التصوف ، العلامة سيدي بن محمد مولود رحمه الله تعالى
رجال أم لعواتك
رمضان ٢٠٢٠
*التصوف ، العلامة سيدي بن محمد مولود رحمه الله تعالى،نموذجا*
يعتبر التصوف تلك الممارسة العملية لمرتبة الأحسان وهي أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، وهو محاولة التقرب أكثر من الله بالعبادة والذكر وقد انتشر في القرن الرابع الهجري بعد أن توسعت أرض المسلمين وازدهرت الدولة الاسلامية ، يقول محمد عبد الله بن محمد بن احمذي الحسني المتوفي سنة 1968 :" فلما بلَّغ رسول الله صلى الله عليه وسلم جميع العالمين بالكتاب والسنة عمل الصحابة بالجميع دينا واحدا .
ثم فُتحت البلاد وكثرت الأموال فمالت طباع أكثر النفوس إلى الدنيا وتقاعدت الهمم واخلدت إلى أرض الغفلة والغرة والدعة وتوسعت في الشهوات فثار في القلوب دخان الهوى واظلمت به البصائر واتقدت نيران التحاسد والتباغض و الكبر فلم يتمسك باعمال القلوب الا القليل لمشقتها ولطبع النفوس حتى امتازت الطائفة المتمسكة بها فصار ياخذ بها بعضهم عن بعض ويقتدون باكابرهم فيها ويتعلمون منهم دقائق الورع ومراقبة القلوب والخواطر."
لقد انتشر التصوف في بلاد الإسلام حتى أصبحت طرقه تعد بالعشرات ومن أبرز الطرق الصوفية التي انتشرت في هذا المنكب البرزخي :
القادرية والشادلية والتيجانية يقول الدكتور يحيى بن البراء :" فكانت الطريقة القادرية أول ما دخل البلاد في القرن العاشر الهجري بفرعيها الكنتي والفاضلي حسب تصورنا ، وربما تكون الطريقة الشاذلية بفرعيها الناصري والغظفي قد زامنتها أو جاءت متأخرة عنها قليلا.
ثم جاءت الطرق النقشبندية والخضرية، ثم الطريقة الصديقية ثم التيجانية بفرعيها الحافظي والحموي ثم المريدية."
سنحاول إعطاء تعريف مختصر لكل الطرق التي تأكد لنا أخذ أحد شيوخنا لها .
*١-الطريقةالقادرية:*
هي أول الطرق الصوفية المعروفة نشأة وذلك على يد الشيخ عبد القادر الجيلاني المتوفي سنة 561 هجرية.
يقول يحيى بن البراء :" يذكر المؤرخون أن سيدي احمد البكاي " ت 920هجرية" هو أول من ربط أهالي هذه المنطقة من قبائل البيظان وشعوب السودان بالطريقة القادرية ....وقد برزت بشكل مدوًّ وقوي مع الشيخ سيد المختار بن أبي بكر الكنتي "ت 1226" الذي يعد اهم اعلام الطريقة البكائية والتصوف على العموم في منطقة غرب الصحراء والساحل السوداني."
أخذ عن الشيخ سيد المختار وابنه الشيخ سيدي محمد الذي خلفه :
العلامة سيدي بن محمد مولود وإخوته والعلامة محمد المصطفى بن بكر .
*٢- الطريقة الشاذلية:*
هي ثاني أبرز الطرق الصوفية نشأة وذلك على يد مؤسسها الشيخ أبي الحسن علي بن محمد بن عبد الجبار الشاذلي " ت 656" وقد انتشرت في هذا المنكب البرزخي في طريقتين الناصرية والغظفية.
الشاذلية الناصرية:
وقد دخلت إلى منطقة المغرب العربي مع الشيخ محمد بن احمد بن ناصر بن عمر "ت1085" غير أنها لم تأخذ زخمها الحقيقي الا في أواخر القرن ١١هج خاصة مع مريدي سيدي احمد " ت 1129" وهو أحد أبناء هذا الشيخ ووريثه وخليفته في زاويته هو شيخ مسكه رحمه الله حيث يرد مسكه في أسانيد هذه الطريقة انه أخذها عنه وأعطاها لعبد الجليل بن الحاج سيدي الحسن العلوي الذي نشرها بهذا السند، ثم بعده ازدهرت مع شيخ سجلماسة الشيخ سيدي احمد الحبيب ت" 1138" وذكره الشيخ محمد المام وهو شيخ آبيه اتفغ الخطاط أيضا.
