العلامة الشاعر المتصوف سيدي بن محمد مولود رحمهم الله تعالى .الجزء الثانى

رجال أم لعواتك
رمضان ٢٠٢٠

العلامة الشاعر المتصوف سيدي بن محمد مولود رحمهم الله تعالى .
يحيى أحمدو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال.
نحاول الليلة مع نفحات هذا الشهر الفضيل اقتفاء اثر العلامة الشاعر المتصوف سيدي عبد الله "سيدي" علما بن محمد مولود بن حبيب الله  بن باركل بن احمد بزيد رحمهم الله تعالى لأمه الشيخة عائشة ابنة العلامة فحل تيرس الشيخ سيدي عبد الله بن الفاظل بن بارك الله فيه بن احمد بزيد رحمهم الله تعالى.
ولد هذا الشيخ في الربع الأخير من القرن الثاني عشر وكان أكبر إخوته الأربعة العلماء الأفاضل رحمهم الله تعالى.
نشأ ودرس في محظرة جده العلامة الشيخ سيدي عبد الله رحمه الله تعالى التي كانت مركز إشعاع معرفي تُضرب إليه اكباد الابل من كل حدب وصوب وبعد تضلعه في العلم انتقل مع اخويه الشيخين سيد احمد واحمد رحمهم الله تعالى إلى حضرة العلامة القطب الرباني الشيخ سيدي المختار الكنتي في أزواد وذلك في بداية القرن الثالث عشر الهجري وقد كانت هذه الرحلة في ذلك الزمن مفروضة على كل من يرى في نفسه انه اصبح مؤهلا لها ذلك أن العلم الباطن هو غاية كبار علماء الظاهر .
يقال انهم أدركوا  سنة من عمر الشيخ سيدي المختار المتوفي سنة ١٢٢٦ هجرية ولكن الثابت انهم نهلوا من معين ابنه وخليفته الشيخ سيد محمد الخليفة رحمهم الله تعالى.
يقول العلامة الشيخ محمد عبد الله بن الفلالي رحمهم الله تعالى في كتابه العمران :" فلما لقيت الرجل وهو ابن عمنا سيدي بن محمد مولود بن حبيب الله بن بارك الله فيه بن أبي زيد فإذا به رجل أديب طرفه ملازم للارض حياء لم يقل كلمة سوء في أحد ولا تقال بين يديه إن أمكن ولا يخوض إلا في شأن أهل الباطن غالبا واستعرت من عنده الطرائف والتلائد في خبر الوالدة والوالد الذي فيه خبر شيخه سيدي محمد بن الشيخ الأكبر.
ثم لقيته وجعلت اسأله عن شأنه وعن أهل الشيخ وعن هذه القضية فاثبتها على ما ذكر إلا أنه قال لي أن صاحب القضية شيخه هوّ الشيخ سيدي محمد الخليفة لا الشيخ الأكبر. " .
مكث شيخنا هناك سنتين أو ثلاث يقول الشيخ سيدي البكاي المتوفي ١٢٨٢ وهو حفيد الشيخ سيدي المختار وخليفته الثالث بعد الشيخ سيدي محمد الخليفة والشيخ سيدي المختار الصغير وهو عالم وصوفي وشاعر ، يقول في كتابه فتح القدوس في الرد على احمد اكسوس :" وفيهم سيدي عبد الله بن محمد مولود بن بارك الله فيه شقيق سيدي احمد المتقدم ذكره لما جاء إلى الشيخ أخذ يتعلم العلم الظاهر فنزع أخوه سيدي احمد لوحه من يده وطرحه وقال له : الذي جاء بك غير هذا العلم فإنك تركته عند اهلك.
فبرع وانتفع ومالبث عند الشيخ إلا نحو عامين ورجع.
وأخبرني مخبر انه سمع الشيخ يقول : يظن الناس أن سيدي احمد خير من أخيه سيدي عبد الل وليس كذلك فتعجبت من ذلك ."
وهذا يدل على عظم مكانة  الأخوين سيدي احمد وسيدي  وخاصة سيد احمد الذي بقي هناك حيث برع في العلم الظاهر والباطن وله ذكر كثير في أسانيد الطريقة القادرية المختارية وأورادها ومزاره معروف في أزواد ومجرب لقضاء الحوائج بفضل الله تعالى.
عاد العلامة سيدي رحمه الله مع ابن عمه العلامة مجدد عصره الشيخ محمد المام رحمه الله تعالى الذي كان في بلاد فوتا يقول العلامة محمد بن احمد مسكه حفظه الله:" ذهب العالم الشاعر الصوفي سيدي بن محمد مولود إلى الشيخ محمد المام وناشده بقصيدة طنانة أن يعود إلى قبيلته ليصلح بعض ما نجم بينها من الخلاف وهي :
يا قوم توبوا فلا عار ولا خطل
فبالمتاب يماط الذنب والزلل
ذروا الرياسة والدنيا لغيركم
من النصارى واجلاف بها شغلوا
ولتجعلوا الحلم والتقوى لكم غرضا
إذن تفوزوا بما فازت به الاول
فلن تجيؤوا بخير من شمائلهم
هم العماد الذي قامت به الدول
أعلى خمولهم بنيان عزهم
ووطنوا النفس حلما ليس ينتقل
دروا وداروا وما ملوا وما كسلوا
عن المكارم للارحام قد وصلوا
قد انهجوا طرقا للسالكين بها
زاد وامن فلا جوع ولا وجل
منهم ابوكم أبو زيد أقر له
بالمكرمات زوايا القبلة الجلل
وقد قفاه ابنه من فضله نظمت
به القبائل من يعقوب واحتفلوا
ومسكة الخير عدل خير ورع
 سخي نفس لديه العلم والعمل
والاورع البحر عبد الله قطبهم
منه الحديث تحلت سادة عُطُل
تحمل الألف ضنا بالمروءة إذ
بانت له الحرب في الإسلام تشتعل
والعلم والمال من مولود نالهما
بدون من بنوا غبراء إذ سألوا
فتمم المجد أبناء له سعدت
ايام ابنا أبي زيد بما بذلوا
من ما اخص وتعنيه مخاطبتي
محمد المام ركن القوم إن حفلوا
لا عطر بعد عروس حان وقتكم
لمثل ذا يندب الناظورة البطل
لا تتركن قبيلا انت مصلحه
فالملح من عدمه قد يفسد الأكل
امتازت هذه القصيدة بنزعة صوفية بادية زاهدة في الدنيا داعية لخير الآخرة والألفة ومكارم الأخلاق ومجاهدة النفس وهذه خصائص الطريقة القادرية المختارية التي تشبع منها في الحضرة المختارية ، يقول الشيخ سيد محمد الخليفة في كتابه " الطرائف والتلائد  من كرامات الشيخين الوالدة والوالد": ( مدار يدور عليه عمل الطائفة يختبرون به الصادق الحاذق من مريديهم واصحابهم واخوانهم فمن صحّ على السبك جوهره استعملوه فيما يصلح له واحترموه ومن بان زيفه أخرجوه والحقوه باصحابه ولذلك اختلفت الأحكام في التذكير فيما بينهم باختلاف النسب والانواع.
فما كان من وعظ وتذكير عندهم فللخاص والعام وما كان من بيان وتقريب فلخاصة المحبين وما كان من أحوال ومنازلات فللمريدين والسالكين،  وما كان من حقائق ومعارف فلاهل المعرفة الواصلين. إذ لكل مقام مقال ولكل علم رجال.
بل شأنهم في ذلك شدة التحفظ في إظهار شيئ من أسرار الحقيقة ودقائق الطريقة لأحد من طلبة العلم إلا بعد تحقيق صحة عقيدته في العلوم .
إذ وظيفة الكامل أن يُخرج لكل وارد إليه ما يقبله وعاؤه ويكتم ما زاد ."
ويضيف :" و للانسان في مجاهدة الهوى احوالا:
الأول أن يغلبه الهوى فيملكه فلا يمكنه خلافه وهو حال أكثر الناس .
الثاني أن يكون الحرب بينهما سجال تارة له وتارة عليه فهو من المجاهدين فإن اتته المنية في هذه الحالة فهو شهيد .
الثالث أن يغلب هواه فيصير مستوليا عليه لا يخرج هواه من تحت قدمه ولا يتبرم من قبضته بحال وهذا هو الملك العظيم والنعيم المقيم والخلاص التام والصيت العام."
من هذا المشرب الصوفي الجميل الذي يسمو بالإنسان بعيدا إلى عالم الفضائل والأنوار خرجت القصيدة  فكانت دستورا كاملا بدأ فيه واعظا طالبا التمسك بسيرة السلف الصالح مستنفرا الهمم للتشمير عن سواعد الجد في طلب المعالي والسعادة الأخروية مقتفين في ذلك اثر الاجداد مذكرا لهم بأنهم لن يجيؤوا بخير من شمائلهم فهم العماد الذي قامت به الدول .
 استقر العلامة سيدي مع ابن عمه العلامة مجدد عصره الشيخ محمد المام رحمهم الله تعالى في مضارب الأهل وتزوج ابنة عمه ميمونة بنت سيدي احمد بن افلواط بن مولود بن باركل بن احمد بزيد رحمهم الله وأنجب  أبنه محمد الذي تزوج ابنة العالم محمد بن محمودا حفيدة الشيخ محمد المام رحمهم الله تعالى وخلف لله الحمد ذريته الموجودين بيننا لله الحمد بارك الله فيهم جميعا .
ومكث منشغلا بالتدريس والعلم خاصة العلم الباطن ، كما أنه ظل على ارتباط بالحضرة الكنتية التي نهل منه معينها وقد وجدنا رسالة بعث إليه بها العالم محمد بن عبد الله بن الطالب وهو احد اعلام تلك الحضرة يطلب منه فيها نسخ كتاب لشيخه الشيخ سيدي محمد الخليفة وإرساله إليهم هناك.
توفي العلامة سيدي بن محمد مولود بعد وفاة أخيه الحاج بن محمد مولود بقليل وذلك قبل وفاة الشيخ محمد المام رحمهم الله تعالى و دفن قرب آحميم عند مكان يعرف بمرتفع ول لقرع .
يقول العلامة الشيخ محمد المام رحمه الله تعالى يقصده في قصيدة رثى بها الحاج بن محمد مولود رحمه الله تعالى:
والحمد لله فينا من يشار له
أخوه سيدنا علما واحسانا
فإن يعش فبخير نحن قد ظفرت
بما نؤمل دنيانا واخرانا
كما أنه أشار إليه في أبيات سبعة رجال من ابناء حبيب الله بن باركل بن احمد بزيد رحمهم الله الذين يتوسل بهم :
بأحمد غوث المستجير  بقربه
هو القطب إن ناب العشيرة نوب
واحمد وحشي الكرامات في الورى
ومن شأنه فيها صحيح مجرب
وسر الفلالي العظيم الذي به
قد أستخدم العفريت والمتغلب
وسيد وصنوه أولئك سادة
ونجل البخاري والبخاري كوكب

