قد لا يتَّسع المقام لتفصيلها ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: زيارته مع ابن اخته محمدو بن محمد المامي بن محمودا لضريح الشيخ محمد المامي رحمهم الله تعالى وقصَّته مع الرجل الذي ضلَّ جمله وقصده يريد حلاًّ، ومع آخر أغار عليه وهي قصص مشهورة يمكن مناقشتها والحديث عنها خلال التعليق على الورقة.
كما تميز رحمه الله بأنه كان مهاباً لا يقبل الضَّيم والمذلَّة وذلك في ضرورة أخذ الإذن منه في استعمال آلاته الشخصية في سقي الآبار(أشرماط) وله في ذلك عدة قصص لازالت تروى الى اليوم كما تميز رحمه الله بإعطاء التوجيه لمن قصده في المساعدة على السقي من الآبار كما أنه كان يتعقَّب الظلاًّم الذين يغيرون عليه وقصته مشهورة مع من أغار عليه واتًّبعه رفقة ابن عمه واستعادا منه إبلهما.
رءاه بعض الصالحين بعد وفاته في حالةٍ حسنةٍ فقال له ما فعل الله بك فقال: "اركيزة وحدة من بنشَّاب غفر الله لي بها".
وقد خلَّف رحمه الله من الأبناء محنض باب ومحمد وصلاحي وأمهم مريم بنت أفلواط بن الشيخ محمد المامي وأبناؤه كذلك محمد الأمين وعبد السلام وسيدامين وبشرى وآمنة وبدّي وهم أشقاء وأمهم صفية بنت محمذ فال بن المين بن محمدو بن بنين رحمهم الله جميعا.
وقد توفي رحمه الله ودفن باجريف بإنشيري بمقبرة معروفة فيها من المشاهير محمد الامين بن امين تلميذ الشيخ محمد المامي ومحمدالامين بن الزمراكي وعبد الله بن سيداحمد محمودا (الداه علماً) وغيرهم رحمهم الله جميعا ونفعنا ببركتهم. وهي تبعد عن الطريق المتوجه لأكجوجت 10 كلم تقريباً. وتقدر وفاته رحمه الله في اواخر عام(العرية)حسب بعض الروايات الشفوية اي سنة 1944م بالتقدير .
ولعلَّ سائلا يسأل عن المصدر المعتمد في نسبة الآبار المذكورة إليه، فنقول له أنَّ أمَّامَّ رحمه الله تميَّز بتوثيق تلك الآبار، وتمتلك الأسرة إلى الآن بعض الوثائق التي تشير إلى ملكيَّته لتلك الآبار مع حريمها. وذلك مثل وثيقة إقرارٍ من أمير اترارزه احمد سالم بن ابراهيم السالم بن محمد لحبيب وذلك بخط القاضي محمد عبد الله بن النّونّو رحمهم الله تعالى بتاريخ العاشر من ربيع الثاني من عام 1336للهجرة تقضي بملكية الآبار وحريمها وبظلم من ادعى ولو شبراً من ذلك الحريم و وثيقة اخرى بأمرٍ من قاضي انواذيبو آن ذاك المختار ول محمد موسى رحمهم الله تعالى بالإقرار والشَّهادة على مجموعة آبارٍ معينةٍ بملكيتها من طرف أمَّامَّ بن صلاَّحي بن الشيخ محمد المامي رحمهم الله تعالى وتتضمَّن الوثيقة النَّص على ملكية الآبار وتحديد الحريم بالعرف (مرعى تندركين) التي يرعى فيه مسيرة أيامٍ كما تنص على تأبيد ملكية تلك الآبار بالزَّرف وعلى أن من تعدى ولو شبراً من ذلك الحريم فهو محارب.
وأخيرا يمكن لنا الختم بما ورد على لسان فتى بن سيدامين ومحمد عبد الله بن عثمان رحمهم الله من شهادة لهذا العلم بمنافع المسلمين.
حيث يقول فتى رحمه الله تعالى:
أقول لبرق آخر الليل يلمع *** تيمَّم أبا النشاب إن كنت تسمع
سقى الله أرضاً حلَّها المام وادقاً *** من المزن لا ينفك يهمي ويلمع
ولازال في حافَّاتها المام حاضرا *** يؤلف اشتات المعالي ويجمع
فليس له إلاَّ من الله خشية *** وليس له إلا لدى الله مطمع
وكل أخي خيرٍ له فيه مطمع *** وكل اخي شرٍّ له فيه مقمع
وللعالم الجليل محمد عبد الله بن عثمان رحمهما الله قطعة شعرية في مدحه وله قصة معه حدثني بها ابنه الفاضل محمد عثمان حفظه الله تعالى يمكن التعرض لها أثناء مناقشة الورقة.