يقول يحيى بن البراء:" وتركز هذه الطريقة على التعلم ولهذا لا يلقن مشائخها الاوراد إلا لمن بلغ مبلغا من العلم....واول مكتوب لأحد أعلامها المحليين استطعنا الوقوف عليه هو نظم أسماء الله الحسنى لاحمد مسكه بن باركل اليعقوبي .توجد نسخة منه في المكتبة المركزية بولاته."
*٣- الطريقة الخضرية:*
يتصل سند هذه الطريقة بالشيخ عبد العزيز بن مسعود المعروف بالدباغ ت" 1131هج .
وقد تلقى هذه الطريقة من علمائنا الفقيه الأصولي الشيخ لمجيدري بن حبلل اليعقوبي ت"1204" .
لمجيدري كان قد أخذ الطريقة الناصرية في البداية عن احمد محمود بن اتفغ الخطاط ثم في حجه أخذ هذه الطريقة وقد أخذها عنه شيخنا البخاري بن الفلالي الذي كان هو قطبها بعد وفاة لمجيدري كما يوضح ذلك العمران .
*٤- الطريقة المريدية:*
تأسست هذه الطريقة في القرن ١٤هج على يد الشيخ أحمدو بمب بن محمد بن حبيب الله بن محمد الخير البكي ت 1346هج .
وهي أحدث الطرق الصوفية في هذا المنكب وتقوم على ثلاثة مسارات : الكسب والمجاهدة والخدمة .
وقد شهدت هذه الطريقة انتشارا واسعا في هذه البلاد .
وقد أخذها شيخنا العلامة محمد بن احمد مسكه حفظه الله عن سيدي احمد بن اسمه الديماني عن الشيخ أحمدو بمب مباشرة .
جاء في كتاب شرح الصدر باهل بدر: " ثم أخذ الطريقة المريدية عن الشيخ العلامة الشاعر الولي الزاهد سيدي احمد بن اسمه الديماني وقدمه فيها ، وجددها على العلامة الشاعر الولي محمدن بن اتشغ اعمر اليعقوبي.
*العلامة سيدي بن محمد مولود نموذجا للعالم المتصوف:*
ولد العلامة سيدي بن محمد مولود بن حبيب الله بن باركل بن احمد بزيد رحمهم الله لامه عائشة بنت سيدي عبد الله بن الفاظل بن باركل بن احمد بزيد رحمهم الله تعالى في نهاية القرن الثاني عشر وتوفي في النصف الثاني من القرن الثالث عشر ، نشأ وأخذ العلم في محظرة جده العلامة الشيخ سيدي عبد الله بن الفاظل ثم انتقل مع إخوته سيدي احمد واحمد الى الشرق حيث حضرة العلامة الشيخ سيدي احمد الكنتي للتضلع في العلم وخاصة العلم الباطن وقدي مكثوا مدة هناك فسيدي احمد بقي هناك وصار أحد أقطاب تلك الحضرة ومذكور في سلسلة أسانيدها وقبره معروف يُزار لقضاء الحاجات.
كتب عنه الباحث المعلوم بن لمرابط حفظه الله ما يلي :
الشيخ سيدي أحمد بن محمد مولود بن حبيب الل بن بارك الل
خلال تصفحي للطرائف والتلائد في كرامات الشيخين الوالدة والوالد للشيخ سيدي محمد الخليفة الكنتي، استوقفني قوله وهو يتحدث عن كتاب هداية الطلاب لأبيه الشيخ سيدي المختار الكنتي: "وقد أذن لي ـ يعني أباه ـ في تبييضه مع شرحه أيام حياته رضي الله عنه، فأخذت في تبييضه مع الأخ الأديب والمريد الصادق الأريب سيدي أحمد بن محمد مولود بن حبيب الل بن بارك الل بن أبي زيد اليعقوبي، فبيضنا الربع الأول أيام حياته ..."
