العلامة البخاري بن الفلالي رحمهم الله تعالى

رجال أم العواتق، الإحياء الرمضاني
                   ٢٠٢٠


العلامة الولي الصالح البخاري بن الفلالي رحمهم الله تعالى
إعداد الأستاذ البخاري بن الخراشي حفظه الله

هو الولي الصالح العلامة المُتفنِّن الشاعر الناثر البخاري بن عبدالله الفلالي بن أحمد مسكه بن باركـ الله فيه بن أحمد بازيد، وأمه هي آمّه بنت بوبكر بن ألفغ ألمين بن سيد الفالِّ بن محمد بن ديمان. كان عالما وشاعرا مجيدا عُرف بالكرم. وكان كآبائه ذا مكانة مرموقة على مستوى الإمارات المجاورة، يهابه الظلمة ويخافونه، كما شكّل حصنا يلوذ به بعض الفارين من مناوشات السيبة فضلا عن المكانة العلمية والروحية المتميزة. وقد أشار ابنُه محمد عبد الله صاحِبُ "العمرانِ" إلى بُـلُوغِـه مرتبة القُطْبانية (راجع باب في خبر الأخوين في الله الشيخ محمد بن سيد محمد والشيخ والدي رضي الله عنهما من كتاب العمران لابن الفلالي، ص: 77).

ومما يدلنا على مكانته العلمية السامقة وشدة خوف الظلمة منه رسالة الشيخ محمد المام إليه ونصها:
"الحمد لله الذي أمر بالعدل والإحسان، ونهى عن الظلم والعدوان، وصلى الله على سيدنا محمد، المستوجب السؤدد، وعلى آله الأعمين والأخصين، أما بعد فمن متنكر استحياء خشية أمواج الظلم من ساكن بركم إلى أعرف العارفين وبقية الوارثين الأمكن المتمكن المكين المحفوف بنصره المتين المسور بسور اليقين ما يقصر عنه لسان القلم من تحايا كاشفة الظلم، وإن الذي يدعى أنه تلميذكم نكب عن أهل الظلم من بني حسان خوفا أن يمنعوه من ظلمه لنا، وشن علينا الغارة من عام أول وادعى أن ذوي المغارم المعلومة لا يحصى نصيبهم من مال الغارمين، وهذا أمر لم يسبق إليه كما في كريم علمكم، وقد لجأنا في ذلكـ إلى الله وإليكم، وكتب تلميذكم ومحبكم ومسلما عليكم محمد المامي بن البخاري كان الله له ولوالديه آمين".
ويحكى أنه لما وصلت هذه الرسالة إلى الشيخ الكبير العلامة البخاري بن الفلالي دعا على ذلكـ الظالم  فمات من توه.

ومن كراماته الغربية العجيبة أن رجلا أميا لا يقرأ ولا يكتب، زاره يبتغي أن يصير شاعرا فأوكل إليه البخاري رعايةَ إبله عاما كاملا، فلما انقضى العام فتح الله على الرجل في الشعر، والرجل صاحب القصة يسمى البخاري بن ادّ.

وكما أن البخاري بن الفلالي قد شكل مع كوكبة من العلماء والشعراء جيلا متميزا تزعمه الولي العلامة: محمذ المجيدري بن حبيب الله، فإن أبناء البخاري أيضا قد شكلوا صرحا علميا مميزا.

أخذ البخاري عن شيخه محمذ "لمجيدري" بن حبيب الله. وله آثار علمية تَـدُلُّ على عُـلُوِّ كَـعْبِهِ في علوم الشّريعَةِ وآلَـتِها..
منها: مراسلات علمية مع العلامة: محنض بابَ بن اعبيد، ورسالة إلى ابنه أحمد باب بن البخاري يأمره فيها بالتمسك بما عليه الشيخ محمد بن سيدي محمد التشيتي، وديوان شعري يتجاوز ألف بيت حقق في رسالة جامعية يرجح صاحبها أن البخاري توفي فيما بين ( 1251هـ – 1252هـ). ودفن ببئر جلوى. وممن رثاه ابنه العلامة المؤرخ: محمد عبد الله بقصيدة مطلعها:
هو حكم الله من جل وعز ..
وسوى في الموت من هان وعز
فجع الناعي بأمر عامر
.. منه أرواح المعالي تشمئز

وقال في مدحه العلاَّمة الشاعر اليعقوبي الموسوي امحمد بن الطلبة:
عدا علي عوادي الهم والحزن ..
ما شيب الرأس من أحداث ذا الزمن

وفيها:

وخبِّرَنْهم بأنَّ الفضل نبعته ..
رهن بكف البخاري خير مرتهن
هو الكفيل بما يرجوا مؤمله ..
لكنه بعفاف النفس عنه غني
 إن تجتديه تجد بحرا غواربه .. خضر تقاذف يوم الريح بالسفن أو تستمد الهدى منه تجده هدى .. يهدي السبيل فلا تخدع ولا تهن

إلى أن يقول:

إن البخاري إن الله فضَّلَه
.. ماذا عسى حاسدوه ينقمون مني...إلخ


   
انظر "العمران" لمحمد عبد الله بن البخاري بن الفلالي، وانظر "ديوان حبيب الله بن محمد بن محمود"، ص21، 22. و"تاريخ حياة أهل باركللَّ، أخلاقهم وعاداتهم"، ص:51ـــ89. وانظر "شرح الصدر بأهل بدر" للمؤلف الشيخ محمد بن أحمد مسكه حفظه الله تعالى.

🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴

ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﻔﻼﻟﻲ ‏( ﻓﻰ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﻤﺮﺍﻥ ‏)
ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ
رحمهما الله تعالى

ﻗﺎﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﻔﻼﻟﻲ ﻓﻲ
ﻣﻌﺮﺽ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻋﻦ ﻛﺮﺍﻣﺎﺕ ﻭﻛﺸﻒ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﺳﻴﺪ
ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺘﻴﺸﻴﺘﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﻤﺮﺍﻥ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ :
ﻭﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﻓﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺮﺽ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺑﺤﻴﻤﺮﻭﻥ ﻭﻫﻮ ﺑﺜﺮ ﺻﻐﻴﺮ ﺃﺣﻤﺮ
ﺿﺮﺭﻩ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻭﻛﻨﺎ ﺑﻨﻌﻤﺔ
ﻭﻏﺒﻄﺔ ﺗﺪﺍﻭﻟﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﺎﺳﺪﻭﻥ ﻭﺍﻟﻤﻌﻴﺎﻧﻮﻥ ﺛﻢ ﺇﻥ
ﺯﻭﺝ ﺃﺧﻲ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺮﺿﺖ ﻣﺮﺿﺎ ﺷﺪﻳﺪﺍ ﻭﻛﺎﻥ
ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻋﻢ ﻷﻣﻬﺎ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻭﻛﻨﺖ ﻓﻲ
ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺫﺍﻫﺒﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺃﺳﻜﻦ ﺣﻴﺚ ﺷﺌﺖ ﻣﻦ
ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻭﺇﻥ ﻣﺮﺿﺖ ﺃﻭ ﺍﺣﺘﺠﺖ ﺇﻟﻰ ﺷﻲﺀ ﺃﺟﻲﺀ ﺇﻟﻴﻪ
ﻫﻮ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻨﺎ.
ﺛﻢ ﺇﻧﻲ ﺃﺗﻴﺘﻪ ﺿﺤﻰ ﻭﻻ ﺃﻇﻦ ﺃﻥ ﻳﻤﻮﺕ ﺃﺣﺪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻭﺃﺣﺮﻯ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺗﻴﺘﻪ ﺃﻏﻀﺒﻨﻲ
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻜﻠﻤﻨﻲ ﻫﻮ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻘﻤﺖ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ
ﻏﻀﺒﺎﻧﺎ ﻓﻨﺎﺩﺍﻧﻲ ﻓﺮﺟﻌﺖ ﻓﻘﺎﻝ ﻻ ﺗﻘﻢ ﺣﺘﻰ ﺗﻘﻮﻝ
ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺑﻴﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻜﺄﻧﻪ
ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﻭﻛﺄﻧﻲ ﻟﻢ ﺃﺳﻤﻊ ﻟﻐﻠﺒﺔ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻋﻠﻲ ﻭﻷﻥ
ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻋﻠﻲ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﻐﺰﻝ ﻭﻣﺎ ﺃﺷﺒﻬﻪ ﻣﻊ
ﺃﻧﻲ ﻻ ﺃﺧﺎﻟﻔﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻏﺎﻟﺐ ﻋﻠﻲ ﻓﻠﻤﺎ
ﻗﻤﺖ ﻭﻣﺮﺭﺕ ﺑﺎﻟﻮﺗﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻲ ﻓﻢ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺇﺫﺍ ﺑﺎﻷﺑﻴﺎﺕ
ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺟﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻧﻲ ﻭﻫﻲ:
ﻳﺎ ﻣﻦ ﻋﻼ ﻏﺮﻓﺎ ﻟﻢ ﻳﻌﻠﻬﺎ ﺑﺸﺮ == ﺳﻮﺍﻩ ﻟﻢ ﻳﺪﺭ ﻣﺎ
ﻫﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺸﻴﻬﺎ
ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ ﺃﻥ ﻳﺤﻞ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺑﻬﺎ == ﻭﺃﻥ ﻳﺤﻞ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ
ﻟﻴﺲ ﻳﺪﺭﻳـﻬﺎ
ﺃﻧﺖ ﺍﻟﻤﺮﺟﻲ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺣﻠﺖ ﺍﻷﺭﺑﻰ == ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻓﻴﻬﺎ
ﻓﻜﻦ ﻟﻲ ﺑﻌﺪ ﻗﺎﻓﻴﻬﺎ
ﻓﻘﻮﻟﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺃﻋﻨﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺃﻋﻨﻲ ﺑﻘﻮﻟﻲ ﻓﻴﻬﺎ
ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺃﻱ ﻛﻦ ﻟﻲ ﺷﻔﻴﻌﺎ ﻭﻣﺠﻴﺮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ ﻓﻠﻤﺎ ﻗﻠﺖ ﺍﻷﺑﻴﺎﺕ ﺳﺮﻯ ﻋﻨﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻐﻀﺐ
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺃﺭﺍﺩ ﺛﻢ ﻟﻤﺎ ﻗﻤﺖ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﺗﻮﻓﻴﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ
ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻛﺮﺕ ﻟﻚ ﻓﺎﺗﻌﻈﻨﺎ ﻭﺣﺰﻧﺎ ﻭﻻﺳﻴﻤﺎ ﻧﺤﻦ
ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ. ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﻫﻼ ﻟﺬﻟﻚ ﻭﺻﻠﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﺪﻱ
ﻓﺎﻧﺘﺒﻬﺖ ﻟﻄﻠﺒﻪ ﻣﻨﻲ ﺍﻷﺑﻴﺎﺕ ﻭﻛﺜﺮ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﺛﻢ ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻨﺪﻩ ﺑﻨﺖ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻧﺠﻞ ﻭﺍﺣﺪ
ﻭﺃﺗﺎﻧﺎ ﻣﻌﻬﺎ ﺗﻄﻴﻴﺒﺎ ﻟﺨﺎﻃﺮﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﻃﺒﻴﺐ ﻣﻌﻨﺎ ﻟﻌﻞ
ﺍﻟﺼﺒﻲ ﻳﺒﺮﺃ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ
ﻳﺸﺘﻜﻲ ﺑﻌﺾ ﺃﻋﻀﺎﺋﻪ ﺭﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﻤﺼﻠﻰ ﺇﻻ
ﺑﺠﻬﺪ ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﻧﻈﻦ ﺑﻪ ﻣﺮﺽ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺮﺕ
ﺧﻤﺲ ﻭﻋﺸﺮﻭﻥ ﻟﻴﻠﺔ ﺗﻮﻓﻴﺖ ﺑﻨﺖ ﻟﻪ ﻧﻔﺴﺎﺀ ﻓﺎﺯﺩﺍﺩ
ﺣﺰﻧﻨﺎ ﻓﺠﻌﻠﻨﺎﻫﺎ ﻣﻊ ﺧﻠﻴﻠﺘﻬﺎ ﻭﻛﺎﻧﺘﺎ ﺧﻠﻴﻠﺘﻴﻦ ﺟﺪﺍ ﻓﺼﻠﻰ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻭﺍﻟﺪﻱ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ
ﻫﻮ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻭﺟﻌﻞ ﻣﺮﺽ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻳﺘﺰﺍﻳﺪ ﺗﺰﺍﻳﺪﺍ ﺑﻄﻴﺌﺎ ﻻ
ﻧﻈﻦ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﻛﻨﺎ ﻧﺨﺘﻠﻒ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ
ﻭﻳﺴﺄﻟﻨﺎ ﻋﻦ ﺣﺎﻝ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ
ﻓﺄﺧﺒﺮﻩ ﺑﺤﺎﻟﻪ ﻓﺄﺗﻴﺘﻪ ﻟﻴﻠﺔ ﻓﺴﺄﻟﻨﻲ ﻋﻨﻪ ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﻪ ﺑﺤﺎﻟﻪ
ﺛﻢ ﺃﻧﺸﺪ :
ﺇﻥ ﻳﻌﺶ ﻣﺼﻌﺐ ﻓﻨﺤﻦ ﺑﺨﻴﺮ == ﻗﺪ ﺃﺗﺎﻧﺎ ﻣﻦ ﺩﻫﺮﻧﺎ
ﻣﺎ ﻧﺮﺟﻲ
ﻭﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻟﻌﻠﻤﺖ
ﺃﻧﻪ ﻳﻨﻌﺎﻩ ﺛﻢ ﺃﺗﻴﺘﻪ ﻟﻴﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﺴﺄﻟﻨﻲ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﻪ
ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ ﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻧﻲ ﻛﻞ ﻭﻗﺖ ﺃﺟﻲﺀ
ﻟﻠﺒﺨﺎﺭﻱ ﺧﻔﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ ﺗﺸﻌﺮﻭﻥ ﻭﻟﻮﻻ ﺫﻟﻚ ﻷﺗﻴﺘﻪ
ﻋﻴﺎﻧﺎ ﺃﻣﺎﻣﻜﻢ ﻓﺄﺧﺒﺮﺕ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﺒﺸﺮ ﻟﻪ ﻭﻓﺮﺡ
ﻟﻪ ﻭﺳﺮ ﺳﺮﻭﺭﺍ ﺷﺪﻳﺪﺍ ﻓﻘﺎﻝ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻭﻣﺎ ﻳﻤﻨﻊ ﻣﻦ
ﺫﻟﻚ ﻭﻗﻠﺒﻲ ﻳﻌﺮﻑ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﺭﻭﺣﻲ ﺗﻌﺮﻑ ﺭﻭﺣﻪ ﻭﺟﻌﻞ
ﻳﻌﺪ ﺃﻋﻀﺎﺀﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﻓﻪ ﺑﺈﻃﻨﺎﺏ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻭﺍﻟﺪﻱ
ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻨﺬ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﺳﻨﺔ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﻳﺮﻯ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻴﺎﻧﺎ ﻳﻘﻈﺔ.
ﺛﻢ ﺗﻮﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﻲ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﻭﺭﺟﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﻷﻫﻠﻪ
ﻭﻟﻴﺴﻮﺍ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻓﻠﻤﺎ ﻓﺎﺭﻕ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻟﺤﻘﺖ ﺑﻪ ﺃﻭﺩﻋﻪ