وجزى الله خيراً ول هدَّار رحمه الله حين دوَّن تلك الجهود فلم تعد قابلةً للتحريف إذ يقول:
والي من معطلل طلل
جلوى ولل تشله ولل
لبير املي ماها الل
لعجول اخبر كاع فلخبار
امن اغازنت المعطلل
البنشاب البلنوار
للبيظ لندكبعدلل
يعرف عنك باطل جهار
غير غيرك باركلل
يلي حك اعليك المدار
الى ان يقول:
وءان يالمامي مطامي
ش كط الحكتو كدامي
افبوي هو واعمامي
افعمامك زاد انت وافبوك
الخاطيهم ماني سامي
يوكاف الحسيان ابروك
يخيار ال من عند الشامي
الشار الشوم التنمجوك
لكلال المدن الحامي
انوللان الى وجوك
عن خوي ماني متعامي
والى عدن لثنين انجوك
يبغوك اخوتك يالمامي
وجوك اخوتك خوك اخوك.
وإنها لفرصة ذهبية للمطالبة من هذا الموقع ممن لهم غيرة على الأرض والعرض بجرد جميع تلك الآبار المنسوبة للقبيلة والسهر على مواصلة عطائها وذلك بروراً بأولئك الرجال الذين بذلوا فيها الغالي والنفيس من أجل أن ينتفع بها المسلمون ورغبة فيما عند الله وجزاء من أوقف بئراً لحديث الرسول عليه الصلاة والسلام:
(إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث وعدّ منها الصدقة الجارية وقيل هي الوقف)
فبرورا بهم يجب علينا جميعا مواصلة ذلك العطاء قدر الإمكان والبحث عن أفضل الكيفيات لصيانته والمحافظة عليه من الإندثار وشكرا.
رمضان ٢٠٢٠
العالم الولي الشيخ أمام بن صلاحي بن الشيخ محمد المام رحمهم الله تعالى
الأخ البخاري صلاحي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بداية يطيب لنا أن نشكر الإخوة القائمين على هذا الفضاء العلمي المفيد ونعرب لهم عن خالص شكرناو متمنياتنا لهم بالتوفيق في مهام هذا الفضاء وأهدافه النبيلة.
هو محمد المامي (أمَّامَّ علماً) بن صلاحي بن الشيخ محمد المامي رحمهم الله تعالى ووالدته بشرى بنت عبد الجيل بن بلَّعمش العلوية رحمهم الله تعالى، وقد ترعرع وتربى في بيت علم وصلاح.
ولا تسعفنا المصادر المكتوبة بشيوخه الذين درس عليهم غير أن بعض الروايات الشفوية تخبر أنه درس في محظرة أهل محمد بن محمد سالم المجلسية.
وقد اشتهر رحمه الله بحفر الآبار وإحيائها وإصلاحها(الزَّرف) وقد أجاب الله دعاء والدته فيه فكثيرا ما كانت تدعو له بأن يجعل الله فيه منافع المسلمين.
وبعد أن اشتد عوده وتخطى مراحل التربية الأساسية في ذلك الزمن من دراسةٍ وتشبثٍ بالأخلاق الفاضلة كان لعمه البخاري بن الشيخ محمد المامي دوره في ذلك، حيث أنه قضى بعض مراحل طفولته الأولى معه وعن طريقه بدأ مشوار حياته العملية ثم أنه بعد فترة سيقرر بدأ حفر الآبار وإصلاح أخرى وإحياء بعضها الآخر.
كما تميز رحمه الله بخبرة فنّية خاصة في طريقة الحفر والإصلاح والإحياء للآبار في ذلك الزمن وذاك بطريقته المتميزة في (الزَّرف).
وقد أورد كتاب "حياة أهل بارك الله، أخلاقهم وعاداتهم" لمؤلفه الشيخ احمدّو باب بن بودرباله رحمهم الله تعالى انّه حفر للمسلمين بضعة عشر بئراً وأصلحها بالحجارة كلَّها وهي قائمة الآن ومن بينها بنشَّاب.
ومن المتواتر أنه أمضى سبع سنين وسبعة أشهر وسبعة أيام في حفره لبنشَّاب وكانت عنده نوق "اخلف" خاصة بحمل الحجارة التي لم تر الشمس من (اوتيت النمداي) والتي تبعد عن بنشَّاب عدة كيلومترات وذلك من أجل استعمالها في (زَرف) البئر وكانت لديه خبرة متميزة فيه، ذلك أنه أحيى بهذه الطريقة عدَّة آبار كانت على وشك الإندثار.