أحببت أن أجد ترجمة تسلط الضوء على هذه القامة العلمية السامقة، المتفرعة عن هذا البيت العلمي الباركي الفارع، المستمِدة من هذه الحضرة الكنتية النورانية، وقد حقق الله رجائي ذلك بالوقوف على هذه النبذة المهمة من أخباره، وهي نبذة ضمنها الشيخ البكاي بن الشيخ سيدي محمد بن الشيخ سيدي المختار الكنتي في كتابه فتح القدوس.
وهذا نص الترجمة بحروفه:
(ومنهم مقرئي سيدي أحمد بن محمد مولود بن بارك الله فيه: أخذ تفسير القرآن العظيم على الشيخ الوالد رضوان الله عليه، ولبثت معه أعواما، ثم بقي في صحبة الشيخ الوالد رضوان الله عليه.
وكان ممن أقرأني كتاب الله، وكان يعلمني في صغري من معانيه الغريبة.
ولما بلغت الحلم كلمني رضي الله عنه، وقال لي: يا بني إياك أن يعجبك لهو أقرانك ولعبهم في محرم، فإن الله تعالى قد جعل لعبده من اللهو واللعب الحلال ما يغني السعيد عن الحرام، كركوب الخيل والإبل والمسابقة عليها، إلى نحو هذا ...
ثم قال لي: رأيت وسمعت ما في (...) من التبرج وترك الحجاب في نزولنا بأرضهم عام حربنا لـ (...)، وكنت أسمع ما يذكر عنهم التلاميذ وغيرهم من تبرج نسائهم وروادهم بين الناس، فلم تقع عيني في تلك الأعوام على أجنبية ولا على محرم، فقلت له: ولا خطأ؟! فقال لي: لا عمدا ولا خطأ!
فتعجبت من ذلك لغرابته. ثم قصصته على مريد الشيخ الوالد الشيخ سيدي بن المختار بن الهيب الأبياري والسيد محمد بن سيدي الأمين بن محمد بن الطالب اعمر بن خير البوسيفي الكنتي، فقضيا منه العجب، وقالا: هو ثقة صدوق لا يحتمل خبره الكذب.
وهذا ليس في طوق البشر، وإنما هو تأييد من الله تعالى له.
ومما شاهدت من كراماته: أنه كان يقرؤني في صباي، فأخذني يوم ظعن من حلتنا عن أصحابي واستتبعني أقرأ عليه، وسرنا راجلين إلى موضع خلاء من الأرض، ولا أدري أين الناس. فالتف بطرف ردائه وتوسد بسائره واضطجع نائما وأنا أقرأ عليه وأفكر في نفسي كيف أخلص منه؟ أقول: أبعد عنه قليلا ثم أعجزه عدوا وهربا!
فبينما أنا في هذا الفكر إذا رجل من بعيد يتبع جملا له شاردا عنه عليه رحله، فلما وازانا من بعيد انتبه له من غير أن يعلمه مخبر وفر مسرعا من غير أن يلتفت إليه أو يراه، فما هو إلا أن استقل قائما إذا هو آخذ بذنب البعير، وأقرب ما يكون منا أن تصل إليه رمية البارود! ولم أر للجمل إلا أنه رفع يديه للربعة، ثم وقف وهو قائم عنده.
فقلت: هذا الرجل في سرعته لو هربت عنه للحقني. وخفي عني حينئذ أنه أمر خارق للعادة، وأنه لم يجر بل لم يخط ولا خطوة واحدة، وكذلك الجمل.
وقد كنت أقرأ عليه في صباي يوما، وكان صائما في يوم صائف، وقد بات قبله طاويا ليلتين ويوما لشدة واقعة يومئذ؛ فلما كان في نحو الهاجرة أخذ يصفر لونه ويخضر وظهر عليه الضعف وأنا أراوده على الفطر وأنه يجوز له إذ لم يجب عليه.
فلما امتنع قمت إلى بيت شعر نستظل فيه، فشددت أطنابه إلى فوق لتخفق فيه الأرواح، فلما جلست إليه وأخذت أفليه وأقرأ عليه إذا إعصار زوبعة قد وصلت إلينا، فقلت له: هذا إعصار أراه يسقط علينا ما بنينا، فلمحها بطرفه فكأنها لم تكن!
