العلاَّمة الشيخ محمد الخضر بن حبيب البركي رحمهم الله تعالى
رجال أم لعواتك
رمضان ٢٠٢٠
العلاَّمة الشيخ محمد الخضر بن حبيب
الـبَـرَكِـيّ رحمهم الله تعالى
بِقلم:الاستاذ البشير بن حبيب
هو الفقيه اللغوِيّ الـمُـتَـفَـنِّـنُ الشاعر المجيدُ الـمُتقِنُ: محمد الخضر بن حبيب الله بن محمود بن حبيب بن المكِّي بن أحمد بن عبد الله بن باركـ الله فيه بن أحمد بازيد، وأمه: فاطمة بنت محمد بُو زَيَّـانْ بن أحمد بن محمذٌ بن عبد الله بن بارك الله فيه بن أحمد بازيد.
علاَّمة جليل من أبرز علماء عصره، مشاركــ في كل فنون العلم الشرعي، ولد في حدود 1280 هـ إذ قال في مقدمة كتابه: (المفاد): في ترجمته للشيخ محمد المامِ: " وموته بعد مولدي بقرب سنتين".
أخذ محمد الخضر عن شيخه الشيخ أحمدُ يعقوب بن محمد بن ابن عمر الذي يصفه في المفاد بقوله: " وسيلتنا الجامع بين الشريعة والحقيقة، السالك للمعالي أمثل طريقة، فِلْوُهُ السابح اليعبوب، أبو محمد الشيخ أحمد يعقوب" وقد أخذ الأخير عن الشيخ محمد المامِ الذي هو شيخ محمد الخضر بواسطة الشيخ أحمد يعقوب.
كما أخذ محمد الخضر أيضا عن العلاَّمة محمد مولود بن أحمد فال اليعقوبي، وقد أذن محمد مولود ـ رحمه الله تعالى، في تصحيح كتابه الكفاف لثلاثة من تلاميذه ، كان محمد الخضر من بينهم، تقديرا لمكانتهم العلمية وتشجيعا لهم. وأخذ محمد الخضر أيضا عن العلاَّمة محمد عال(معي) بن سعيد الألفغي. رحمهم الله تعالى ونفعنا بهم آمين.
أنتج محمد الخضر عدة مؤلفات منها:
- كتابه الموسوعي ''مفاد الطول والقصر على نظم المختصر للشيخ محمد المام البرَكي''، وهو كتاب ماتع أُعجوبة جمع فيه بين المنقول والمعقول وتَفنَّنَ في أساليبه فقهاً ونحواً ولُغةً وأدباً...
- و'' تشريع الجوازي في شرح نظم المغازي لأحمد البدوي ''.
- نظم العقود (اكتُشف حديثا)
- رسالة في حكم ''الشَّرْويطَه '' التي تجعلها النساء على رؤوسهن)
- رسالة في ليلة القدر
- القصيد المهذب والتقصار المذهب في بكاء قريع العجم والعرب (رثاء لشيخه أحمد يعقوب بن ابن عمر في شتى بحور الشعر).
- ديوان شعر حافل
- وقد حقق خالد بن الداهن بعض هذا التراث في رسالة جامعية بعنوان: "جمع وتحقيق أنظام الشيخ محمد الخضر بن حبيب (من خلال المفاد و التشريع)".
من أخبار محمد الخضر أنه قدم على العلاَّمة الشيخ سيدي باب بن الشيخ سيديَّ فسأله الأخير عن فنِّه فأجابه:'' امْبَدَّدْ '' أي أنه مشاركـ في كل الفنون، ودخل خزانة كتب أهل الشيخ سيدي فأنهى المطالعة في وقت وجيز وعلق بالمداد على ما شاء الله مما فيها من فوائد ونكت، وكان بابَ إذا استعصت عليه نازلة فقهية يرسل لمحمد الخضر فيُفتيه فيها .
وقدم على الشيخ أحمد بمب خديم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومدحه بقصيدة منها:
ولما لقيت الشيخ أحمد برهة ... نفضت يميني من غبار المشايخ
كما أنه كتب له بيده نظم الشيخ محمد المامي للمختصر، و كتب في آخره أنه كتبه "لشيخ الإسلام و المسلمين كافة سيدي أحمد بن محمد بن حبيب الله نفعنا الله به و بأمثاله"، و كان لا يأخذ شيئا من ماله و يقول له :"أنت مالك مُحرق محرق محرق".