وهم :
احمد بن المختار بن حبيب الله
أحمد بن حبيب الله
الفلالي بن حبيب الله
سيدي بن محمد مولود بن حبيب الله
الحاج بن محمد مولود بن حبيب الله
عبد العزيز بن البخاري بن حبيب الله
البخاري بن حبيب الله
قال عنه العلامة مجدد عصره الشيخ محمد المام رحمه الله تعالى في فتوى قسم الحبس بتا :" فلما ذاكرت سيدي في المسألة اخبرني انه وجد مقابل "لو" في بعض شروح خليل في البلاد الشرقية ، وانه يكون هبة كالصدقة يفعل بها المحبس عليه ما شاء من بيع وهبة .وسيدي عدل رضا ؛فثبَتَ." ص٣٣٢ من كتاب الرسائل الاصولية والفقهية والفتاوي للعالم الرباني الشيخ محمد المامي بن البخاري الباركي .
قال عنه الشيخ أحمدو باب بن بودرباله في كتاب حياة أهل باركل :" كان عالما تقيا نقيا بحرا زاخرا لا يدرك شأوه و مطرح الأنظار لا يبارى ولا يجارى شاعرا مطبوعا مفلقا مصقعا مجوادا.
كان سيدا من سادات ذلك العصر وكان خضما جحجاحا لا نظير له ولا مثيل ، فضائله لا تحصى ولا تعد. "
قال عنه المؤرخ العالم المختار بن حامد :" كان سيدي علامة شاعرا اديبا" كما ذكر محظرته ضمن ذكره لمحاظر اهل حبيب الله بن باركل حيث اورد اربعة محاظر خاصة بهذا الفخذ هي :