فقصصت ذلك على الشيخ الوالد رضوان الله عليه في اليوم، فقال لي: إن سيدي أحمد رجل صالح. وقد شاهدت من كراماته غير هذا. ما رأيت في من رأيت ممن تمنيت أن أكون مثله غير الشيخين سواه.
كان واقفا عند كتاب الله عالما به عاملا به، خبيرا بالسنة فقيها فيها متبعا لها لا يخرج عنها نفسا من أنفاسه، مع الفقه وغيره من الفنون. والمعتبر العمل والبصيرة في العلم.
وكان شديدا في دين لا تأخذه فيه لومة لائم، مع حسن الخلق الزائد ولين الجانب على أحسن وجه وطريق. وله الاستقامة التامة ظاهرا وباطنا). اهـ من فتح القدوس بحروفه..
سنعود في الاسبوع المقبل بحول الله للوقوف مع العالم المتصوف سيدي بن محمد مولود .
🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴
شكراجزيلا للاخ يحي، البخاري الديماني
والاخوة الذين اغنوا النقاش وفيما يخص قادرية الشيخ محمد المامي فهو من اضافها لنفسه حين قال في مقدمة نظمه للقواعد المالكية(صداق القواعد):
قال عبيد ربه المقتدر
محمد بن البخارب الاشعري
القادري المالكي المذهب
المغربي الباركي النسب
وفي رسالة المختار بن البرناوي جوابا على قضية تربيته الصوفية لغيره بالاوراد القادرية وفي نفس الوقت اورد في كنابه سفينة النجاة وردا قادريا لكننا لم نجد من مريديه ولامن ابناءه من اخذه عنه ولا من يعطيه لغيره وكل من الشيخ محمد الخضر والشيخ محمد احمد مسكه لم يقطعا بالحسم في اخذه عن اخيه عبد العزيز وانما اوردا احتمالا فقط سيما انه كان جم الادب مع شيوخ زمنه وعلماءهم ويخاطبهم بصيغة الشيخ في الاغلب وبالنسبة للتصوف فهو فن اصلاح القلوب ومستقل تماما عن فن اسرار الحروف
رمضان ٢٠٢٠
*التصوف ، العلامة سيدي بن محمد مولود رحمه الله تعالى،نموذجا*
يعتبر التصوف تلك الممارسة العملية لمرتبة الأحسان وهي أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، وهو محاولة التقرب أكثر من الله بالعبادة والذكر وقد انتشر في القرن الرابع الهجري بعد أن توسعت أرض المسلمين وازدهرت الدولة الاسلامية ، يقول محمد عبد الله بن محمد بن احمذي الحسني المتوفي سنة 1968 :" فلما بلَّغ رسول الله صلى الله عليه وسلم جميع العالمين بالكتاب والسنة عمل الصحابة بالجميع دينا واحدا .
ثم فُتحت البلاد وكثرت الأموال فمالت طباع أكثر النفوس إلى الدنيا وتقاعدت الهمم واخلدت إلى أرض الغفلة والغرة والدعة وتوسعت في الشهوات فثار في القلوب دخان الهوى واظلمت به البصائر واتقدت نيران التحاسد والتباغض و الكبر فلم يتمسك باعمال القلوب الا القليل لمشقتها ولطبع النفوس حتى امتازت الطائفة المتمسكة بها فصار ياخذ بها بعضهم عن بعض ويقتدون باكابرهم فيها ويتعلمون منهم دقائق الورع ومراقبة القلوب والخواطر."
لقد انتشر التصوف في بلاد الإسلام حتى أصبحت طرقه تعد بالعشرات ومن أبرز الطرق الصوفية التي انتشرت في هذا المنكب البرزخي :
القادرية والشادلية والتيجانية يقول الدكتور يحيى بن البراء :" فكانت الطريقة القادرية أول ما دخل البلاد في القرن العاشر الهجري بفرعيها الكنتي والفاضلي حسب تصورنا ، وربما تكون الطريقة الشاذلية بفرعيها الناصري والغظفي قد زامنتها أو جاءت متأخرة عنها قليلا.
ثم جاءت الطرق النقشبندية والخضرية، ثم الطريقة الصديقية ثم التيجانية بفرعيها الحافظي والحموي ثم المريدية."