وهو لعمري شاعر الدنيا المُنصِفُ إذ يقول عن نفسه:
أَنا شاعِرُ الدنيا وَلَمْ أَهْجُ مُسْلِماً ... وَسائِلْ عنِ الأمْريْنِ إن كنتَ ذا نُكْرِ ! .
توفي رحمه الله تعالى في حدود سنة 1346هـ.
راجع للتوسع / تحقيق أم المومنين بنت أحمد يعقوب بن سيدي إبراهيم لجزء من كتاب: "تشريع الجوازي في نظم نظيم المغازي"، ص6، 7. وحياة موريتانيا (ج2 ــــ ص342) . وانظر ترجمته وبعضا من أشعاره في ''تحقيق القصيد المهذَّب والتقصار المذهب المنتخب في بكاء قريع العجم والعرب '' لعبد الرحمن بن حمدي بن ابن عمر. وتاريخ حياة أهل باركللّ، أخلاقهم وعاداتهم لأحمد باب بن بودرباله رحمه الله تعالى.
🌴🌴🌴🌴🌴
بقلم احمد باب العالم
أحسنتم وأجدتم جميل جدا
بالنسبة لشيخنا الشيخ محمد المام لا يوجد له نظير قطعا
لا في علم الشريعة ولا في علم الحقيقة
بحر زاخر لا أول له ولا آخر في العلم الظاهر كذلك لا يمكن أن تحصى كراماته، ولا تحصى تآليفه في علم الحقيقة
كذلك كان لديه أعلى مستوى في علم السر فيكفي أن نعلم أن الشيخ سيدي بعث الولي الكامل أبو ليصحح بعض علوم السر على الشيخ محمد المام
وهكذا هم تلامذة الشيخ محمد المام جميعا متمكنون من علم الشريعة والمشاهدة
فهي جامعة عليا للعلم الظاهر ومدرسة كبرى للصلاح والسر والكرامات
وإن كان بعضهم غير مشهور بالعلم الظاهر
إلا أنهم جميعا علماء موسوعيين
وكلهم تضلع من علم الحقيقة بعدما
تدرع من علم الشريعة بالترس
وهكذا كان الشيخ احمد يعقوب الذي صدره شيخنا الشيخ محمد المام
و يثني تلميذه محمد الخضر في المفاد على الشيخ احمد يعقوب بقوله
فاقد النظير شريعة وحقيقة.
ومحمد الخضر أيضا أحد أبناء مدرسة الشيخ محمد المامي
نفعنا الله به
ولذلك لا مانع أن يجمع الخضر بين العلم والولاية
ويقول العلامة عبدالله بن البار:
ولا غرو أن يبدي لنا من العلم غامضا
عن العالم العلامة الخضر الولي
وقد لقي كتابه المفاد قبولا حسنا عند العلماء وطلبة العلم
وقد أثنى عليه الكثيرون
وقد ذكره الشيخ سيد احمد اسمه في كتابه ذات الواح ودسر
من بين خمسة شروح للمختصر
مع شرح والد بن خالنا وشروح محنض باب ول اعبيد المعروف بالميسر..
وبالنسبة لدراسته الشهير أنه عندما أتى إلى أبو البركات الشيخ احمد يعقوب
دعا له وفتح الله عليه ودرس عليه عشرات النصوص والكتب.
وفي بعض المذكرات الجامعية
مثل الرسالة الجامعية أنظام محمد الخضر للأستاذ خالد ول الداهن
يقول أن محمد الخضر درس بعض النصوص والمتون على والديه مثلا.
وقطعا أنه فتح عليه
عند مجيئه للشيخ احمد يعقوب ببركات ودعاء شيخنا الشيخ احمد يعقوب نفعنا الله به.
كما كانت لمحمد الخضر علاقات طيبة أخرى كثيرة فقد ارتبط بعلاقات واسعة وثيقة مع الشرفاء والعلماء والأولياء في عصره
والذين استفاد منهم كثيرا
يحضرني من أولئك القادة العلماء:
علاقته الوثيقة مع الشيخ سعد أبيه فقد أهدى محمد الخضر بعض كتبه لشيخنا الشيخ سعد أبيه مثل كتابه في المسائل والنوازل
كما أن ابنه الشيخ احمد يعقوب قد حنكه شيخنا الشيخ سعد أبيه وأرضعت سعاد منت الشيخ سعدبوه احمد يعقوب ول محمد الخضر مع ابنها الولي ول الشيخ يب،
كذلك كانت له علاقات متميزة مع أبناء الشيخ محمد المام فهو ابن مدرستهم
وخاصة صلاحي
فقد قال لي مثلا الشيخ ول محمد ناصر أنهما التقيا عدة مرات وتذاكرا العلم،
وكذلك سيد امين
الذي يقول لمحمد الخضر
بشرحك نظم الشيخ نثر خليل
علوت لدينا فوق كل خليل
وكذلك محمد ول عبد العزيز الذي أهدى له الخضر كتابه المفاد.