محظرة الشيخ محمد المام بن البخاري 

محظرة سيدي بن محمد مولود 

محظرة محمد المام بن محمد بن محمودا 

محظرة محمد عبد الله بن عثمان 

قال عنه الاستاذ محمذن ولد باباه في كتابه: الفغ المختار انجبنان حياته وآثاره العلمية ، وهو تحقيق لكتاب هذا العالم المشهور : اس الاسلام ، يقول المؤلف في الصفحة ٩٣ : " ووجدنا نسختين من اس الاسلام عند العلامة الكبير ياب بن محمادي إحداهما مبتورة قد ضاع جلها ولم يضبط فيها اسم ناسخها ، ...ونسخة ياب الثانية وهي الاكمل والادق فهي بخط سيدي بن محمد مولود الباركلي العالم الشاعر ، كان زميل الشيخ سيدي الكبير في الدراسة في محظرة الشيخ سيدي المختار الكنتي وهو اسنٌُ منه ، وعدد صفحاتها اربعة وعشرون صفحةبمعدل ثلاثة وعشرين سطرا في الصفحة مكتوبة بخط مغربي دقيق وانيق .

استفاد منها النص إضافات قيمة ، ويرمز اليها في الاحالات بحرف ج ويقول ياب انه وجد هاتين النسختين في محامع تحتفظ بها عجائز من اهل باركل في اعماق الصحراء .
قال عنه الأستاذ الباحث المعلوم بن لمرابط حفظه الله :" تعتبر قصيدة الشيخ سيدي اللامية البسيطية ابرز ما بقي له من انتاجه وتنبؤ عن نفس شعري طويل حيث انافت على خمسين بيتا في قوة سبك وعذوبة الفاظ وفيها دعوة مؤصلة بالادلة ما يشي بعلو كعبه رحمه الله تعالى في علم الحديث الشريف الذي يقتصر الاعتناء به يومها على ثلة من العلماء بلغوا اقصى مراتب السُّلم المعرفي وضربوا بسهم وافر في شتى المعارف."
الحديث عن هذا العلامة طويل عريض لكثرة مآثره وعلو كعبه في العلم الظاهر والباطن نرجو من الله تعالى ان يتقبله في عباده الصالحين وان يسبل عليه سحائب رحمته ، اللهم اغفر لهم جميعا وارحمهم وجميع موتى المسلمين .

🌴🌴🌴🌴🌴🌴

بقلم الاستاذ محمد الامين "سيف الدولة" علما بن محمد بن محمدفاضل 

ومن أشعاره أيضا ما أورده المؤرخ المختار ول حامدن على أنه رثاء للشيخ محمد المام والمفهوم أنه مدح فقط :

سترت أعراضنا بفعلك الحسن /

لازلت فينا صحيح الروح والبدن 

لازلت تجبر ذا كسر ومسغبة /

منا ومن غيرنا ومن بني الحسن 

من لم يعنك على ذي المكرمات ولو /

من ابن عم أو ابن كان ؛ لم يكن) 

*وعندي عنو كان امغني*

 فقد رأيت له كاف مستت من لبير في النقد الاجتماعي 

بخط والدنا رحمة الله عليه

🌴🌴🌴🌴🌴

بقلم الاستاذ سيدي احمد "بدّ" علما بن احمد

هناك قرائن تفيد ومقارنات تفيد بان العلامة  سيد بن محمد مولود ربما هو الذي الف من اجله او من خلال سؤاله الشيخ سيد المختار الكنتي كتابه جذوة الانوار في الذب عن أولياء الله الأخيار حيث توفي الشيخ سيد المختار الكنتي سنة 1226 والف الشيخ سيد المختار الكنتي كتابه جذوة الأنوار  في الذب عن اولياء الله الأخيار   سنة 1225 

"تعلقت همته بالرحيل ليسأله عن المحق والمبطل " من العمران

ولا يعبر هذا  عن موقف الزاوية الكنتية النهائي لان شيوخ الزاوية اوقفوا ذاك النقاش 

وكذلك سيد لا يذكر عنده احد بسوء

🌴🌴🌴🌴🌴

بقلم الاستاذ بودرباله بن اباه

نظرة سريعة على لامية الزوايا ثالثة اللوامي أو اللاميات ( لامية العرب للشنفرى ولامية العجم للطوغرائي) ، لامية الزوايا هي القصيدة العصماء التي أنشأها العلامة العلم سمي جده فحل تيرس الناهل من علومه الذي ذرع الأرض شرقا ليتصل بحضرة شيخ الشيو خ في آزواد فجمع علوم الشريعة و الحقيقة وتمثلهما سلوكا و عملا يقول الرجل على ترتيب المتنبي لصفات بدر بن عمار حيث جعل صفة رجل هي الأعلى في قمة هرم من ستة طوابق :