سنحاول إعطاء تعريف مختصر لكل الطرق التي تأكد لنا أخذ أحد شيوخنا لها .
*١-الطريقةالقادرية:*
هي أول الطرق الصوفية المعروفة نشأة وذلك على يد الشيخ عبد القادر الجيلاني المتوفي سنة 561 هجرية.
يقول يحيى بن البراء :" يذكر المؤرخون أن سيدي احمد البكاي " ت 920هجرية" هو أول من ربط أهالي هذه المنطقة من قبائل البيظان وشعوب السودان بالطريقة القادرية ....وقد برزت بشكل مدوًّ وقوي مع الشيخ سيد المختار بن أبي بكر الكنتي "ت 1226" الذي يعد اهم اعلام الطريقة البكائية والتصوف على العموم في منطقة غرب الصحراء والساحل السوداني."
أخذ عن الشيخ سيد المختار وابنه الشيخ سيدي محمد الذي خلفه :
العلامة سيدي بن محمد مولود وإخوته والعلامة محمد المصطفى بن بكر .
*٢- الطريقة الشاذلية:*
هي ثاني أبرز الطرق الصوفية نشأة وذلك على يد مؤسسها الشيخ أبي الحسن علي بن محمد بن عبد الجبار الشاذلي " ت 656" وقد انتشرت في هذا المنكب البرزخي في طريقتين الناصرية والغظفية.
الشاذلية الناصرية:
وقد دخلت إلى منطقة المغرب العربي مع الشيخ محمد بن احمد بن ناصر بن عمر "ت1085" غير أنها لم تأخذ زخمها الحقيقي الا في أواخر القرن ١١هج خاصة مع مريدي سيدي احمد " ت 1129" وهو أحد أبناء هذا الشيخ ووريثه وخليفته في زاويته هو شيخ مسكه رحمه الله حيث يرد مسكه في أسانيد هذه الطريقة انه أخذها عنه وأعطاها لعبد الجليل بن الحاج سيدي الحسن العلوي الذي نشرها بهذا السند، ثم بعده ازدهرت مع شيخ سجلماسة الشيخ سيدي احمد الحبيب ت" 1138" وذكره الشيخ محمد المام وهو شيخ آبيه اتفغ الخطاط أيضا.
يقول يحيى بن البراء:" وتركز هذه الطريقة على التعلم ولهذا لا يلقن مشائخها الاوراد إلا لمن بلغ مبلغا من العلم....واول مكتوب لأحد أعلامها المحليين استطعنا الوقوف عليه هو نظم أسماء الله الحسنى لاحمد مسكه بن باركل اليعقوبي .توجد نسخة منه في المكتبة المركزية بولاته."
*٣- الطريقة الخضرية:*
يتصل سند هذه الطريقة بالشيخ عبد العزيز بن مسعود المعروف بالدباغ ت" 1131هج .
وقد تلقى هذه الطريقة من علمائنا الفقيه الأصولي الشيخ لمجيدري بن حبلل اليعقوبي ت"1204" .
لمجيدري كان قد أخذ الطريقة الناصرية في البداية عن احمد محمود بن اتفغ الخطاط ثم في حجه أخذ هذه الطريقة وقد أخذها عنه شيخنا البخاري بن الفلالي الذي كان هو قطبها بعد وفاة لمجيدري كما يوضح ذلك العمران .
*٤- الطريقة المريدية:*
تأسست هذه الطريقة في القرن ١٤هج على يد الشيخ أحمدو بمب بن محمد بن حبيب الله بن محمد الخير البكي ت 1346هج .
وهي أحدث الطرق الصوفية في هذا المنكب وتقوم على ثلاثة مسارات : الكسب والمجاهدة والخدمة .
وقد شهدت هذه الطريقة انتشارا واسعا في هذه البلاد .
وقد أخذها شيخنا العلامة محمد بن احمد مسكه حفظه الله عن سيدي احمد بن اسمه الديماني عن الشيخ أحمدو بمب مباشرة .