وقد مدحهم محمد الخضر وأثنى عليهم بعدة قصائد
كما مدح غيرهم من أعلام تلك المدرسة
مثل احمد ول اكاه،
وبياهي علما وزير محمد ول عبد العزيز٠
وقد أثنى كثيرا على
محمد المامي ول محمد ول محمودا وذكره عديد المرات في كتاب المفاد٠
كما أثنى كثيرا بعدة قصائد على مدرسة
على أهل سعيد الحيبللي بعدة قصائد،
وأثنى أيضا على مدرسة أهل محمد محمد سالم بعدة قصائد رقيقة كما ذكر في كتاب المفاد.
وأثنى على الشريفين محمد عبد الحي ول الصبار
وعلى أخيه اشريف والصبار.
وأثنى أيضا على محمد الأمين ول محمد مولود ول احمد فال ومدرسته التي أخذ عنها كثيرا
وكان محمد الأمين ول احمدفال يلقب الخضر بالإمام
في قوله مثلا:
إمامنا الحبر محمد الخضر
وقاه الله في الدارين كل ما يضر.
وكانت له علاقة وطيدة أيضا بالشيخة آمنة منت يوسف التي استفاد منها .
واستفاد أيضا كثيرا من حبيب ول الزايد
وكان حبيب ول الزايد يلقب محمد الخضر بالمجدد في قوله عن محمد الخضر
مجد ما من رسوم العلم كان عفا
مصباح دعج الدياجي غرة العصر.
ومدح محمد الخضر ايضا محمد ول احمد مسكة
وكان والد محمد الخضر حبيب الله قد سبق وأن مدح محمد ول احمد مسكة أيضا.
كما كانت له علاقات متميزة مع محمد فال وأخيه السالك العلويان وغيرهم من أساطين تلك المدرسة
وغير وغير مما سأضيفه عندما أتذكره
ضريحه رحمه الله قرب تنكند في ولاية اترارزة
لقطة من كتاب المفاد:
" تنبيه: ما علمنا في الأمة أكثر من الناظم ( الشيخ محمدالمامي) تصانيفا فهو أعجوبة دهره، ولو سراج الدين بن الملقن أو السيوطي فيما أرى.
ومن ذلك أشعاره عربية وبربرية،
وهي أكثر في بيان عد الحصى
ومنها قوله:
أستغفر الله من تقريب ما بعدت
عنه القرائح من أقوال الأشراف
وهي خمسة عشر بيتا.
لكن تصانيفه لم يحفظ عشر عشير معشارها بتكرير إضافة ولا غاية، فاستطلع ذلك ! بثلاث لجهل البداة وجفائهم كما في الحديث وغيره، ولعموم داء الحسد كما قال: " عمكم الحسد.." الخ وقال في قواعده
وحسد في ذا الزمان ظهرا
قد كاد يخفي شمسه والقمرا
وللزهد اليوم في العلم
ولابن متالي:
وآذن الحال بقرب القبض
للعلم في كل نواحي الأرض
تعذرت أسبابه وندرا
طالبه
وهان من بين الورى.
عتبت على الدنيا لتقديم جاهل
وتأخير ذي علم فقالت خذ العذرا
بنو الجهل ابنائي، وكل فضيلة
فأبناؤها أبناء ضرتي الأخرى.
ولله قول محمد الأكداشي:
لا يزهدنك أخي في العلم أن
غمر الجهال أرباب الأدب
زبد البحر تراه رابيا
واللآلي الغر في القعر رسب
إن ترى العالم نضوا مرملا
صفر كف لم يساعده سبب
وترى الجاهل قد حاز الغنى
محرز المأمول من كل أرب
قد تجوع الأسد في آجامها
والذئاب الغبس تعتام القتب
إن تقولوا منعتنا درسه
إزم الدهر والأعوام الشهب
قلت هل يحتال في دفع العصا
من أظلته الحسامات القضب
وله قصائد غرر في الحث على العلم.