ولائحة الآبار التي حفرها أو أحياها أو أصلحها تتكون من عدة آبار يمكن أن نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
بنشَّاب واندكبعد وبوكطره وابّير لعجول والبيظ وبوحميّره وبوغبرة والشَّامي ومرزبَّ وبولنوار والمبروك و اوسرد وتشل و وبّيرالمامي وبير انزران ومعطللَّ وبولرياح و بوكفَّه وغيرها من الآبار التي أصلحها أو أحياها أو حفرها.
وتذكر المصادر الشفوية أنه أثناء حفره لاحد الابار قدم عليه الشاعر المعروف بمحمد عبد الرحمن ول المبارك ول اليمين رحمهم الله تعالى وهو في ظروف من العمل والجد والصبر وتحمل مشقة حمل الحجارة من بعيد وعملية تبييت الدّهن في قعر البير من اجل تليين الحجارة قبل الوصول للماء مباشرة، فرأى بعينيه تلك الجهود فصوَّرها ببلاغته المشهورة قائلا:
دهر العزم الي فيه اليان
والتشباش وكلت لعوان
والمزن ولدت بالدخان
والكشفه سوات المعروف
ماكلت اراعي ول افلان
مول مال وعزمو مكروف
ولاراعبت فعزمك الامكان
غزلك منو ماول صوف
بيه احييت الي ميت كان
وببه ازرفت الي ماهو مزروف
متن العزم اعدل الامور
يسو في التطراك الوكوف
وابعيرين انفعهم مجبور
انزل بركتهم من للوف
مخل لفحل ول الثور
وول اكوف الا ول اكوف.
كما مدحه ول هدَّار بعدة اطلع سجل فيها له ما قام به من إحياء للأرض وحفر للآبار وإصلاح لبعضها.
تميز رحمه الله بالصَّبر والمثابرة والجدّ والصَّرامة في إنجاز مهام إحياء الأرض وكان يقدّم الأسباب الظاهرة والطبيعية على أي أسباب أخرى قد تكون خارقة للعادة ورغم ذلك فقد كان قوَّاماً للًّيل كثير التهجد والاذان لا ينام الثلث الاخير من اللَّيل ويمنع من معه من النوم قبل طلوع الشمس شأنه في ذلك شأن ذلك الجيل كله. وله في ذلك كلمات مأثورة ومتواترة.
وكان كثيراً ما تقيم معه أسرة يعقوبية للتدريس وهي أسرة أهل حمى الله اليدامية حيث درَّس عليهم أبناءه القرآن الكريم وبعض العلوم الشرعية قبل ان يلتحقوا بمحظرة قارّي بن محمد بن محمد سالم المجلسي رحمهم الله تعالى.
رغم أنه رحمه الله لا يحب استعمال الأسرار ولا يسمح لأي أحد بذلك في حيّه (لفريك) إلاَّ في حالة الضَّرورة القصوى، فله كرامات عديدة قد لا يتَّسع المقام لتفصيلها ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: زيارته مع ابن اخته محمدو بن محمد المامي بن محمودا لضريح الشيخ محمد المامي رحمهم الله تعالى وقصَّته مع الرجل الذي ضلَّ جمله وقصده يريد حلاًّ، ومع آخر أغار عليه وهي قصص مشهورة يمكن مناقشتها والحديث عنها خلال التعليق على الورقة.
كما تميز رحمه الله بأنه كان مهاباً لا يقبل الضَّيم والمذلَّة وذلك في ضرورة أخذ الإذن منه في استعمال آلاته الشخصية في سقي الآبار(أشرماط) وله في ذلك عدة قصص لازالت تروى الى اليوم كما تميز رحمه الله بإعطاء التوجيه لمن قصده في المساعدة على السقي من الآبار كما أنه كان يتعقَّب الظلاًّم الذين يغيرون عليه وقصته مشهورة مع من أغار عليه واتًّبعه رفقة ابن عمه واستعادا منه إبلهما.
رءاه بعض الصالحين بعد وفاته في حالةٍ حسنةٍ فقال له ما فعل الله بك فقال: "اركيزة وحدة من بنشَّاب غفر الله لي بها".
وقد خلَّف رحمه الله من الأبناء محنض باب ومحمد وصلاحي وأمهم مريم بنت أفلواط بن الشيخ محمد المامي وأبناؤه كذلك محمد الأمين وعبد السلام وسيدامين وبشرى وآمنة وبدّي وهم أشقاء وأمهم صفية بنت محمذ فال بن المين بن محمدو بن بنين رحمهم الله جميعا.