يابدر يا بحر يا غمامة يا

            ليث الشرى يا حمام يا رجل 

صفة الرجل إذن هذه التي ختم بها أعرف الناس بالرجال عقد لآلئ صفات الجود و الكرم والسماحة و الشجاعة والمهابة و عزة النفس و القوة في الحق و التي ختم بها أيضا أعرف الناس بالنساء و بالتالي بالرجال ملحمة الأندلس فاختارها نزار قباني لوصف بطل العبور و الفتح قائلا :

عانقت فيها عندما ودعتها

            رجلا يسمى طارق بن زياد

صفة الرجل هي التي تتجسد أمامنا من خلال صاحب  هذا النص : الرجل سيد ول محمد مولود ول حبيبلل ول باركلل ول بزيد: 

ﻳَﺎ ﻗَﻮْﻡِ ﺗُﻮﺑُﻮﺍ ﻓَﻼَ ﻋَﺎﺭٌ ﻭَﻻَ ﺧَﻄَﻞُ

ﻓَﺒِﺎﻟْﻤَﺘَﺎﺏِ ﻳُﻤَﺎﻁُ ﺍﻟﺬَّﻧْﺐُ ﻭَﺍﻟﺰَّﻟَﻞُ ‏

ﺫَﺭُﻭﺍ ﺍﻟﺮِّﻳَﺎﺳَﺔَ ﻭَﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ ﻟِﻐَﻴْﺮِﻛُﻢُ

