العالم والقاضي سيد احمد بن محمودا بن المين القايم بن حبيب الله رحمهم الله تعالى



القاضي  والعالم سيد احمد بن محمودا بن المين القايم بن حبيب الله بن باركل بن احمد بزيد رحمهم الله تعالى وامه فاطمة بنت سيد احمد بن افلواط بن مولود بن باركل بن احمد بزيد رحمهم الله تعالى.
خلٌَف لله الحمد أبناءه الاسياد الأفاضل عبد الله وسيد ابراهيم وباركل لم يعقب و كان عالما و خطاطا ، موجود حاليا كتاب الخازن بخطه الجميل رحمه الله تعالى واسكنه فسيح جناته.
 كما أنه خلف بناته السيدات الكريمات :
- مريم بنت سيدي احمد بن محمودا أم عيال احمد " بدَّ" علما بن محمد بن محمودا بن المين القايم بن حبيب الله رحمه الله تعالى. 
- فاطمة بنت سيدي احمد بن محمودا  لها بنت تسمى بشرى بنت محمد عبد الرحمن بن محمذن بن المين القايم بن حبيب الله رحمهم الله تعالى 
- ميمونة لم تعقب رحمها الله تعالى.
عاش في القرن الثالث عشر الهجري وكان سيدا عالما يقول الأستاذ سيدي عبد الله بن بودرباله البركي حفظه الله في كتابه موسوعة انساب أهل باركل:" كان عميد المحظرة بعد وفاة ابيه وكان يجلس للقصاء ما بين صلاة الظهر وصلاة العصر وكان لا يدرس قبل طلوع الشمس، وكان إذا جاءه أحد التلاميذ قبل طلوع الشمس يقول له أليس لك ورد ارجع حتى تنهي وردك ويبدو انها طريقة كانت عند العلماء الذين يجمعون بين العلم الظاهر والباطن لأن الطريقة نفسها رويت لي عن محمد سالم بن ألما رحمه الله تعالى. "
وقد ترك رحمه الله آثارا رغم قلة ما عثر عليه منها تدل على تبحره في العلم الشرعي خاصة فقه القضاء واطلاعه الواسع على المدونة والشيخ خليل واحاطته بشراحه خاصة غير المعروفين كثيرا عند عامة طلاب العلم في هذا البلد وغيره من الكتب المعروفة في ذلك المجال، كما أنه  أخذ العلم الباطن عن ابن عمه الولي العالم احمد " احميد " علما بن المختار بن حبيب الله رحمهم الله تعالى  الذي عرف بالعلم الباطن وله كثير من الخوارق والكرامات يقول العلامة محمد بن احمد مسكه حفظه الله ورعاه في كتابه شرح الصدر باهل بدر ص ٦٩ :" ويحكى ان احميد هذا كان مع الشيخ لمجيدري بن حبيب الله حين مر بمصر في حجه وأنه قال له: إن شئت اقوم لك بعلم الظاهر، وإن شئت اقوم بعلم الباطن في المجابهة مع امير البلد؛ وان لمجيدري وكل إليه علم الباطن. "
عاش القاضي سيد احمد رحمه الله في تيرس التي توفي بها في نكجير ١٠٠ كلم جنوب شرق مدينة الداخلة الصحراء الغربية.
كان من القضاة البارزين في زمنه  والأحكام المنشورة هنا تدل على سعة علمه وشخصيته القيادية حيث أورد في الحكم المتعلق بالنزاع بين قبيلتين من اهل الشوكة من الأهل أن الأولى فوضته في المصلحة وغير المصلحة تفويضا تاما والأخرى أعادت إليه المال مباشرة حيث أجرى الصلح بينهما ومن المعروف أن قضاة هذا المنكب البرزخي كانوا يسعون بكل الطرق إلى الصلح في مثل تلك النوازل الشائكة والتي قد يؤدي الحكم فيها لمزيد من المشاكل ممتثلين   قول ابن عاصم :
والصلح يستدعى له إن أشكلا
حكم وإن تبين الحق فلا
مالم يخف بنافذ الأحكام
فتنة أو شحنا ذوي الأرحام
تعتبر هذه الوثيقة التي تحتاج مزيدا من الدراسة دليلا واضحا على رفعة قدره وسمو مكانته وعلو شأنه عند كل سكان المنطقة التي كان يعيش فيها الممتدة من اينشيري حتى شمال تيرس .
ننشر لكم قراءة للحكمين وان كانت بعض الكلمات غير واضحة نتيجة للزمن للاستفادة منها في معرفة مسار الرجل والظروف التي عاش فيها في ذلك الزمن في هذا المنكب البرزخي، في الحكم الموالي دلالة واضحة على تمكنه  في القضاء فهو يستوفي كل أركان الحكم القضائي المعروفة اليوم من وجود المتخاصمين واقبالهم عليه الذي يعطيه الولاية الشرعية في إصدار الأحكام يقول ابو بكر بن سيدي بن حرم الديماني في هذا الموضوع الذي طرح كثيرا في هذه البلاد السائبة آنذاك والتي ليست فيها سلطة مركزية تعين القضاة وتنفذ الأحكام:" الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، قال خاتمة المحققين والعلماء العاملين سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم العلوي في نوازله: " الانتصاب للقضاء يكون من جهة السلطان أو جماعة المسلمين في بلد لا سلطان فيه أو يتعذر الوصول فيه إلى السلطان ونصبُ الجماعة يكون صريحا أو التزاما بأن يروا الناس يذهبون إلى الشخص المرة بعد المرة ولا ينهونه ولا الذاهبين إليه."المجموعة الكبرى الدكتور يحيى بن البراء ص٥٥٤٩ .
يقول محمذن ولد باباه في كتابه تاشمش ودورها السياسي والثقافي :" وما كان ينتدب للقضاء إلا من تميز بسعة علمه وقوة شخصيته ومتانة مركزه الاجتماعي ونفوذ كلمته عند العامة والخاصة ."
ايضا التحري والتسبيب للحكم وتاصيله وفي الاخير من أركان الحكم القضائي كتابته وتوقيعه وقد وقعه بكتابة اسمه حتى البازيدي نسبة للجد احمد بزيد رحمه الله تعالى في ٢٣ ذي الحجة ١٢٨٣  عام بعدوفاة ابن عمه وخليله مجدد عصره العلامة الشيخ محمد المام رحمهما الله تعالى أي أن وفاته من المحتمل أنها مع نهاية القرن الثالث عشر الهجري .