وقد توفي رحمه الله ودفن باجريف بإنشيري بمقبرة معروفة فيها من المشاهير محمد الامين بن امين تلميذ الشيخ محمد المامي ومحمدالامين بن الزمراكي وعبد الله بن سيداحمد محمودا (الداه علماً) وغيرهم رحمهم الله جميعا ونفعنا ببركتهم. وهي تبعد عن الطريق المتوجه لأكجوجت 10 كلم تقريباً. وتقدر وفاته رحمه الله في اواخر عام(العرية)حسب بعض الروايات الشفوية اي سنة 1944م بالتقدير .
ولعلَّ سائلا يسأل عن المصدر المعتمد في نسبة الآبار المذكورة إليه، فنقول له أنَّ أمَّامَّ رحمه الله تميَّز بتوثيق تلك الآبار، وتمتلك الأسرة إلى الآن بعض الوثائق التي تشير إلى ملكيَّته لتلك الآبار مع حريمها. وذلك مثل وثيقة إقرارٍ من أمير اترارزه احمد سالم بن ابراهيم السالم بن محمد لحبيب وذلك بخط القاضي محمد عبد الله بن النّونّو رحمهم الله تعالى بتاريخ العاشر من ربيع الثاني من عام 1336للهجرة تقضي بملكية الآبار وحريمها وبظلم من ادعى ولو شبراً من ذلك الحريم و وثيقة اخرى بأمرٍ من قاضي انواذيبو آن ذاك المختار ول محمد موسى رحمهم الله تعالى بالإقرار والشَّهادة على مجموعة آبارٍ معينةٍ بملكيتها من طرف أمَّامَّ بن صلاَّحي بن الشيخ محمد المامي رحمهم الله تعالى وتتضمَّن الوثيقة النَّص على ملكية الآبار وتحديد الحريم بالعرف (مرعى تندركين) التي يرعى فيه مسيرة أيامٍ كما تنص على تأبيد ملكية تلك الآبار بالزَّرف وعلى أن من تعدى ولو شبراً من ذلك الحريم فهو محارب.
وأخيرا يمكن لنا الختم بما ورد على لسان فتى بن سيدامين ومحمد عبد الله بن عثمان رحمهم الله من شهادة لهذا العلم بمنافع المسلمين.
حيث يقول فتى رحمه الله تعالى:
أقول لبرق آخر الليل يلمع *** تيمَّم أبا النشاب إن كنت تسمع
سقى الله أرضاً حلَّها المام وادقاً *** من المزن لا ينفك يهمي ويلمع
ولازال في حافَّاتها المام حاضرا *** يؤلف اشتات المعالي ويجمع
فليس له إلاَّ من الله خشية *** وليس له إلا لدى الله مطمع
وكل أخي خيرٍ له فيه مطمع *** وكل اخي شرٍّ له فيه مقمع
وللعالم الجليل محمد عبد الله بن عثمان رحمهما الله قطعة شعرية في مدحه وله قصة معه حدثني بها ابنه الفاضل محمد عثمان حفظه الله تعالى يمكن التعرض لها أثناء مناقشة الورقة.
وجزى الله خيراً ول هدَّار رحمه الله حين دوَّن تلك الجهود فلم تعد قابلةً للتحريف إذ يقول:
والي من معطلل طلل
جلوى ولل تشله ولل
لبير املي ماها الل
لعجول اخبر كاع فلخبار
امن اغازنت المعطلل
البنشاب البلنوار
للبيظ لندكبعدلل
يعرف عنك باطل جهار
غير غيرك باركلل
يلي حك اعليك المدار
الى ان يقول:
وءان يالمامي مطامي
ش كط الحكتو كدامي
افبوي هو واعمامي
افعمامك زاد انت وافبوك
الخاطيهم ماني سامي
يوكاف الحسيان ابروك
يخيار ال من عند الشامي
الشار الشوم التنمجوك
لكلال المدن الحامي
انوللان الى وجوك
عن خوي ماني متعامي
والى عدن لثنين انجوك
يبغوك اخوتك يالمامي
وجوك اخوتك خوك اخوك.
وإنها لفرصة ذهبية للمطالبة من هذا الموقع ممن لهم غيرة على الأرض والعرض بجرد جميع تلك الآبار المنسوبة للقبيلة والسهر على مواصلة عطائها وذلك بروراً بأولئك الرجال الذين بذلوا فيها الغالي والنفيس من أجل أن ينتفع بها المسلمون ورغبة فيما عند الله وجزاء من أوقف بئراً لحديث الرسول عليه الصلاة والسلام:
(إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث وعدّ منها الصدقة الجارية وقيل هي الوقف)
فبرورا بهم يجب علينا جميعا مواصلة ذلك العطاء قدر الإمكان والبحث عن أفضل الكيفيات لصيانته والمحافظة عليه من الإندثار وشكرا.
تعليقات
إرسال تعليق