ﻭﻷﻧﺎﻝ ﻣﻨﻪ ﺑﺮﻛﺔ ﻓﻠﺤﻖ ﺑﻨﺎ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻛﻤﺎﻝ ﺃﺧﻲ
ﻭﺟﻌﻞ ﻳﻘﻮﻝ ﻛﻼﻣﺎ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺆﻟﻒ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﻭﻓﻲ ﺫﻟﻚ
ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺕ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻟﻮ ﻛﻨﺎ ﻧﻨﺘﺒﻪ.
ﻣﻊ ﺃﻧﻲ ﺭﺃﻳﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻡ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﻠﻴﺎﻝ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﺎﺏ
ﺃﺧﻲ ﻃﺎﻟﻌﺎ ﺟﺒﻼ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﻣﻦ ﺃﻋﻼﻩ ﻭﺣﺪﻩ ﻭﺃﻧﺎ
ﻭﻣﺤﻤﺪ ﻛﻤﺎﻝ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺒﻞ
ﻓﻘﺼﺼﺖ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ ﺫﻟﻚ ﺟﺒﻞ
ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻭﻟﻢ ﻳﺰﺩﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻵﻥ ﻟﻢ ﺃﻋﺮﻑ
ﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﺟﺒﻞ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ. ﺇﻻ ﺃﻧﻲ ﻓﻬﻤﺖ ﻣﻦ ﺍﻧﻔﺮﺍﺩ
ﺃﺣﻤﺪ ﺑﺎﺏ ﻋﻨﺎ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺃﻧﺎ ﻭﻛﻤﺎﻝ ﻭﻣﺆﺍﺧﺎﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻣﺎ ﻭﻗﻊ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺕ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﻣﻦ ﻗﻴﺎﻣﻲ ﺃﻧﺎ ﻭ
ﻛﻤﺎﻝ ﺑﺄﻣﺮ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﻭﺍﻧﻔﺮﺍﺩ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﺎﺏ
ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺯﻣﺎﻧﺎ .
ﻓﻠﻤﺎ ﻣﻀﺖ ﻟﻴﺎﻟﻲ ﻗﻠﻴﻼﺕ ﺑﻌﺪ ﻣﻀﻲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ
ﺍﺷﺘﺪ ﻣﺮﺽ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﺮﺟﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﻣﺤﻤﺪ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻓﺒﻨﻴﻨﺎ ﻟﻪ ﺧﻴﻤﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺑﻴﻮﺗﻨﺎ ﻭﺟﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﺎﻟﻢ ﻭﻫﻮ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﻓﻲ ﺃﺷﺪ ﻣﺠﺎﻫﺪﺓ
ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻇﻬﺮ ﻟﻲ ﻭﺣﻀﺮ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻛﺎﻟﻌﺎﻟﻢ ﺃﺣﻤﺪ ﻓﺎﻝ ﻭﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﻭﻫﻮ ﺍﺳﻢ
ﻋﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻄﻠﺒﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻤﻔﻠﻖ
ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻭﻏﻴﺮ ﻭ ﻏﻴﺮ ﻭﺟﺎﺀ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﺎﺏ ﻭﻛﺎﻥ
ﻏﺎﻟﺐ ﺃﻣﺮﻩ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻌﻨﺎ.
ﻭﺍﻟﺤﺎﻣﻞ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﻛﺸﻒ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﻴﻨﺎ
ﺑﺘﺼﺮﻳﺢ ﻭﺣﻴﻨﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﻔﻬﻢ ﻣﻨﻪ ﻓﺎﺷﺘﺪ ﻣﺮﺽ ﻭﺍﻟﺪﻱ
ﺭﺣﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻪ ﺇﻥ ﺃﺻﺒﺢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﻢ
ﻳﻤﺲ ﻭﺇﻥ ﺃﻣﺴﻰ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﻢ ﻳﺼﺒﺢ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻧﻌﻲ .
ﻭﺍﺟﺘﻤﻌﻨﺎ ﻟﻴﻠﺔ ﺃﻧﺎ ﻭﺍﻣﺤﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻄﻠﺒﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺧﺬ ﻋﻠﻲ
ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺷﺒﺎﺑﻪ ﻭﺃﻭﻝ ﺃﻣﺮ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺃﻇﻨﻪ ﻗﺒﻞ ﻣﻴﻼﺩﻱ ﺃﻭ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ
ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺪﻳﺒﺎﺝ ﻭﻛﺎﻥ
ﻣﻦ ﺃﺻﺪﻕ ﺗﻼﻣﺬﺓ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻭﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺧﺎﻻ ﻷﺑﻴﻪ
ﻭﻋﻤﺎ ﻷﻣﻪ ﻓﺎﺟﺘﻤﻌﻨﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻻ ﺧﺎﻣﺲ ﻟﻨﺎ
ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻛﺎﻟﺠﺒﻞ ﻻ ﻳﺘﺰﻟﺰﻝ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺘﻤﻠﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻝ
ﻧﻨﺘﻈﺮ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻨﺎ ﻗﻮﻣﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺗﺠﻬﻴﺰ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻭﻛﺎﻥ
ﻫﺬﺍ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﺘﻤﺔ ﻭﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﻭﺍﻟﻈﻠﻤﺔ
ﻭﺃﺭﺳﻠﺖ ﺭﻳﺢ ﺃﺷﺪ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ.
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻣﺤﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻄﻠﻴﺔ ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻻ
ﻳﻤﻮﺕ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﺇﻥ ﻣﺎﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻻ
ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﺣﺪ ﻟﻐﺴﻞ ﻭﻻ ﺣﻔﺮ ﻭﻻ ﻏﻴﺮﻩ ﻟﺸﺪﺓ ﻣﺎ
ﺗﺮﻯ ﻓﻘﺎﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻻ ﻳﺘﻌﺒﻮﻥ ﺃﺣﺪﺍ ﻭﻻ
ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﻣﺎ ﻳﺘﻀﺮﺭ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺃﻇﻨﻪ ﻻ
ﻳﻤﻮﺕ ﺇﻻ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ.
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻷﺭﺑﻌﺎﺀ ﻭﻧﺤﻦ ﻣﺴﺘﻴﻘﻨﻮﻥ ﺃﻧﻪ ﺗﻮﻓﻲ
ﺃﻭ ﻟﻢ ﺗﻤﺾ ﺳﺎﻋﺔ ﺇﻻ ﺗﻮﻓﻲ ﻭﺟﻌﻞ ﻳﺤﺪﺛﻨﺎ ﻭﻳﺴﻠﻴﻨﺎ
ﻭﻳﺼﺮﺡ ﻟﻨﺎ ﺑﺒﻌﺾ ﻛﺸﻔﻪ ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻟﻨﺎ ﺇﻥ
ﺍﻟﻮﻟﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﺃﻟﻔﻎ ﺍﻟﺨﻄﺎﻁ ﺍﻷﺟﻞ ﻋﻨﺪ
ﺍﻟﻤﻘﺒﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻨﺪ ﻋﻘﻠﺔ ﺁﻧﺘﺮ ﺑﻴﻦ ﻗﺒﺮﻩ ﻭﻗﺒﺮ ﻋﻤﻰ
ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻨﻴﺴﺎﺑﻮﺭﻱ ﺃﻣﻴﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻟﻢ ﺗﺒﻠﻎ
ﻳﻼﻋﺒﻬﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺑﻠﻌﺒﺔ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺼﺒﻴﺎﻥ.
ﻓﻠﻤﺎ ﺗﻮﻓﻲ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺣﻔﺮﻭﺍ
ﻗﺒﺮﻩ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺄﺕ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﺍﻟﻤﻮﺿﻊ
ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ ﻗﺒﺮ ﺻﺒﻴﺔ ﻗﺘﻠﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﻞ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﺠﻞ ﻋﺎﻡ
ﻭﺟﺪﻭﻫﺎ ﻓﻮﻕ ﺷﺠﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﻪ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻨﻪ ﻓﻌﻠﻤﻨﺎ
ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺒﻴﺔ ﺳﻌﻴﺪﺓ ﻭﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﻗﺮﺑﻬﺎ
ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﻗﺒﺮ ﻧﻌﺮﻓﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺑﻼﺩﻧﺎ.
ﻭﻟﻨﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﺛﻢ ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺭﺿﻲ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻣﺤﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﻓﻘﺎﻝ
ﻟﻪ ﻗﻢ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺘﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻻ ﻳﻘﺒﻠﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﻗﺎﻝ
ﻟﻤﺤﻤﺪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻭﺑﻘﻴﺖ ﺃﻧﺎ ﻭﻫﻮ ﺇﺫ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ
ﻟﻲ ﺯﻭﺝ ﻟﺤﺰﻧﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺰﻣﻦ . ﻭﻟﻮﻻ ﺫﻟﻚ ﻷﻣﺮﻧﻲ
ﻓﻌﺠﺒﻨﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﻭﺷﺮﺡ ﺻﺪﺭﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻤﻮﻡ ﻭﻛﺪﻧﺎ
ﻧﺤﻦ ﻧﻤﻮﺕ ﺇﺫ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺇﺫ ﻻ ﻳﺨﻄﺮ ﺑﺒﺎﻝ ﺃﺣﺪ ﺃﺑﻨﺎﺀ
ﻭﻻ ﻃﻌﺎﻡ ﻭﻻ ﺩﻧﻴﺎ ﻭﻻ ﻧﺴﺎﺀ ﻟﺤﺰﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﻠﻬﺎ
ﻭﺗﻬﻴﺌﻬﺎ ﻟﺘﺠﻬﻴﺰ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ
ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺠﻬﻴﺰ ﻓﻘﺎﻣﺎ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺘﻴﻬﻤﺎ ﺇﺫ ﻻ ﻳﺼﺢ ﺍﻥ ﻳﺨﺎﻟﻔﺎﻩ
ﺇﺫ ﻫﻮ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻋﻨﺪﻫﻤﺎ ﺃﻭ ﺃﺷﺪ.
ﻓﺒﺘﻨﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻭﻳﻮﻣﻬﺎ ﻭﺑﺘﻨﺎ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﺨﻤﻴﺲ ﻭﻳﻮﻣﻬﺎ
ﻭﻫﻮ ﺣﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺤﻴﺎﺓ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺰﺍﺣﻢ ﻟﻪ
ﺧﻮﺍﺻﻨﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﻞ ﺃﻥ ﻳﻔﺎﺭﻗﻮﻩ ﻟﻤﺎ ﺍﺷﺘﺪ ﻣﺮﺿﻪ
ﻛﺒﻌﺾ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ ﻭﺑﻨﺎﺗﻪ ﻭﺍﺑﻦ ﺃﺧﻴﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ
ﺍﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﻣﺴﻜﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﺯﻭﺟﺎ ﻻﺑﻨﺘﻪ ﺍﻟﻤﺘﻮﻓﺎﺓ ﻋﻦ
ﻗﺮﻳﺐ ﻧﻔﺴﺎﺀ ﻭﻟﻢ ﻳﺸﻐﻠﻨﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﺗﻴﻘﻦ
ﻣﻮﺗﻪ ﻫﻮ .
ﺛﻢ ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺁﺧﺮ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻭﻫﻢ ﻳﺘﻌﺎﻃﻮﻧﻪ ﻳﺘﻤﻠﻤﻞ
ﺑﻴﻦ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻭﻫﻮ ﻳﺠﻮﺩ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻗﺎﻝ ﻟﻠﺤﺎﺿﺮﻳﻦ
ﺃﺟﻠﺴﻮﻧﻲ ﻓﺄﺟﻠﺴﻮﻩ ﻓﻨﺎﺩﻯ ﻣﺤﻤﺪ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﺑﻨﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ
ﺇﻳﺎﻙ ﻭﺫﺍﻙ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺤﻤﺪ ﻛﻤﺎﻝ ﻋﺎﺯﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﻪ
ﻭﻧﺎﺩﻯ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﺷﻬﺪﻭﺍ ﺃﻧﻲ
ﺯﻭﺟﺖ ﻓﻼﻧﺔ ﺑﻨﺖ ﻓﻼﻥ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ .
ﻭﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺣﺎﺿﺮﺓ ﻭﻻ ﺃﺑﻮﻫﺎ ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﻲ ﻭﻗﻴﻞ ﻛﺎﻥ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﻗﺮﻳﺐ
ﻣﻨﻪ ﻟﻜﻨﻪ ﺳﻠﻢ ﻟﻤﺎ ﺳﻤﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺎﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻗﺒﻠﺖ ﻭﺭﺿﻴﺖ ﻓﺘﺤﻴﺮ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻭﻥ ﻭﻣﻦ ﺳﻤﻊ
ﻫﻞ ﻳﺒﻜﻮﻥ ﻟﺘﻴﻘﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﻮﺗﻪ ﺃﻭ ﻳﻀﺤﻜﻮﻥ ﻟﺸﺮﺡ
ﺻﺪﺭﻩ ﻭﻗﻠﺔ ﺟﺰﻋﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺣﺘﻰ ﺍﻧﻬﻢ ﻛﺎﺩﻭﺍ
ﻳﻄﻤﻌﻮﻥ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ . ﺛﻢ ﺭﺟﻊ ﻟﺤﺎﻟﻪ ﻓﺄﺻﺒﺢ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ
ﺻﺎﺣﻴﺎ ﻻ ﺭﻳﺢ ﻓﻴﻪ ﻭﻻ ﺑﺮﺩ ﻭﺃﺑﻜﺮ ﺍﻟﻘﺎﺑﺮﻭﻥ ﻭﻫﻮ ﺣﻲ
ﺛﻢ ﻗﺒﺮﻭﺍ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺿﻊ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻡ ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻀﺤﻰ
ﺟﻌﻞ ﻳﻨﺎﺯﻉ ﻓﺄﺗﺎﻩ ﺧﻠﻴﻠﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﻓﻠﻢ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺇﻻ
ﺃﻥ ﺃﺟﻠﺲ ﻟﻪ ﻭﻳﻮﺍﺟﻬﻪ ﻓﻄﺮﺩﺍ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺣﻀﺮ .
ﻓﺘﻜﻠﻤﺎ ﺑﻜﻼﻡ ﻋﺎﻝ ﻟﻢ ﻳﻔﻬﻤﻪ ﺃﺣﺪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ
ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺳﻤﻌﻬﻤﺎ ﻳﺬﻛﺮﺍﻥ ﺍﻟﻘﻄﺒﺎﻧﻴﺔ ﻓﺎﺳﺘﺪﻝ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻥ
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺗﺤﻤﻠﻬﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﻳﺤﺪﺛﻨﻲ
ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻄﺒﺎﻧﻴﺔ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻘﻄﺒﺎﻧﻴﺔ ﺣﻤﻞ ﺛﻘﻴﻞ ﻗﻞ ﻣﻦ
ﻳﺘﺤﻤﻠﻬﺎ ﻭﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﻣﺪﻳﻦ ﺍﻟﻐﻮﺙ ﻣﻊ ﺟﻼﻟﺘﻪ ﻣﻜﺜﻪ ﻓﻴﻬﺎ
ﻗﻠﻴﻞ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺇﻻ
ﺃﻥ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺇﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻤﻜﺚ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ
ﻭﺍﻵﺧﺮ ﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺇﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻤﻜﺚ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﺛﻼﺙ ﺳﺎﻋﺎﺕ.
ﻭﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻳﺤﻜﻲ ﻟﻲ ﻛﻼﻡ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻛﻨﺖ
ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ ﻭﺍﻵﻥ ﺃﺷﻜﻮ ﺑﺮﺩ ﺍﻟﺮﺿﻰ ﻭﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﻛﺄﻧﻪ
ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﺛﻢ ﻟﻤﺎ ﻗﻀﻰ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺭﺿﻲ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻌﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻌﺚ ﺇﻟﻲ ﻭﻛﺎﻥ
ﺑﻮﺍﻟﺪﻱ ﺑﻌﺾ ﺭﻣﻖ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ ﺗﺨﻂ ﻭﺍﻟﺪﻙ ﺛﻼﺙ ﻣﺮﺍﺕ
ﻓﺨﺠﻠﺖ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﻣﺘﻨﻌﺖ ﻭﺃﻧﺎ ﻻ ﺗﺼﺢ ﻟﻲ ﻣﺨﺎﻟﻔﺘﻪ
ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺃﺧﺬ ﺑﻴﺪﻱ ﻓﺨﻄﺎﻧﻲ ﻟﻪ ﺛﻼﺙ ﻣﺮﺍﺕ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ
ﻟﻤﻦ ﺣﻀﺮ ﻣﻦ ﺇﺧﻮﺗﻲ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﻛﺬﻟﻚ . ﻓﻘﺎﻝ ﺇﻥ
ﺷﺌﺘﻢ ﻓﺼﺪﻕ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺇﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻮﺕ
ﺇﻻ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻓﺸﺮﻋﻮﺍ ﻓﻲ ﺗﺠﻬﻴﺰﻩ ﻭﻛﻨﺎ ﺑﺠﺎﻧﺐ
ﺍﻟﻜﺪﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺍﻛﻮﻳﺪﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺏ ﻭﻛﺎﻥ
ﺑﻴﻦ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﻭﻓﺎﺓ ﺑﻨﺘﻪ ﻫﻨﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪﻡ ﺫﻛﺮﻫﺎ
ﺳﺖ ﻋﺸﺮﺓ ﻟﻴﻠﺔ ﻭﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ ﻣﺤﻤﺪ
ﺍﻟﺪﻳﺒﺎﺝ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﻬﺎ ﺷﻬﺮ ﻭﻛﺎﻧﺘﺎ ﻗﺒﺮﺗﺎ ﺑﻘﺎﺭﺓ
ﻣﻨﻘﻄﻌﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﻕ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻨﺪ ﻧﺤﺮ ﺍﻟﻜﺪﻳﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪﻡ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮﺕ ﺃﻧﺎ ﻓﻲ ﺃﺑﻴﺎﺕ
ﺃﺭﺛﻴﻬﻤﺎ ﺑﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻤﺮﺽ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻣﺮﺽ ﺍﻟﻤﻮﺕ :
ﻓﺴﻘﻰ ﺍﻟﺮﻕ ﺟﻨﺒﻪ ﻋﻦ ﻳﻤﻴﻦ ==ﺑﻴﻦ ﺟﻠﻮﻯ ﻭﺍﻟﻘﺪﺱ
ﺟﻮﺩ ﺟﻮﺍﺩ
ﻭﻣﻦ ﻏﺮﺍﺑﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻘﺔ ﺃﻧﻲ ﻋﺮﺑﺖ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﺑﺎﻟﻘﺪﺱ ﻓﻲ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺍﺳﻤﻪ ﺍﻛﻮﻳﺪﺱ ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺑﺰﻣﻦ ﻇﻔﺮﻧﺎ
ﺑﻪ ﻓﻲ ﺷﻌﺮ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻋﺮﺑﺘﻪ ﺑﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻣﺤﻤﺪ
ﺑﻦ ﺍﻟﻄﻠﺒﻪ ﺃﺑﻴﺎﺗﺎ ﻳﺮﺛﻲ ﺑﻬﺎ ﻫﻨﺪﺍ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﻣﻨﻬﺎ:
ﺇﻥ ﻫﻨﺪﺍ ﺗﻀﻴﻔﺘﻚ ﻓﺄﻛـﺮﻡ == ﺑﺎﻟﺒﺸﺎﺭﺍﺕ ﻭﺟﻬﻬﺎ
ﻭﺍﻷﻣﺎﻧﻲ
ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻣﻜﺘﻮﺏ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﺣﺠﺮ ﻋﻨﺪ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻓﻠﻤﺎ
ﺟﻬﺰﻭﻩ ﻗﺎﻝ ﺃﺧﻲ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﺎﺏ ﺇﻧﺎ ﻧﺠﻌﻠﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺮﺃﺗﻴﻦ
ﻟﺤﻘﻬﻤﺎ ﻭﻫﻤﺎ ﻗﺮﻳﺒﺘﺎﻥ ﺇﺫ ﺫﺍﻙ ﻭﻷﻥ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ ﻋﻨﺪﻩ
ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻭﻗﻠﺖ ﺃﻧﺎ ﻧﺤﻤﻠﻪ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺤﺴﻲ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ
ﺑﺠﻠﻮﻯ ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻣﻴﻠﻴﻦ ﻣﻨﺎ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺔ
ﺗﻮﺳﻂ ﺳﻬﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻻ ﻃﻠﻮﻋﻪ ﻭﻻ ﺳﻘﻮﻃﻪ
ﻓﻮﺍﻓﻘﻨﻲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﻠﻪ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﺍﻟﻤﺴﻤﺎﺓ
ﺑﺠﻠﻮﻯ . ﻓﺠﻌﻠﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﻣﺤﻤﻞ ﺑﻴﻦ ﺟﻤﻠﻴﻦ ﻓﻠﻤﺎ ﺳﺮﻧﺎ
ﺑﻪ ﻗﺎﻝ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻦ ﻗﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﻳﺲ
ﻓﺪﻳﺔ ﻓﻠﻴﻔﻌﻞ ﻭﻛﻨﺖ ﺃﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻄﻠﺒﻪ ﺭﺩﻳﻔﻴﻦ
ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻞ ﻭﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺭﺍﻛﺐ ﻭﻛﺜﻴﺮ ﺭﺟﻼﻥ .
ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻞ ﻭﺣﺪﻩ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ
ﻣﺤﻤﺪ ﺳﺎﻟﻢ ﺃﻇﻨﻪ ﺍﻣﺘﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻛﻮﺏ ﻟﻸﺟﺮ ﻭﺳﺮﻧﺎ
ﺳﻴﺮﺍ ﺳﺮﻳﻌﺎ.
ﻓﻠﻤﺎ ﻭﻗﻔﻨﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﺳﺄﻟﻨﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻦ ﻋﺪﺩ
ﻣﺎ ﺧﺘﻤﻨﺎ ﻣﻦ "ﻳﺲ " ﻓﻘﺎﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻄﻠﺒﻪ ﻗﺮﺃﺗﻬﺎ
ﻣﺮﺗﻴﻦ ﻭﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﻗﻠﺖ ﺃﻧﺎ ﻗﺮﺃﺗﻬﺎ ﻣﺮﺓ ﻭﺟﻞ
ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮﻧﺎ ﻋﻨﺪﻱ ﺃﻧﻪ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻭ ﺃﻗﻞ ﻟﻄﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ
ﻭﻗﺮﺑﻬﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺃﻧﺎ ﺧﺘﻤﺘﻬﺎ ﻟﻪ ﻣﺎﺋﺔ ﻣﺮﺓ.
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﻟﻰ ﻏﺴﻞ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﺑﻦ ﺃﺧﻴﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻭﻭﺍﻟﺪﺗﻲ ﺗﺼﺐ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ
ﻣﺤﻤﺪ ﺳﺎﻟﻢ ﺟﺎﻟﺲ ﺑﻘﺮﺑﻬﻢ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﺰ
ﻳﻔﺘﻲ ﻟﻬﻢ ﻟﺌﻼ ﻳﻔﻮﺗﻬﻢ ﻣﻨﺪﻭﺏ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻩ .
ﻓﺠﺌﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻭﺍﻟﺪﺗﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﺭﺗﻌﺖ
ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺍﺷﻤﺄﺯ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﻠﺒﻲ ﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﺍﻟﺘﺠﺮﺅ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﻭﻫﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﻻ ﻏﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻲ ﺷﻴﺌﺎ ﺧﻨﺘﻪ ﺑﻪ
ﺣﺎﺿﺮﺍ ﻭﻻ ﻏﺎﺋﺒﺎ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﺩﻧﻴﺎ ﺃﻭ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﻦ ﻗﺼﺪ ﻣﻦ
ﻳﻮﻡ ﺟﻤﻌﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻌﻪ ﻭﺃﻧﺎ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻭﻋﻨﺪﻱ ﺃﻥ ﺃﻛﺜﺮ
ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺃﻭ ﺃﻓﻀﻞ
ﻓﻠﻤﺎ ﻧﻈﺮﺕ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ ﺃﻭ
ﺑﻌﻴﺪ ﺃﻋﺠﺒﺘﻨﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻭﺣﻤﺪﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻌﺪ
ﺗﻨﻘﻴﺼﻲ ﻟﻬﺎ .
ﻭﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺗﻼﻣﺬﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪ
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺷﺮﺏ ﻏﺴﻠﻪ ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻐﺮﺏ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ
ﻓﻜﻨﺖ ﺃﺗﻤﻌﻚ ﻓﻲ ﻏﺴﻠﻪ ﺯﻣﻨﺎ ﻃﻮﻳﻼ ﻭﻛﻨﺖ ﺃﻧﺎﻡ
ﻣﻀﻄﺠﻌﺎ ﻭﺣﺪﻱ ﻋﻨﺪ ﻗﺒﺮﻩ ﻣﺴﺎﺀ ﻭﻇﻼﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ
ﺗﻜﺜﺮ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﺮ ﻣﻊ ﻭﺟﻠﻲ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻩ.
ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺜﺮﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﺮ ﺻﺮﺕ ﺃﻫﺎﺏ ﺑﻌﺾ ﺫﻟﻚ ﺛﻢ ﺭﺟﻌﻨﺎ
ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﺭﺍﺋﺤﻴﻦ ﻭﻛﻨﺎ ﻧﺰﻭﺭﻩ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺇﻣﺎ ﻛﻞ
ﻳﻮﻡ ﻭﺇﻣﺎ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻣﺎ ﻗﺪﺭﻧﺎ ﻋﻠﻴﻪ
ﻣﻦ ﺫﻟﻚ. ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻭﻓﺎﺗﻪ
ﺃﺗﻰ ﺟﻞ ﺍﻟﺤﻲ ﻳﺰﻭﺭﻩ ﻓﺠﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ
ﺃﺗﻰ ﺭﺍﻛﺒﺎ ﻳﺰﻭﺭﻩ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻠﻪ ﻓﻮﻗﻔﻨﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﻇﻬﺮﻩ
ﻭﻭﻛﻠﻨﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺯﻳﺎﺭﺗﻨﺎ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻓﺮﻕ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻨﻪ
ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻴﺎﺥ ﻻ ﻧﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻭﻟﻮ
ﺟﻞ ﻭﺑﻠﻎ ﻣﺎ ﺑﻠﻎ.
ﻓﻠﻤﺎ ﻓﺮﻍ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻗﺎﻝ ﻟﻨﺎ ﺍﻣﺸﻮﺍ ﻋﻨﻲ ﺃﻗﻮﻝ
ﻛﻠﻤﺔ ﻟﻠﺒﺨﺎﺭﻱ ﻓﻤﺸﻴﻨﺎ ﻋﻨﻪ ﻭﻗﻌﺪﻧﺎ ﺟﺎﻧﺒﺎ ﻓﻤﻦ
ﺍﻟﺘﻼﻣﺬﺓ ﻣﻦ ﺍﺩﻋﻰ ﺃﻧﻪ ﺳﻤﻊ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ
ﻭﻛﻼﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻭﻛﻨﺖ
ﻣﻦ ﺃﻗﺼﺎﻫﻢ ﻓﻠﻢ ﺃﻣﻴﺰ ﻛﻼﻣﻬﻤﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﺳﻤﻌﺖ ﻛﻼﻣﺎ
ﺃﻋﻠﻰ ﻭﺃﺟﺰﻝ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﺣﺪ. ﺛﻢ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺻﻠﻴﺖ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﻈﻬﺮ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ
ﺟﻨﺲ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺠﺮ ﺍﻟﻤﺴﻤﺎﺓ ﺟﻠﻮﻱ ﻭﻫﻲ
ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻤﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﺟﻠﻮﻯ ﺑﺎﺳﻤﻬﺎ ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻮﺿﻌﻪ
ﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪﻱ ﻣﺘﻌﺒﺪ .
ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺭﺍﺟﻌﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻷﻫﻠﻪ ﺧﺎﺽ
ﻣﻌﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻓﻲ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻘﺪ ﻭﺍﻟﺪﻱ
ﻟﻤﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻫﻞ ﻳﺼﺢ ﺫﻟﻚ ﺩﻭﻥ ﻋﻘﺪ ﺁﺧﺮ
ﻷﻥ ﺍﻟﺮﺿﻰ ﺑﻌﺪﻩ ﻫﻮ ﻓﻘﺎﻝ ﻣﺎ ﺃﺑﺮﻛﻪ ﻣﻦ ﻋﺮﺱ
ﻭﻟﻜﻦ ﺟﺪﺩﻭﺍ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺧﻮﻑ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻓﻔﻌﻠﻮﺍ ﻭﻛﻞ
ﻫﺬﺍ ﻣﺴﺘﻄﺮﺩ ﻓﻲ ﺧﺒﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺃﻣﺎ ﺧﺒﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻓﺴﻴﺬﻛﺮ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ .
ﻭﻣﻤﺎ ﺳﻤﻌﺘﻪ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺕ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ
ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺸﺎﻓﻬﺔ ﺃﻧﻲ ﻛﻨﺖ ﻣﻌﻪ ﻳﻮﻡ
ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻭﺣﺪﻧﺎ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ ﻫﺬﺍ ﻭﻗﺖ ﺳﺎﻋﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ
ﺃﺭﺗﻨﻴﻪ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺯﻭﺝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﺸﺎﺀ ﻭﺇﻥ ﺃﻣﻜﻨﻚ ﺃﻥ ﺗﺬﻛﺮ ﺑـ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ
ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻭﻗﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻭﺏ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻓﺎﻓﻌﻞ ﻛﻨﺖ ﺃﻓﻌﻞ
ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻌﻖ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻋﺎﺋﻖ ﻭﺃﻏﺮﺏ ﺷﻲﺀ ﺃﻧﻲ ﺭﺃﻳﺘﻪ
ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺳﺎﻋﺔ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﻭﺭﺃﻳﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻡ ﺃﻥ ﺑﻴﺪﻱ
ﺩﻻﺋﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮﺍﺕ ﻭﻛﺘﺎﺑﺎ ﺁﺧﺮ ﻭﺷﻲﺀ ﺍﺳﻤﻪ ﻣﺬﻛﺮ
ﻗﺼﺼﺘﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ ﻫﻤﺎ ﻧﺠﻼﻥ ﺫﻛﺮﺍﻥ ﻭﻛﻨﺖ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻻ ﺯﻭﺝ ﻟﻲ ﺇﻻ ﺯﻭﺟﺔ ﻟﻢ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻬﺎ ﺇﻻ ﻫﻮ
ﻭﺇﻧﺴﺎﻥ ﻏﻴﺮﻩ . ﻭﻧﻔﺴﻲ ﻣﻤﺘﻨﻌﺔ ﻋﻦ ﺯﻭﺟﺔ ﺗﻜﻮﻥ
ﻇﺎﻫﺮﺍ ﻷﻣﻮﺭ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻣﺘﻌﻠﻖ ﻣﺜﻠﻲ ﺑﻬﺎ ﺩﻭﻧﻬﺎ
ﻋﻮﺍﺋﻖ ﻓﻠﻤﺎ ﻣﻀﺖ ﺳﻨﻮﻥ ﺃﺗﻴﺘﻪ ﺃﺯﻭﺭﻩ ﻭﺻﻠﻰ ﺑﻨﺎ
ﺍﻟﺼﺒﺢ ﺛﻢ ﻭﺍﺩﻋﻨﻲ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺗﺰﻭﺝ ﺗﺰﻭﻳﺠﺎ ﻇﺎﻫﺮﺍ ﻓﻠﻢ
ﻳﺴﻌﻨﻲ ﻭﻟﻢ ﻳﻤﻜﻨﻲ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺃﻓﻌﻞ ﻭﻟﻮ ﻣﻦ ﻣﻦ ﻟﻢ
ﻳﺨﻄﺮ ﺑﺒﺎﻟﻲ ﻭﻟﻢ ﺗﺤﺪﺛﻨﻲ ﺑﻪ ﻧﻔﺴﻲ ﻟﻤﻈﻨﺘﻲ ﺃﻧﻪ
ﻧﻌﺘﻬﺎ ﻟﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻔﻌﻠﺖ ﺑﻌﺠﻠﺔ.
ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻤﻌﻬﺎ ﻫﻮ ﻓﻲ ﻣﺮﺿﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎﺕ ﻓﻴﻪ ﻗﺎﻝ
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺑﺎﻟﺮﻓﺎ ﻭﺍﻟﺒﻨﻴﻦ ﻓﺎﺷﺘﺪ ﻣﺮﺿﻪ ﻭﻫﻮ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﻳﻮﻡ
ﻣﻨﺎ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ ﻓﺮﻛﺒﺖ ﺃﻭﺩﻋﻪ ﻓﺴﻠﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺩﻋﺎ ﻟﻲ
ﺑﺪﻋﺎﺀ ﺁﺧﺮ ﻭﻣﺎﺕ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﺩﺧﻞ ﺑﻬﺎ
ﻟﺼﻐﺮﻫﺎ. ﻓﻠﻤﺎ ﻣﻀﺖ ﺳﻨﻮﻥ ﻛﺎﻥ ﻟﻨﺎ ﺑﻨﻮﻥ ﻭﺑﻨﺎﺕ
ﻭﻣﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﺸﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﻋﺎﺷﻮﺭﺍﺀ ﻋﺎﻡ
ﺷﺮﻑ ﻭﺳﺖ ﺳﻨﻴﻦ.
ﻭﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﺃﻧﻲ ﻟﻢ ﺃﺩﺭ ﻫﻞ ﻣﺮﺍﺩﻩ
ﺑﺎﻟﻨﺠﻠﻴﻦ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﺫﻛﺮ ﺃﻧﻪ ﻳﻌﻴﺶ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺋﻨﺎ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﻓﻘﻂ
ﺃﻭ ﻫﻮ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻟﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﺫﻛﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ . ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ
ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﻟﻤﻴﻦ ﻓﺄﺗﻴﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﺎﻟﻢ
ﺃﺯﻭﺭﻩ ﻳﻮﻣﺎ ﻭﻗﺪ ﻣﻀﺖ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﻴﻼﺩﻩ ﺳﺖ ﻭﻋﺸﺮﻭﻥ
ﻟﻴﻠﺔ ﻓﺴﻠﻢ ﻋﻠﻲ ﺑﺒﺴﻄﺔ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﻻ ﺑﺄﺱ ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﻔﺘﻰ ﺟﻌﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻧﻔﻌﺎ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ
ﻓﺄﻧﺴﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﻲﺀ ﺁﺧﺮ.
ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺫﻛﺮﺕ ﻫﺬﺍ ﻷﻥ ﻣﺎ ﺃﺗﻰ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻋﻔﻮﺍ
ﻭﺍﻧﺒﺴﺎﻃﺎ ﻟﻴﺲ ﻛﻐﻴﺮﻩ ﺭﺯﻗﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻨﻴﻦ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ
ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﻪ ﻗﻞ ﺃﻭ ﻛﺜﺮ ﻣﻊ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻋﺔ
ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺃﻥ
ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﺒﺮﻛﺔ ﻓﻲ ﺭﺯﻗﻨﺎ ﻗﺒﻞ ﻭﺑﻌﺪ.
ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﻟﻴﻠﺔ ﺇﺫﺍ ﺣﺪﺛﻚ ﺷﻴﺦ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ
ﺑﺸﻲﺀ ﻓﻼ ﺗﺴﺄﻟﻪ ﻋﻤﺎ ﻟﻢ ﺗﻔﻬﻢ ﻓﺈﻧﻚ ﻻ ﺗﻔﻬﻤﻪ ﻭﻟﻮ
ﻓﺴﺮ ﻟﻚ ﺫﻟﻚ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﺠﺎﺋﺰ ﻟﻚ ﺃﻥ
ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻰ ﺣﻠﻘﻮﻣﻪ ﻛﺄﻧﻚ ﺗﺬﺑﺤﻪ ﻟﻴﺒﻴﻦ ﻟﻚ ﻣﺎ
ﻟﻢ ﺗﻔﻬﻢ ﻭﻃﻠﺒﻪ ﻋﺰﺍﻩ ﺇﻟﻲ ﺳﻴﺪ ﺯﺭﻭﻕ .
ﻭﻣﻤﺎ ﻛﻮﺷﻒ ﻟﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻲ ﻛﻨﺖ ﻣﻌﻪ ﻟﻴﻠﺔ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ
ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺑﺴﻨﻴﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﺷﺘﻐﻞ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻛﺘﺐ
ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻓﻔﻜﺮﺕ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻨﺴﺒﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﺎﻟﻔﺖ ﻣﺸﻬﻮﺭ ﻣﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﺘﻰ
ﺃﻧﻪ ﻛﺎﺩ ﺃﻥ ﻳﻘﻊ ﻓﻰ ﺧﺎﻃﺮﻱ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺿﻌﻴﻒ
ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ ﻭﺃﻧﻪ ﺍﺧﺘﺮﻉ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ .
ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ ﺇﻟﻲ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﻗﻮﻻ
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺇﻻ ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻟﻪ ﻋﺎﻟﻢ ﻗﺒﻠﻪ ﻓﺴﺮﻯ ﻋﻨﻲ
ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻓﻴﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻄﻤﺌﻦ ﻗﻠﺒﻲ ﺣﺘﻰ ﺑﺤﺜﺖ
ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻴﺠﻲﺀ ﺗﺒﻴﻴﻨﻬﺎ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ .
ﻭﺭﺃﻳﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻡ ﻟﻴﻠﺔ ﻭﻟﻴﺎ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻜﻤﻞ
ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻷﺑﺪ ﻭﺃﻧﺎ ﺿﺎﺑﻂ ﺍﺳﻤﻪ ﺟﺎﻟﺴﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺭﺑﻪ
ﺳﺎﻛﺘﺎ ﻻ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺇﻻ ﺑﻤﻨﺎﺟﺎﺓ ﺭﺑﻪ ﺳﺎﻛﻨﺎ ﻓﻔﺮﺣﺖ ﺑﻪ
ﻓﺮﺣﺎ ﺷﺪﻳﺪﺍ ﻭﻟﻢ ﻳﺴﺮﻧﻲ ﺷﻲﺀ ﺃﺭﺍﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻡ
ﻣﺜﻠﻪ. ﺛﻢ ﺭﺃﻳﺖ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻭﻗﺒﻠﻪ ﺑﻘﻠﻴﻞ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ
ﺑﻦ ﺣﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻡ ﺃﻳﻀﺎ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ
ﻫﻼ ﺍﺷﺘﻐﻠﺖ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ ﻻ ﻃﺎﻗﺔ ﻟﻲ ﺑﺬﻟﻚ
ﻷﻥ ﺃﻫﻞ ﺑﻼﺩﻧﺎ ﺃﻫﻞ ﻓﻘﻪ ﻭﺇﻥ ﺍﺷﺘﻐﻠﺖ ﺑﻪ ﺟﻌﻠﻮﻧﻲ
ﻫﺰﺅﺍ ﻭﻟﻌﺒﺎ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻟﻴﺴﺖ ﻋﻨﺪﻱ ﺷﺮﻭﺣﻪ ﻭﻟﺴﺖ
ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﻔﻆ ﻭﻻ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﻤﻮﺛﻮﻕ ﺑﻪ ﻭﺫﻟﻚ
ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻟﻢ ﺃﺣﻔﻆ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺇﻻ ﺷﻴﺌﺎ ﻏﻴﺮ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ
ﺃﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻟﻜﻨﻰ ﺃﻗﻮﻝ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﻻ ﻧﺤﻮ ﻋﻨﺪﻱ
ﺃﻗﻴﻤﻪ ﺑﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﻗﻞ ﺃﻥ ﺃﻟﺤﻦ ﻓﻴﻪ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻟﻘﻮﺓ
ﺍﻟﻘﺮﻳﺤﺔ ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻲ ﻟﻢ ﺃﻋﺮﻑ ﺣﻞ ﺍﻟﻘﺎﻣﻮﺱ ﻟﻜﻦ
ﺍﺷﺘﻐﻠﺖ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﺑﺈﺿﺎﺀﺓ ﺍﻻﺩﻣﻮﺱ .
ﻓﻠﻤﺎ ﻗﻠﺖ ﻟﻪ ﺫﻟﻚ ﻏﻀﺐ ﻭﺟﻌﻞ ﻓﻤﻪ ﻓﻲ ﺃﺫﻧﻲ
ﺍﻟﻴﺴﺮﻯ ﻭﻧﻔﺦ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﻔﺦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﺑﺔ ﻓﻠﻤﺎ
ﺑﻠﻎ ﻧﻔﺨﻪ ﺭﻛﺒﺘﻲ ﻗﻠﺖ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﺭﻭﺣﻪ ﺗﺰﻫﻖ
ﻭﻳﻤﻮﺕ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﻧﻔﺨﻪ ﻭﻃﻮﻟﻪ ﻓﻨﻔﺦ ﺃﺷﺪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ
ﺣﺘﻰ ﺃﺣﺴﺴﺖ ﺑﻪ ﺑﻠﻎ ﺃﺻﺎﺑﻊ ﺭﺟﻠﻲ ﻓﺎﺳﺘﻴﻘﻈﺖ . ﻓﻠﻤﺎ
ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺼﺒﺢ ﻓﻜﺮﺕ ﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﺃﺿﻐﺎﺙ ﺃﺣﻼﻡ ﻷﻧﻲ
ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻵﻥ ﻟﻢ ﺃﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﺇﻻ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺛﻤﺎﻥ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺃﻭ
ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺤﻠﻢ
ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻻ ﻳﻤﻴﺰ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺇﻻ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﺑﻌﺪ
ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺛﻢ ﺑﻌﺜﺖ ﻟﻠﻘﺴﻄﻼﻧﻲ
ﻋﻨﺪ ﺑﻴﺖ ﻟﻴﺲ ﺑﺒﻌﻴﺪ ﻣﻨﺎ ﻓﻨﻈﺮﺕ ﻓﺈﺫﺍ ﻓﻴﻪ ﺃﻟﻘﺎﺏ
ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻨﻈﻤﺖ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻭﻧﻈﻤﺖ ﺑﻴﺘﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﺑﺪﺀ
ﺍﻟﻮﺣﻲ ﻓﻘﻠﺖ :
ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﺍﺑﺘﺪﻱ ﺑﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ == ﺃﻥ ﺟﺎﺀﻩ ﻭﺳﻂ ﺣﺮﺍ
ﺟﺒﺮﻳﻞ
ﻓﺘﺮﻛﺘﻪ ﺇﺫ ﻟﻢ ﻳﻔﺘﺢ ﻋﻠﻲ ﻓﺎﺷﺘﻐﻞ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺪﺭﺱ
ﻓﻠﺴﺖ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻓﻦ ﻟﻌﺴﺮ ﺍﻟﺤﻔﻆ ﻭﺍﻷﺷﻐﺎﻝ
ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺑﻌﺜﺖ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ﺑﺮﻭﺭﺍ ﺑﻮﺍﻟﺪﻱ ﻭﺷﻴﺨﻨﺎ
ﻣﺤﻤﺬ ﺑﻦ ﺣﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﺤﺒﻬﻤﺎ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻭﺍﺷﺘﻐﺎﻟﻬﻤﺎ ﻓﻴﻪ
ﻣﻊ ﺃﻥ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻗﻬﺮﻧﻲ ﺣﺘﻰ ﺣﻔﻈﺖ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ
ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﻠﻢ. ﻭﺭﺃﻳﺖ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻮﺿﻊ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ
ﻭﺑﻌﺪﻩ ﺑﻘﻠﻴﻞ ﺟﺪﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻔﻼﻟﻲ ﻭﺃﺧﺎﻩ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﺑﻦ
ﻣﺴﻜﻪ ﻭﻋﻨﺪﻫﻤﺎ ﻋﺒﺎﺀﺓ ﺟﻴﺪﺓ ﻓﻜﻠﻤﺘﻬﻤﺎ ﻭﻛﻠﻤﺎﻧﻲ
ﺑﺄﺷﻴﺎﺀ ﻟﻢ ﺃﺿﺒﻄﻬﺎ ﺛﻢ ﻗﻤﺖ ﻣﻦ ﻋِﻨﺪﻫﻤﺎ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻬﻤﺎ
ﺍﺩﻋﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻲ ﺩﻋﺎﺀ ﺻﺎﻟﺤﺎ ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻟﻶﺧﺮ ﺍﺩﻉ
ﻟﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻛﻤﺎﻙ ﻳﻜﺮﻥ ﺍﺗﻤﺎﻙ ﻳﺒﻦ .
ﻭﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺑﻌﺾ
ﺍﻷﻋﺎﺟﻢ ﻭﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﺑﻜﻼﻡ ﺃﺯﻧﺎﻙ ﻷﻥ
ﺃﻣﻬﻤﺎ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺪﻳﻤﺎﻧﻲ ﻭﻫﻢ ﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻥ
ﺑﺬﻟﻚ ﻭﺿﺒﻄﺖ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻛﻤﺎﻙ ﺑﻜﺎﻑ ﺳﺎﻛﻨﺔ
ﻏﻴﺮ ﻣﻌﻘﻮﺩﺓ ﻭﻣﻴﻢ ﻣﻤﺪﻭﺩﺓ ﺑﺄﻟﻒ ﻭﻛﺎﻑ ﺳﺎﻛﻦ ﻏﻴﺮ
ﻣﻌﻘﻮﺩ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﻴﺎﺀ ﺗﺤﺘﻴﺔ ﻣﻀﻤﻮﻣﺔ ﻭﻛﺎﻑ ﻣﻌﻘﻮﺩﺓ
ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻭﺭﺍﺀ ﻣﻬﻤﻠﺔ ﺳﺎﻛﻨﺔ ﻭﻧﻮﻥ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ
ﻛﺎﻷﻭﻟﻰ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺎﺀ ﻓﻮﻗﻴﺔ ﺳﺎﻛﻨﺔ
ﻭﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﺑﻴﺎﺀ ﻓﻮﻗﻴﺔ ﻣﻀﻤﻮﻣﺔ ﻭﺑﺎﺀ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻭﻧﻮﻥ
ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻣﺸﺪﺩﺓ. ﻓﺴﻜﺖ ﻭﻟﻢ ﺃﻗﺼﺺ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻋﻠﻰ
ﺃﺣﺪ .