ﻣِﻦَ ﺍﻟﻨَّﺼَﺎﺭَﻯ ﻭَﺃَﺟْﻼَﻑٍ ﺑِﻬَﺎ ﺷُﻐِﻠُﻮﺍ

ﻭَﻟْﺘَﺠْﻌَﻠُﻮﺍ ﺍﻟْﺤِﻠْﻢَ ﻭَﺍﻟﺘَّﻘْﻮَﻯ ﻟَﻜُﻢْ ﻏَﺮَﺿﺎً

ﺇِﺫَﻥْ ﺗَﻔُﻮﺯُﻭﺍ ﺑِﻤَﺎ ﻓَﺎﺯَﺕْ ﺑِﻪِ ﺍﻟْﺄُﻭَﻝُ

ﻓَﻠَﻦْ ﺗَﺠِﻴﺆُﻭﺍ ﺑِﺨَﻴْﺮٍ ﻣِﻦْ ﺷَﻤَﺎﺋِﻠِﻬِﻢْ

ﻫُﻢُ ﺍﻟْﻌِﻤَﺎﺩُ ﺍﻟﺬِﻱ ﻗَﺎﻣَﺖْ ﺑِﻪِ ﺍﻟﺪُّﻭَﻝُ

ﺃَﻋْﻠَﻰ ﺧُﻤُﻮﻟُﻬُﻢُ ﺑُﻨْﻴَﺎﻥَ ﻋِﺰِّﻫِﻢُ

ﻭَﻭَﻃَّﻨُﻮﺍ ﺍﻟﻨَّﻔْﺲَ ﺣِﻠْﻤﺎً ﻟَﻴْﺲَ ﻳَﻨْﺘَﻘِﻞُ

ﺩَﺭَﻭﺍ ﻭَّﺩَﺍﺭَﻭﺍ ﻭَّﻣَﺎ ﻣَﻠُّﻮﺍ ﻭَﻣَﺎ ﻛَﺴِﻠُﻮﺍ

ﻋَﻦِ ﺍﻟْﻤَﻜَﺎﺭِﻡِ ﻟِﻠْﺄَﺭْﺣَﺎﻡِ ﻗَﺪْ ﻭَﺻَﻠُﻮﺍ

ﻗَﺪْ ﺃَﻧْﻬَﺠُﻮﺍ ﻃُﺮُﻗﺎً ﻟِﻠﺴَّﺎﻟِﻜِﻴﻦَ ﺑِﻬَﺎ

ﺯَﺍﺩٌ ﻭَﺃَﻣْﻦٌ ﻓَﻼَ ﺟُﻮﻉٌ ﻭَﻻَ ﻭَﺟَﻞُ

ﻣِﻨْﻬُﻢْ ﺃَﺑُﻮﻛُﻢْ ﺃَﺑُﻮ ﺯَﻳْﺪٍ ﺃَﻗَﺮَّ ﻟَﻪُ

ﺑِﺎﻟْﻤَﻜْﺮُﻣَﺎﺕِ ﺯَﻭَﺍﻳَﺎ ﺍﻟْﻘِﺒْﻠَﺔِ ﺍﻟْﺠُﻠُﻞُ

ﻭَﻗَﺪْ ﻗَﻔَﺎﻩُ ﺍﺑْﻨُﻪُ ﻣَﻦْ ﻓَﻀْﻠُﻪُ ﻧُﻈِﻤَﺖْ

ﺑِﻪِ ﺍﻟْﻘَﺒَﺎﺋِﻞُ ﻣِﻦْ ﻳَﻌْﻘُﻮﺏَ ﻭَﺍﺣْﺘَﻔَﻠُﻮﺍ

ﻭَﻣِﺴْﻜَﺔُ ﺍﻟْﺨَﻴْﺮِ ﻋَﺪْﻝٌ ﺧَﻴِّﺮٌ ﻭَﺭِﻉٌ

ﺳَﺨِﻲُّ ﻧَﻔْﺲٍ ﻟَﺪَﻳْﻪِ ﺍﻟْﻌِﻠْﻢُ ﻭَﺍﻟْﻌَﻤَﻞُ

ﻭَﺍﻟْﺄَﻭْﺭَﻉُ ﺍﻟْﺒَﺤْﺮُ ﻋَﺒْﺪُ ﺍﻟﻠﻪِ ﻗُﻄْﺒُﻬُﻢُ

ﻣِﻨْﻪُ ﺍﻟْﺤَﺪِﻳﺚَ ﺗَﺤَﻠَّﺖْ ﺳَﺎﺩَﺓٌ ﻋُﻄُﻞُ

ﺗَﺤَﻤَّﻞَ ﺍﻟْﺄَﻟْﻒَ ﺿَِﻨًّﺎ ﺑِﺎﻟْﻤُﺮُﻭﺀَﺓِ ﺇِﺫْ

ﺑَﺎﻧَﺖْ ﻟَﻪُ ﺍﻟْﺤَﺮْﺏُ ﻓﻲِ ﺍﻟْﺈِﺳْﻼَﻡِ ﺗَﺸْﺘَﻌِﻞُ

ﻭَﺍﻟْﻌِﻠْﻢُ ﻭَﺍﻟْﻤَﺎﻝُ ﻣِﻦ ﻣَّﻮْﻟُﻮﺩَ ﻧَﺎﻟَﻬُﻤَﺎ

ﺑِﺪُﻭﻥِ ﻣَﻦٍّ ﺑَﻨُﻮ ﻏَﺒْﺮَﺍﺀَ ﺇِﺫْ ﺳَﺄَﻟُﻮﺍ

ﻓَﺘَﻤَّﻢَ ﺍﻟْﻤَﺠْﺪَ ﺃَﺑْﻨَﺎﺀٌ ﻟَﻪُ ﺳَﻌِﺪَﺕْ

ﺃَﻳَّﺎﻡُ ﺃَﺑْﻨَﺎ ﺃَﺑﻲِ ﺯَﻳْﺪٍ ﺑِﻤَﺎ ﺑَﺬَﻟُﻮﺍ

ﻣِﻦ ﻣَّﺎ ﺃَﺧُﺺُّ ﻭَﺗَﻌْﻨِﻴﻪِ ﻣُﺨَﺎﻃَﺒَﺘِﻲ

ﻣُﺤَﻤَّﺪُ ﺍﻟْﻤَﺎﻡِ ﺭُﻛْﻦُ ﺍﻟْﻘَﻮْﻡِ ﺇِﻥْ ﺣَﻔَﻠُﻮﺍ

ﻻَ ﻋِﻄْﺮَ ﺑَﻌْﺪَ ﻋَﺮُﻭﺱٍ ﺣَﺎﻥَ ﻭَﻗْﺘُﻜُﻢُ

ﻟِﻤِﺜْﻞِ ﺫَﺍ ﻳُﻨْﺪَﺏُ ﺍﻟﻨَّﺎﻇُﻮﺭَﺓُ ﺍﻟْﺒَﻄَﻞُ

ﻻَ ﺗَﺘْﺮُﻛَﻦَّ ﻗَﺒِﻴﻼً ﺃَﻧْﺖَ ﻣُﺼْﻠِﺤُﻪُ

ﻓَﺎﻟْﻤِﻠْﺢُ ﻣِﻦْ ﻋُﺪْﻣِﻪِ ﻗَﺪْ ﻳَﻔْﺴُﺪُ ﺍﻟْﺄُﻛُﻞُ

" ﺃُﻧْﺼُﺮْ ﺃَﺧَﺎﻙَ " ﺣَﺪِﻳﺚٌ ﺻَﺢَّ ﻣُﺸْﺘَﻬِﺮﺍً

ﻭَﻓﻲِ ﺍﻟْﺤَﺪِﻳﺚِ ﺍﻟﺼَّﺤِﻴﺢِ ﺍﻟْﺨَﻴْﺮُ ﻭَﺍﻷَﻣَﻞُ

ﻻَ ﻳَﻨْﺒَﻐِﻲ ﺃَﻥْ ﺗُﺮَﻭْﺍ ﻓﻲِ ﺍﻟﻨَّﺎﺱِ ﻛُﻠِّﻬِﻢُ

ﺷَﺎﺓً ﺑِﻔَﻴْﻔَﺎﺀَ ﻳُﺮْﺟَﻰ ﺩُﻭﻧَﻬَﺎ ﺍﻟْﻬَﻤَﻞُ

ﻭَﻻَ ﺗَﻜُﻮﻧُﻮﺍ ﻛَﻤِﻌْﺰَﻱ ﺍﻟْﻔِﺰْﺭِ ﺗَﻔْﺮِﻗَﺔً

ﺑَﻞْ ﺃَﺟْﻤِﻌُﻮﺍ ﺃَﻣْﺮَﻛُﻢْ ﺑِﺎﻟﻨُّﺼْﺢِ ﻭَﺍﻧْﻌَﺰِﻟُﻮﺍ

ﺗُﻮﺑُﻮﺍ ﻟِﺮَﺑِّﻜُﻢُ ﻭَﺍﺑْﻐُﻮﺍ ﻣَﻜَﺎﺭِﻣَﻜُﻢْ

ﻓَﺮُﺑَّﻤَﺎ ﻣَﺠَِﻞَ ﺍﻟْﺤَﺎﻓُﻮﻥَ ﻭَﺍﻧْﺘَﻌَﻠُﻮﺍ

ﺃَﻭْﻓُﻮﺍ ﺑِﻮَﻋْﺪِﻛُﻢُ ﺟُﻮﺩُﻭﺍ ﺑِﺮِﻓْﺪِﻛُﻢُ

ﻛُﻔُّﻮﺍ ﺃَﺫَﺍﻛُﻢْ ﻓَﻤِﻨْﻪُ ﺍﻟﺴَّﺐُّ ﻭَﺍﻟْﻌَﺬَﻝُ

ﺩَﻋُﻮﺍ ﺧُﺼُﻮﻣَﺔَ ﻣَﻦْ ﺧَﺎﻟَﻄْﺘُﻢُ ﻧَﺰَﻫﺎً

ﺇِﻥَّ ﺍﻟْﺨُﺼُﻮﻡَ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟْﺒَﻐْﻀَﺎﺀِ ﺗَﻨْﺘَﻘِﻞُ