نص الحكم :

 بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على من لا نبي بعده
هذا وانه لما ترافع لدى كاتبه بعد الرضا والقبول بالشرع المطاع احمد مسك بن محمد عمار بن عثمان التكداوي ثم الدليمي نائبا عن حليفه محمد بن بن ومحمد لحبيب بن السود نائبا عن اعليات بن حم الواحدي في شأن جناية يدعيها بن بن على ابن اعليات المذكوران، أي ادعى الأول على الثاني .....
... فلما أمعنت النظر في نازلتهما فإذا بالمستفيضة المستوفية الشروط لا اعذار فيها اتفاقا وحكى بعض الإجماع على ذلك.
حكمت بإمضاء الصلح بينهما وبقطع حجة .... بحيث لا حجة تسمع ولا بينة تنفع كما يقول خليل وعلى العمد بما قل أو أكثر.
قال بهرام ويجوز عن العمد بالقليل والكثير اي الصلح.
قال في المدونة سواء كان كان الصلح مع المجروح أو مع أوليائه....
او بعد الموت أو قبله أو أكثر بأضعاف أو أقل من الدية،فذلك لازم كله لا معقب فيه ولا منازع ،نص على ذلك غير واحد من المصريين لأن العمد لا دية له إلا ما اصطلحوا عليه حكما لازما منبرما، الزمته واوجبت العمل به وبمقتضاه لثلاث وعشرين خلت من ذي الحجة عام ثلاث وثمانين بعد المائتين والألف سيدي احمد بن محمودا بن المين بن حبيب الله بن بارك الله البازيدي تيب عليه وعلى والديه وعلى اشياخه وعلى المسلمين.