جاء في كتاب شرح الصدر باهل بدر: " ثم أخذ الطريقة المريدية عن الشيخ العلامة الشاعر الولي الزاهد سيدي احمد بن اسمه الديماني وقدمه فيها ، وجددها على العلامة الشاعر الولي محمدن بن اتشغ اعمر اليعقوبي.
*العلامة سيدي بن محمد مولود نموذجا للعالم المتصوف:*
ولد العلامة سيدي بن محمد مولود بن حبيب الله بن باركل بن احمد بزيد رحمهم الله لامه عائشة بنت سيدي عبد الله بن الفاظل بن باركل بن احمد بزيد رحمهم الله تعالى في نهاية القرن الثاني عشر وتوفي في النصف الثاني من القرن الثالث عشر ، نشأ وأخذ العلم في محظرة جده العلامة الشيخ سيدي عبد الله بن الفاظل ثم انتقل مع إخوته سيدي احمد واحمد الى الشرق حيث حضرة العلامة الشيخ سيدي احمد الكنتي للتضلع في العلم وخاصة العلم الباطن وقدي مكثوا مدة هناك فسيدي احمد بقي هناك وصار أحد أقطاب تلك الحضرة ومذكور في سلسلة أسانيدها وقبره معروف يُزار لقضاء الحاجات.
كتب عنه الباحث المعلوم بن لمرابط حفظه الله ما يلي :
الشيخ سيدي أحمد بن محمد مولود بن حبيب الل بن بارك الل
خلال تصفحي للطرائف والتلائد في كرامات الشيخين الوالدة والوالد للشيخ سيدي محمد الخليفة الكنتي، استوقفني قوله وهو يتحدث عن كتاب هداية الطلاب لأبيه الشيخ سيدي المختار الكنتي: "وقد أذن لي ـ يعني أباه ـ في تبييضه مع شرحه أيام حياته رضي الله عنه، فأخذت في تبييضه مع الأخ الأديب والمريد الصادق الأريب سيدي أحمد بن محمد مولود بن حبيب الل بن بارك الل بن أبي زيد اليعقوبي، فبيضنا الربع الأول أيام حياته ..."
أحببت أن أجد ترجمة تسلط الضوء على هذه القامة العلمية السامقة، المتفرعة عن هذا البيت العلمي الباركي الفارع، المستمِدة من هذه الحضرة الكنتية النورانية، وقد حقق الله رجائي ذلك بالوقوف على هذه النبذة المهمة من أخباره، وهي نبذة ضمنها الشيخ البكاي بن الشيخ سيدي محمد بن الشيخ سيدي المختار الكنتي في كتابه فتح القدوس.
وهذا نص الترجمة بحروفه:
(ومنهم مقرئي سيدي أحمد بن محمد مولود بن بارك الله فيه: أخذ تفسير القرآن العظيم على الشيخ الوالد رضوان الله عليه، ولبثت معه أعواما، ثم بقي في صحبة الشيخ الوالد رضوان الله عليه.
وكان ممن أقرأني كتاب الله، وكان يعلمني في صغري من معانيه الغريبة.
ولما بلغت الحلم كلمني رضي الله عنه، وقال لي: يا بني إياك أن يعجبك لهو أقرانك ولعبهم في محرم، فإن الله تعالى قد جعل لعبده من اللهو واللعب الحلال ما يغني السعيد عن الحرام، كركوب الخيل والإبل والمسابقة عليها، إلى نحو هذا ...
ثم قال لي: رأيت وسمعت ما في (...) من التبرج وترك الحجاب في نزولنا بأرضهم عام حربنا لـ (...)، وكنت أسمع ما يذكر عنهم التلاميذ وغيرهم من تبرج نسائهم وروادهم بين الناس، فلم تقع عيني في تلك الأعوام على أجنبية ولا على محرم، فقلت له: ولا خطأ؟! فقال لي: لا عمدا ولا خطأ!
فتعجبت من ذلك لغرابته. ثم قصصته على مريد الشيخ الوالد الشيخ سيدي بن المختار بن الهيب الأبياري والسيد محمد بن سيدي الأمين بن محمد بن الطالب اعمر بن خير البوسيفي الكنتي، فقضيا منه العجب، وقالا: هو ثقة صدوق لا يحتمل خبره الكذب.
وهذا ليس في طوق البشر، وإنما هو تأييد من الله تعالى له.