ﻭَﻣَﺎ ﺗَﻘُﻮﻥَ ﺑِﻪِ ﺍﻷَﻋْﺮَﺍﺽَ ﻣِﻦ ﻧَّﺸَﺐ

ﻭَﺍﻟﺪِّﻳﻦَ ﻻَ ﺗَﺘْﺮُﻛُﻮﺍ ﻭَﺍﻟﻠﻪَ ﻓَﺎﺗَّﻜِﻠُﻮﺍ

ﻻَ ﺗَﺸْﺘَﺮُﻥَّ ﺑِﺒَﻴْﻊٍ ﻓَﺎﺳِﺪٍ ﺃَﺑَﺪﺍً

ﻛِﻴﻠُﻮﺍ ﺑِﻘِﺴْﻂٍ ﻭَﺇِﻥ ﻻَّ ﻟِﻠْﻮَﻓِﻲِّ ﻛِﻠُﻮﺍ

ﺇِﻥْ ﻛَﺎﻥَ ﻧَﻘْﺪﺍً ﺃَﺭُﻭﺍ ﻋَﻴْﺐَ ﺍﻟْﻤَﺒِﻴﻊِ ﻟَﻪُ

ﻭَﺇِﻥْ ﻳَﻜُﻦْ ﺳَﻠَﻤﺎً ﻓَﺎﻟْﻮَﺻْﻒُ ﻭَﺍﻷَﺟَﻞُ

ﻭَﻣَﻦْ ﺗُﻀِﻴﻔُﻮﺍ ﻓَﺒَﺸُّﻮﺍ ﻗَﺎﺋِﻤِﻴﻦَ ﻟَﻪُ

ﻭَﺃَﻛْﺮِﻣُﻮﻩُ ﻓَﺈِﻥَّ ﺍﻟﻀَّﻴْﻒَ ﻣُﺮْﺗَﺤِﻞُ

ﻓَﺄَﻧْﺰِﻟُﻮﻩُ ﻣَﺤَﻼًّ ﺧَﺎﻟِﻴﺎً ﺣَﺴَﻨﺎً

ﻭَﻗَﺪِّﻣُﻮﺍ ﻧُﺰْﻟَﻪُ ﺇِﻥْ ﺃَﻣْﻜَﻦَ ﺍﻟﻨُّﺰُﻝُ

ﻻَ ﺗَﺸْﺘُِﻤُﻮﺍ ﻋِﻨْﺪَﻩُ ﻋَﺒْﺪﺍً ﻭَﻻَ ﻭَﻟَﺪﺍً

ﻭَﺃَﻧِّﺴُﻮﻩُ ﻭَﻋَﻦْ ﺃَﺣْﺴَﺎﺑِﻪِ ﻓَﺴَﻠُﻮﺍ

ﻭَﻣَﻦْ ﺗَﻀِﻴﻔُﻮﺍ ﻓَﺒُﻌْﺪﺍً ﻋَﻦ ﻣَّﻨَﺎﺯِﻟِﻬِﻢْ

ﻟَﻜُﻢْ ﺃَﻧَﺎﺓٌ ﻭَﺣِﻠْﻢٌ ﻻَ ﻟَﻜُﻢْ ﻋَﺠَﻞُ

ﻭَﻻَ ﺗُﻘِﻴﻤُﻮﺍ ﻟَﺪَﻳْﻬِﻢْ ﻏِﺐَّ ﻣُﺼْﺒَﺤِﻜُﻢْ

ﻓَﺘُﺤْﺮِﺟُﻮﻫُﻢْ ﻓَﻴَﺒْﺪُﻭ ﻣِﻨْﻬُﻢُ ﺍﻟْﻤَﻠَﻞُ

ﻭَﺍﻟﺴُّﺆْﺭَ ﺃَﺑْﻘُﻮﺍ - ﻭَﻟَﻮْ ﻟَﻢْ ﺗَﺸْﺒَﻌُﻮﺍ - ﻛَﺮَﻣﺎً

ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻀُّﻴُﻮﻑَ ﺇِﺫَﺍ ﻣَﺎ ﺃَﻓْﻀَﻠُﻮﺍ ﻓَﻀُﻠُﻮﺍ