الحكم رقم 1


بسم الله الرحمن الرحيم

إني أيها الكاتب اتتني جماعة من رؤساء ...... كالحبيب بن اسويدي وابنه محمد ......و ....
فأجبتهم لذلك ففوضوا لي ما نفعل في امورهم من المصلحة حتى انهم قالوا وغير المصلحة فذهبت في أثر النهب ومعي ...... فبمجرد وصولنا لهم دفعوا لنا الابل والخيل باسرهم وذهب محمد الأمين بالفرسين المعروفتين وبقيت الابل في يدي وانا وحدي والابل المذكورة تنيف على المائة بكثير نحو السبعين والله أعلم فلما كان من وسط النهار والنهار حار والابل متفرقة لأنها قبائل شتى فطلبنا من يحفظها فحاولناه بابن لبون للكل فامتنع فلم نجد من يقبل إلا ناقة علية من إحدى الصرمتين  وأنا معي اعل بن محمد ومحمد بن الشيخ وقوم من آل بارك الله منهم احمد كمال.


من أهم ما عثرنا عليه من إنتاجه الأدبي بالحسانية هذه الطلعة والكاف في العقيدة ومن المعروف أن العلماء في ذلك الزمن  اتخذوا وعاء الأدب الحساني لتوصيل العلم إلى عامة الناس ولتسهيل حفظه وتناقله بينهم يقول العلامة سيد احمد رحمه الله:
 كولتْ لا إلاهَ تعطبْ
كونْ إلى سبكتْ بالنيَّ
لولوهيَّ صيفَ للربْ
هيّ عن غيرو منفيَّ

معنَ لولوهيّ صفاتْ
اعلَ الحادثْ مستحيلاتْ
معانِ والمعنوياتْ
والسلبياتْ، النفسيّ:
التصديق ابوجود الذاتْ
غير اعل حالَ خفيّ

يقول الشيخ آبيه بن محمد محمود إمام المسجد العتيق ببولنوار ولاية انواذيبو، حفيد المؤلف:
"يعبر القاضي سيد احمد رحمه الله هنا عن عقيدته الأشعرية مبينا حكم النية عند الذِّكر مقسماالعشرين الواجبة على التقسيم المعروف عند أئمة الأشاعرة:
الوجود وهو صفة النفس التي لا تعقل الذات بدونها ثم السلبيات الخمسة ثم المعاني السبع ثم المعنويات السبع .
كما يبين أن الألوهية صفة للرب منفية عن غيره، لأن المختار في تفسير الإلاه انه المستغني عن كل ما سواه المفتقر إليه كلما عداه .
وبين رحمه الله تعالى أن كل من خرق الشهادة حيث قال لا إلاه وسكت لعارض ما من موت أو ظرف آخر قاهرا فذلك يَعطب إلا إذا كان قدم النيةانه سينطق الشهادة وغُلب على أمره في أثنائها فإن النية المتقدمة تنجيه من العطب .
المعاني : القدرة، الإرادة، العلم ، الحياة ، السمع ، البصر ، الكلام.
المعنويات : كونه تعالى قادرا مريدا عالما حيا سميعابصيرا متكلما.
السلبيات:
القدم سلب العدم السابق للوجود
البقاء سلب العدم اللاحق للوجود
المخالفة ضد المماثلة
الغنى ضد الافتقار
الوحدانية ضد التعدد

الوجود صفة النفس قال في شرح الصغرى: " وفي عد الوجود صفة على مذهب الأشعري تسامح لانه عنده عين الذات ليس بزائد عليها ".
والذات ليست بصفة لكن لما كان الوجود توصف به الذات ، فهذا هو معنى قوله :
والنفسية تصديق بوجود الذات غير اعل حال خفيّ




ولنا بحول الله عودة لهذا الطود الشامخ من رجال أهل باركل الأفاضل .....

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بني حسان

إمارة آدرار

من كرامات المرحومة مريم بنت احمد بزيد