ومما شاهدت من كراماته: أنه كان يقرؤني في صباي، فأخذني يوم ظعن من حلتنا عن أصحابي واستتبعني أقرأ عليه، وسرنا راجلين إلى موضع خلاء من الأرض، ولا أدري أين الناس. فالتف بطرف ردائه وتوسد بسائره واضطجع نائما وأنا أقرأ عليه وأفكر في نفسي كيف أخلص منه؟ أقول: أبعد عنه قليلا ثم أعجزه عدوا وهربا!
فبينما أنا في هذا الفكر إذا رجل من بعيد يتبع جملا له شاردا عنه عليه رحله، فلما وازانا من بعيد انتبه له من غير أن يعلمه مخبر وفر مسرعا من غير أن يلتفت إليه أو يراه، فما هو إلا أن استقل قائما إذا هو آخذ بذنب البعير، وأقرب ما يكون منا أن تصل إليه رمية البارود! ولم أر للجمل إلا أنه رفع يديه للربعة، ثم وقف وهو قائم عنده.
فقلت: هذا الرجل في سرعته لو هربت عنه للحقني. وخفي عني حينئذ أنه أمر خارق للعادة، وأنه لم يجر بل لم يخط ولا خطوة واحدة، وكذلك الجمل.
وقد كنت أقرأ عليه في صباي يوما، وكان صائما في يوم صائف، وقد بات قبله طاويا ليلتين ويوما لشدة واقعة يومئذ؛ فلما كان في نحو الهاجرة أخذ يصفر لونه ويخضر وظهر عليه الضعف وأنا أراوده على الفطر وأنه يجوز له إذ لم يجب عليه.
فلما امتنع قمت إلى بيت شعر نستظل فيه، فشددت أطنابه إلى فوق لتخفق فيه الأرواح، فلما جلست إليه وأخذت أفليه وأقرأ عليه إذا إعصار زوبعة قد وصلت إلينا، فقلت له: هذا إعصار أراه يسقط علينا ما بنينا، فلمحها بطرفه فكأنها لم تكن!
فقصصت ذلك على الشيخ الوالد رضوان الله عليه في اليوم، فقال لي: إن سيدي أحمد رجل صالح. وقد شاهدت من كراماته غير هذا. ما رأيت في من رأيت ممن تمنيت أن أكون مثله غير الشيخين سواه.
كان واقفا عند كتاب الله عالما به عاملا به، خبيرا بالسنة فقيها فيها متبعا لها لا يخرج عنها نفسا من أنفاسه، مع الفقه وغيره من الفنون. والمعتبر العمل والبصيرة في العلم.
وكان شديدا في دين لا تأخذه فيه لومة لائم، مع حسن الخلق الزائد ولين الجانب على أحسن وجه وطريق. وله الاستقامة التامة ظاهرا وباطنا). اهـ من فتح القدوس بحروفه..
سنعود في الاسبوع المقبل بحول الله للوقوف مع العالم المتصوف سيدي بن محمد مولود .
🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴
شكراجزيلا للاخ يحي، البخاري الديماني
والاخوة الذين اغنوا النقاش وفيما يخص قادرية الشيخ محمد المامي فهو من اضافها لنفسه حين قال في مقدمة نظمه للقواعد المالكية(صداق القواعد):
قال عبيد ربه المقتدر
محمد بن البخارب الاشعري
القادري المالكي المذهب
المغربي الباركي النسب
وفي رسالة المختار بن البرناوي جوابا على قضية تربيته الصوفية لغيره بالاوراد القادرية وفي نفس الوقت اورد في كنابه سفينة النجاة وردا قادريا لكننا لم نجد من مريديه ولامن ابناءه من اخذه عنه ولا من يعطيه لغيره وكل من الشيخ محمد الخضر والشيخ محمد احمد مسكه لم يقطعا بالحسم في اخذه عن اخيه عبد العزيز وانما اوردا احتمالا فقط سيما انه كان جم الادب مع شيوخ زمنه وعلماءهم ويخاطبهم بصيغة الشيخ في الاغلب وبالنسبة للتصوف فهو فن اصلاح القلوب ومستقل تماما عن فن اسرار الحروف
تعليقات
إرسال تعليق