ﻓﻤﻜﺜﺖ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﺛﻢ ﻧﺰﻝ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ
ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻓﺠﺌﺘﻪ ﻭﻗﺼﺼﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﺅﻳﺎﻱ
ﺑﺎﻟﻮﻟﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮﺕ ﻟﻚ ﻭﻛﺎﻥ ﻏﻴﺮﻩ ﻋﻨﺪﻱ ﺃﺿﻐﺎﺙ
ﺃﺣﻼﻡ. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻮﻟﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺃﻳﺖ ﻓﺄﺿﻐﺎﺙ
ﺃﺣﻼﻡ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺮﺽ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻓﻜﺪﺕ ﺃﻣﻮﺕ ﻭﺃﻣﺎ
ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻔﺦ ﻓﻲ ﺃﺫﻧﻚ ﻓﺄﺑﻮﻙ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻤﺠﻴﺪﺭﻱ
ﻭﺍﻣﺎ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻋﺎﻙ ﺑﻪ ﺟﺪﻙ ﻭﺃﺧﻮﻩ ﻓﻬﻮ
ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻧﻴﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﻔﺴﺮ ﻟﻲ ﻣﻌﻨﻰ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻏﻴﺮ
ﻫﺬﺍ .
ﻟﻜﻦ ﻣﻌﻨﻰ ﺩﻋﺎﺋﻬﻢ ﻋﻨﺪﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻡ ﻳﺴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻚ
ﺃﻣﻮﺭﻙ ﻓﻌﻠﻤﺖ ﻣﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮﻩ ﺃﻥ ﺧﺒﺮ ﺍﻟﻮﻟﻲ ﺃﺿﻐﺎﺙ
ﺃﺣﻼﻡ ﻭﺃﻥ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﺭﺅﻳﺎ ﺻﺎﺩﻗﺔ ﻭﺃﺭﺟﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
ﺃﻥ ﻳﻤﻦ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺑﺎﻟﻨﺎﻓﻊ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﺠﺎﻩ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ.
ﺛﻢ ﻟﻤﺎ ﻗﺮﺏ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻷﺭﺑﻌﺎﺀ
ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺻﻔﺮ ﻋﻠﻤﻨﻲ ﺍﻟﺮﻛﻌﺘﻴﻦ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﻔﻌﻞ ﻟﻸﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺳﻞ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﺰﻝ
ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ﺫﻛﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﻭﺍﻟﻮﺟﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻊ ﻇﻨﻲ
ﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺤﻦ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻬﺎ .
ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﻡ ﺍﻷﺭﺑﻌﺎﺀ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﻋﺎﻡ
ﺧﻤﺲ ﻭﺛﻤﺎﻧﻴﻦ ﻭﻣﺎﺋﺘﻴﻦ ﻭﺃﻟﻒ ﻗﻠﺖ ﻟﻤﻦ ﻣﻌﻲ ﻣﻦ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﺼﺪﻗﻮﺍ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻈﻨﻮﺍ ﺃﻧﻪ ﺃﻧﺬﺭﻫﻢ ﻣﻦ
ﻋﺪﻭ ﻳﻐﻴﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻭ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻷﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻻ ﻳﺨﺎﻓﻮﻥ
ﺇﻻ ﻣﻦ ﻋﺪﻭﻫﻢ .
ﻓﻠﻢ ﻧﻠﺒﺚ ﺇﻻ ﺃﻳﺎﻣﺎ ﻓﺠﺎﺀ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻘﺎﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﻮﺑﺎﺀ
ﻓﺸﺎ ﻓﻲ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﺍﻧﺠـﺮ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ
ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﺃﻋﺎﺫﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﻭ ﺍﻟﻮﺑﺎﺀ ﻭﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ
ﻭﻛﺜﺮﺕ ﺍﻟﺤﻤﻰ ﻓﻲ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻋﺎﺫﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻛﻞ
ﻓﻌﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﻟﻸﻣﺮﺍﺽ ﻟﺸﺄﻧﺎ ﻭﻗﻠﺖ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺍﺳﺘﻐﻴﺚ
ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻤﺎ ﺃﻓﺴﺪﺕ ﺑﻪ
ﺍﻟﺒﻐﺎﺓ ﺍﻟﺪﻳﻦ :
ﻓﺎﻟﻤﻦ ﻓﺎﻟﻤﻦ ﻳﺎﻟﻠﻬﻢ ﺩﺍﻥ ﻟﻜـﻢ == ﺑﻌﺪ ﺍﻋﺘﺮﺍﻑ
ﺑﻌﺠﺰ ﻛﻞ ﻣﺨﺘـﺎﻝ
ﻭﺍﻧﻘﻞ ﻟﻌﺎﺑﺪ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻞ ﻭﺑﺎ == ﻭﻛﻞ ﺣﻤﻰ ﻭﻣﺎ
ﻳﺨﺸﻰ ﻣﻦ ﺃﻭﺟﺎﻝ
ﻭﺍﻟﺤﻔﻆ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﻣﻊ ﺃﻫﻞ ﻭﺩﻳﻨﻬﻢ == ﻭﺍﻟﻤﺎﻝ ﻣﻊ ﻧﻌﻢ
ﻟﻢ ﺗﺤﺺ ﺑﺎﻟﻘـﺎﻝ
ﻭﻟﻨﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﺛﻢ ﻟﻤﺎ ﺻﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ
ﻭﻋﻠﻤﻨﻲ ﺍﻟﺮﻛﻌﺎﺕ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺃﺗﺎﻧﺎ ﺍﺣﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﻣﺤﻤﺪ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻠﺸﻴﺦ : ﺃﻧﺎ ﺍﻟﺒﺎﺭﺣﺔ ﺑﺖ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﻗﺮﻳﺐ
ﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﻓﻴﻪ ﺑﻼﻝ ﻭﺃﻗﺎﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺃﻭ ﺟﻠﻪ ﻭﻣﻦ ﺟﻞ ﺩﻋﺎﺋﻪ
ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺑﻌﻈﻤﺘﻲ ﻋﻨﺪﻙ ﻓﺎﻓﻌﻞ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻟﻌﻠﻪ ﺟﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻭﻣﺎ
ﺟﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﻓﻘﺎﻝ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺸﺎﻫﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻻ
ﺍﻟﺒﺴﻄﺔ.
ﺛﻢ ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻳﺎﻡ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻟﻘﻴﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ
ﻣﺤﻤﺪ ﺳﺎﻟﻢ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ ﺩﻟﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻄﺐ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻗﺼﺪﻱ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﻄﺐ ﺑﻌﺪﻩ
ﻷﺗﺄﻧﺲ ﺑﻪ ﻛﻤﺎ ﺗﺂﻧﺴﺖ ﺑﺎﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﺎﻣﺘﻨﻊ ﻟﻲ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻲ
ﺇﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﻋﻦ ﻭﺭﺩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﻳﻮﻣﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ
ﻓﺰﺍﺩﻧﻲ ﺫﻟﻚ ﻓﻴﻪ ﻣﻊ ﺃﻧﻲ ﻟﻢ ﺃﺯﺩﺩ ﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﻣﺤﻤﺪ ﻟﻲ ﺫﻟﻚ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ.
ﺛﻢ ﺗﻮﻓﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻌﺪ ﺳﺆﺍﻟﻲ ﻟﻪ ﺑﻠﻴﻠﺔ ﺃﻭ ﻟﻴﻠﺘﻴﻦ
ﻓﺠﻌﻠﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺑﻴﻦ
ﺃﺥ ﻧﺎﺻﺢ ﻭﺷﻴﺦ ﺻﺎﻟﺢ ﺃﺩﺍﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻘﺎﺀﻧﺎ ﻭﺑﻘﺎﺀﻩ ﻭﺑﻘﺎﺀ
ﻣﻦ ﻳﺤﺐ ﻟﻪ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ،
ﻭﻛﺸﻮﻓﺎﺕ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻣﻨﺎﻗﺒﻪ ﻻ ﻳﻔﻲ ﺑﻬﺎ ﺇﻻ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻨﻔﺮﺩ
ﻟﻬﺎ.
ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﻤﺮﺍﻥ ﻟﻤﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻟﺪ
ﺍﻟﻔﻼﻟﻲ

ﺗﺤﻘﻴﻖ الدكتورة ﻣﺮﻳﻢ ﺑﻨﺖ محمد بن  ﺁﺩ

موقع صحفي



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بني حسان

إمارة آدرار

من كرامات المرحومة مريم بنت احمد بزيد