ﻭَﺃَﺣْﺴِﻨُﻮﺍ ﺍﻟْﺨُﻠْﻖَ ﻓﻲِ ﺫَﺍ ﺍﻟْﺨَﻠْﻖِ ﻛُﻠِّﻬِﻢُ

ﻻَﺳِﻴَّﻤَﺎ ﻋَﺎﻟِﻢٌ ﻟِﻠْﺄَﻣْﺮِ ﻳَﻤْﺘَﺜِﻞُ

ﻓَﺬَﺍﻙَ ﺃَﻓْﻀَﻠُﻬُﻢْ ﻳَﺘْﻠُﻮﻩُ ﺃَﻋْﺒَﺪُﻫُﻢْ

ﻭَﻋَﺎﻟِﻢٌ ﻣُﺬْﻧِﺐٌ ﻋَﻦْ ﺫَﻳْﻦِ ﻳَﻨْﺴَﻔِﻞُ

ﻓَﺄَﻭَّﻝٌ ﺳَﺎﺑِﻖٌ ﻭَﺍﻟﺜَّﺎﻥِ ﻣُﻘْﺘَﺼِﺪٌ

ﻭَﺛَﺎﻟِﺚٌ ﻇَﺎﻟِﻢٌ ﻣَﺎ ﺯَﺍﻧَﻪُ ﻋَﻤَﻞُ

ﺣَﺬَﺍﺭِ ﻣِﻨْﻬُﻢْ ﻓَﺈِﻥَّ ﺍﻟْﻘَﻮْﻡَ ﻓﻲِ ﺷُﻐُﻞٍ

ﺑِﺎﻟﻠﻪِ ﻻَ ﺗَﺸْﻐَﻞِ ﺍﻟْﻤَﺸْﻐُﻮﻝَ ﻳَﺎ ﺭَﺟُﻞُ

ﻭَﺁﻳَﺔُ ﺍﻟْﺤَﺠْﺐِ ﻟَﻢْ ﺗُﺸْﻜِﻞْ ﻋَﻠَﻰ ﺃَﺣَﺪٍ

ﻭَﻟَﻢْ ﺗُﺨَﺼَّﺺْ ﻭَﻟَﻢْ ﺗُﻨْﺴَﺦْ ﻟَﻬَﺎ ﺍﻣْﺘَﺜِﻠُﻮﺍ

ﻭَﺍﻹِﺫْﻥَ ﻻَ ﺗَﺪْﺧُﻠُﻮﺍ ﺑَﻴْﺘﺎً ﺑِﻪِ ﺃَﺣَﺪٌ

ﻭَﻟَﻴْﺲَ ﻓِﻴﻪِ ﻟَﻜُﻢْ ﺳُﻜْﻨَﻰ ﻭَﻻَ ﺷُﻐُﻞُ

ﺇِﻻَّ ﺑِﺈِﺫْﻥِ ﻣَﻠِﻴﻚِ ﺍﻟْﺒَﻴْﺖِ ﺃَﻋْﻴُﻨُﻜُﻢْ

ﻟِﻸَﺭْﺽِ ﻻَ ﺑِﺎﻟﺬِﻱ ﻓﻲِ ﺍﻟْﺒَﻴْﺖِ ﺗَﺸْﺘَﻐِﻞُ

ﻭَﺍﻟْﻘِﻴﻞَ ﻭَﺍﻟْﻘَﺎﻝَ ﻻَ ﺗَﺮْﺿَﻮْﺍ ﻟِﺄَﻧْﻔُﺴِﻜُﻢْ

ﺃَﻗْﺒِﺢْ ﺑِﻪِ ﺑِﻴﺲَ ﻫُﻮَّ ﺍﻟْﺠِﺪُّ ﻭَﺍﻟْﻬَﺰَﻝُ

ﻫَﺬِﻱ ﺍﻟﻨَّﺼِﻴﺤَﺔُ ﺇِﻥْ ﺗُﻘْﺒَﻞْ ﺃَﻛُﻦ ﻣَّﻌَﻜُﻢْ

ﻭَﺇِﻥْ ﻳَﻜُﻦْ ﻏَﻴْﺮُ ﻫَﺬَﺍ ﻋَﻨْﻪُ ﺃَﻧْﻌَﺰِﻝُ

"ﺇِﺫَﺍ ﺭَﺃَﻳْﺘُﻢْ " ﺣَﺪِﻳﺚٌ ﺻَﺢَّ ﻋَﻦْ ﻋَﺪَﺩٍ

ﻣِﻦَ ﺍﻟﺮُّﻭَﺍﺓِ ﻣَﺘِﻴﻦُ ﺍﻟْﺤَﺒْﻞِ ﻣُﺘَّﺼِﻞُ ‏

ﺭَﻭَﺍﻩُ ﺣَﺎﻓِﻈُﻪُ ﺍﻟْﻤَﻜْﻨِﻲ ﺑِﺜَﻌْﻠَﺒَﺔٍ

ﻋَﻦِ ﺍﻟﺮَّﺳُﻮﻝِ ﺍﻟﺬِﻱ ﻣِﻦ ﺭَّﺑِّﻪِ ﻧَﻬِﻠُﻮﺍ

ﻓَﺤُﻖَّ ﻟﻲِ ﺃَﻥْ ﻳَﻌِﻴﻪِ ﺍﻟﺼَّﺪْﺭُ ﻣُﻨْﺸَﺮِﺣﺎً

ﻭَﺑِﺎﻟْﻘَﺒُﻮﻝِ ﻟِﻤَﺎ ﻗَﺪْ ﻗَﺎﻝَ ﺃَﻧْﻔَﻌِﻞُ

ﺇِﻥْ ﺗَﻘْﺒَﻠُﻮﻫَﺎ ﺭَﺟَﻮْﺕُ ﺍﻟﻠﻪَ ﻳَﺠْﻤَﻌُﻜُﻢْ

ﻓَﻬْﻮَ ﺍﻟﺬِﻱ ﻳَﺎﻣُﺮُ ﺍﻷَﺷْﻴَﺎ ﻓَﺘَﻨْﻔَﻌِﻞُ

ﺃَﺳْﺘَﻐْﻔِﺮُ ﺍﻟﻠﻪَ ﻣِﻦ ﻣَّﺎ ﻗُﻠْﺖُ ﺫَﺍ ﻧَﺪَﻡٍ

ﻭَﺑِﺎﻟﻀَّﺮَﺍﻋَﺔِ ﻧَﺮْﺟُﻮﻩُ ﻭَﻧَﺒْﺘَﻬِﻞُ

ﻋَﻞَّ ﺍﻟﻠَّﻄِﻴﻒَ ﺑِﻠُﻄْﻒٍ ﻣِﻨْﻪُ ﻳَﺠْﻤَﻌُﻨَﺎ

ﺑِﺎﻟﻠﻪِ ﻟِﻠﻪِ ﻻَ ﻣِﻦْ ﻏَﻴْﺮِﻩِ ﻳَﺼِﻞُ

ﻋَﻠَﻰ ﻃَﺮِﻳﻖِ ﺳُﻠُﻮﻙٍ ﻭَﺍﺿِﺢٍ ﺣَﺴَﻦٍ

ﻻَ ﺿَﻴْﻖَ ﻓِﻴﻪِ ﻭَﻻَ ﻣَﻴْﻞٌ ﻭَﻻَ ﻣَﻠَﻞُ

ﻓَﻨَﺸْﻜُﺮُ ﺍﻟﻠﻪَ ﺷُﻜْﺮﺍً ﻧَﺴْﺘَﺤِﻖُّ ﺑِﻪِ

ﺇِﻧْﻌَﺎﻣَﻪُ ﺇِﻧَّﻪُ ﺍﻟْﻮَﻫَّﺎﺏُ ﻣَﻦْ ﺳَﺄَﻟُﻮﺍ

ﺑِﺠَﺎﻩِ ﺃَﺣْﻤَﺪَ ﺧَﻴْﺮِ ﺍﻟْﺨَﻠْﻖِ ﻛُﻠِّﻬِﻢُ

ﻭَﺍﻵﻝِ ﻭَﺍﻟﺼَّﺤْﺐِ ﻣَﻦْ ﺑِﺎﻟﻠﻪِ ﻗَﺪْ ﺷُﻐِﻠُﻮﺍ

ﺻَﻠَّﻰ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﺇِﻟَﻪُ ﺍﻟْﻌَﺮْﺵِ ﻣَﺎ ﺭَﺟَﻌَﺖْ