ولحماد المجلسي:
له تغرب وتواضع واتبع
وجع وهن واعص هواك واترع
حتى يرى حالك حال المنشد
لو أن سلمى أبصرت تخددي.
وقال حفيده وسميه ابن محمد بن محمودا ربيب الشيخ سيدي احمد يعقوب وتلميذه:
كتب إفادة وخط الرسم
قراءة،تدريس أخذ العلم
ومن يقدم رتبة عن المحل
من المراتب المرام لم ينل.
ولبعض تشمش:
العرفي الأصل في الإقراء
تقريرنا المتون باستقراء
وما على ذلك زاد الضرر
من نفعه للطالبين أكثر
فقاصد الفخر أو التكرار
بالمتعلمين ذو اضرار
تمامة المقدمات : كما يجب تعلم يجب تعليم
قال تعالى: " بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون"
وقرء تعلمون وتعلمون بجمع الثلاثة علم وتعلم وتعليم
وقال: وإذا أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه"
وقال: إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات إلى اللاعنون"
وصحح كما مر بلغوا عني .."
" ليبلغ الشاهد الغايب"..
الصفحة 50 من كتاب المفاد.
🌴🌴🌴🌴🌴
تعقيب الاستاذ بودرباله بن اباه
..العالم المسدد الخضر " لمبدد " :
من خلال الورقة التي قدم الباحث الاديب البشير ول حبيب و التعقيب الذي أثراه الحفيد - تفاؤلا بلقب ابن رشد - أحمد باب بن العالم ول احمد يعقوب ول محمد الخضر تتبين معالم شخصية علمية مثيرة للجدل شرق ذكرها و غرب و نسجت حولها حكايات و إغرابات لا تنسج ألا حول الافذاذ العباقرة الذين حيروا العقول فلم تهتد الى تفسير ما يلقونه على البداهة لا يدركه الذهن الثاقب إلا بعد شقة و عناء و كد ، و تلك هي العبقرية في أسمى تجلياتها ، كما يقول عبقري اللغة و الشعر الذي ألقى سحر بيانه على الاعمى فبصر ليصدق نبوءته الشعرية في كتابه معجز أحمد ..
ما جرى بين العبقري الفذ المتنبي و العبقري الهذ المعري في ميدان الإلهام الشعري و جنون عظمة النبوغ و الذكاء رغم عدم اجتماعهما في عصر يحدث مثله - مع فارق الميدان و التخصص - بين أعجوبة الدهر كما سماه من القى عليه سر علومه فتفتقت مواهبه عن شرح " معجز الشيخ محمد المامي " في كتابه الموشى المحلى المطرز " المفاد " الذي لو لم يؤلف غيره لكفاه لأنه مثل معلقة طرفة التي احتل بها الصدارة على الفحول أصحاب القصائد الكثيرة .. فرغم انه لا يجتمع معه في عصر إلا أنه اتصل به اتصالا مباشرا بواسطة شيخه الناهل الريان الشيخ احمد يعقوب ، و كأن الفتى الذكي الحاد الذهن اندهش من مصنفات الشيخ محمد المامي التي تذهل العقول خاصة العقول المتحفزة الطامحة الجامحة التي لا تقف عند حد و لا يصدها سقف مهما علا و لا فهم مهما طوح و لا يكبر عندها ذو جاه او سلطان من ان يستدرك عليه او ان يراجع او يناقش لأنها لا تعترف إلا بالحق الذي هو ضالتها المنشودة..
شغلني " المفاد " عن بقية آثار الشيخ محمد الخضر لأنه عصارة ذهنه و علمه كما هو الحال مع كتاب ابن حجر " فتح الباري " مع كثرة مصنفات ابن حجر فليس فيها ما يداني " الفتح " لأنه " العصارة " ، وهنا أهيب بالكل ان يعمل على إخراج " المفاد " في اسرع وقت و إدراجه في جملة واجبات زاوية الشيخ محمد المامي المتعينة لأنه هو المعبر الحقيقي المترجم لمعجز الشيخ محمد المامي " نظم المختصر ".
ورقات من كتاب المفاد بخط شيخنا العلامة المؤلف الشيخ محمد الخضر بن حبيب البركي
تعليقات
إرسال تعليق