ﻟِﻠﻪِ ﻧَﻔْﺲٌ ﻫَﻮَﺕْ ﻓَﺎﻋْﺘَﺎﺩَﻫَﺎ ﺍﻟْﻮَﺟَﻞُ

ﻭَﺑِﺎﻟﺴَّﻼَﻡِ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﺍﻟْﺨَﺘْﻢُ ﻳَﺤْﺴُﻦُ ﻟﻲِ

ﻭَﺍﻻِﺑْﺘِﺪَﺍﺀُ ﻭَﻣَﻦْ ﻳُﻮﺻَﻞْ ﺑِﻪِ ﻳَﺼِﻞ

   نداء صادق من أخ شفوق ناصح تدارك قومه تدارك غيظ بن مرة عبسا و ذبيان بعدما دق الشر بينهم عطر منشم  : حضهم على التوبة التي هي المدخل إلى مراجعة النفس و محاسبتها حتى لا ينزغ فيها شيطان حب الرئاسة ورجيم التعلق بالدنيا و أذيالها و التنافس فيها تنافس من جعلها أكبر همه و مبلغ علمه ، ذكرهم بسنن آبائهم الأول الذين شيدوا مجدا مبينا بالتقوى و الحلم و الإعراض عن الجاهل و الخمول في المظهر لا في المخبر فهم أعزة أجلة أهل مهابة وقدر رسموا نهجا قويما لطالب الأمن من الخوف و الجوع سار عليه الأجداد و أدلجوا فحمدوا السرى من لدن الجد الأعلى أحمد بزيد الذي أقر له زوايا الكبلة بالتصدر  إلى ابنه باركلل الذي قفاه في الفضل و انتظمت به بطون يعقوب واحتفلت إلى ذي العلم و العمل و سخاوة النفس مسكة الخير وإخوته مصرحا بعبد الله و مولود ذاكرا و مذكرا أطراف الأزمة بما كان عليه آباؤهم من بذل المعروف وتعميم الخير ونشر العلم و تحمل الديات لإصلاح ذات البين ، وكلها إشارات و دعوة إلى اقتفاء آثارهم و خصوصا في مسألة رأب الصدع الداخلي مهما كلف من مال و ديات .

وبعد المقدمة الواعظة الناصحة تخلص إلى بيت القصيد فوجه خطابه إلى الركن الشديد الشيخ محمد المامي مستصرخا إياه لتدارك الموقف فهو البطل ذو النظر السديد نادبا له ليصلح أمر عشيرته بعد أن أصبحوا في غيبته عنهم كطعام بلا ملح مجتهدا في إقناعه بإشاراته إلى خطورة الموقف تارة -  واللبيب تكفيه الإشارة ولا ألب من الشيخ محمد المامي-  وإلى حثه بالأحاديث الصحيحة التي ترغب في إصلاح ذات البين وتحذر من الفتنة و البغضاء تارة أخرى، مبينا و مفصلا منهج الأخلاق الإسلامية حاثا قومه على التخلق بها من وفاء بالعهد وبذل للمعروف وكف للأذى وبعد عن الخصومات التي تجر البغضاء ومداراة بالمال دون العرض وتوكل على الله وإيفاء الكيل وإكرام الضيف و غيرها من مكارم الأخلاق مبينا أن حسن الخلق تدرك به درجة الصائم القائم و أن العالم الممتثل في أعلى درجات الإحسان يتلوه العابد ثم العالم المذنب رابطا ذلك بمضمون الآية {ثم أورثنا الكتاب الذي اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه و منهم مقتصد و منهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير  } ، ليفرد بيتين عطفهما على ذكر آية الحجاب في الحث على آداب الإستئذان مشيرا ضمنيا إلى أن مخالفة آداب الحشمة و العفة والتساهل في اختلاط الأجانب و القيل و القال(أي الشائعات المتعلقة بالأعراض :آسواغَ)هي أصل كل الفتن و الشرور ، مختتما بالتذكير لقومه بأنهم إن لم يقبلوا نصيحته (والكلام لمن تعنيه مخاطبته) سينعزل في إحدى الشعاب أو الجبال امتثالا لحديث الخويصة "إذا رايت شحا مطاعا و هوى متبعا و دنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخاصة نفسك " مبينا راويه وسنده على مذهب علماء الحديث الذين يتحرجون في الرواية إلا إذا تأكدوا من صحة نسبة الحديث ، ليعود إلى قومه وكأنه لا يريد أن يفارقهم حبا لهم و شفقة عليهم فهو يتمنى أن يقبلوا منه ويسأل الله بالإستغفار و الضراعة و الإبتهال أن يجمع شملهم و يوفقهم لسلوك الطريق الواضح و المحجة البيضاء حتى يشكروه على إنعامه وهو الوهاب الذي لا يرد سائلا و يتوسل بجاه خير الخلق مصليا عليه و مسلما عدد الآئبين التائبين خوفا من الله ووجلا ليختم بما بدأ به وهو الحث على التوبة و الإقبال على الله الذي من إتصل به وصل-.

                    مدونة أم العواتك

                    بودرباله اباه