اعلام عام بشأن حياة أهل باركل






يقول العلامةمحمد عبدالله بن البخاري بن الفلالي رحمه الله تعالى :" كان احمد  بزيد بن يعقوب مستغنيا بشهرته في الغالب عند اهل هذه البلاد عن ذكر مآثره بشهرة ولايته وعلمه وكراماته واستغاثة العلماء به فضلا عن غيرهم في حياته والآن بعد مماته في الكروب  والشدائد وندائهم له ولذلك حكم له محمد اليدالي بالقطبانية في ابياته المتقدمة ولا يعرف الولي إلا الولي ...وليس لأحمد بزيد من الاولاد إلا بارك الله وحده ...خلف بارك الله من البنين ثمانية وهم المداح وهو أكبرهم كما تقدم ثم مسكه الذي تقدمت مآثره ثم عبد الله ثم حبيب الله ثم أبو بكر ثم المين فهؤلاء الستة امهم أم هانئ بنت حبيب الله بن يعقوب من بنات عمه فهم اشقاء ثم الافضل ومولود أمهما آمنة ام النبي المجلسية فهما شقيقان وولدا بعد مجيئه من الحج
  وكان جدنا بارك الله فيه ينكر ذلك
 على الزوايا ويقول إنه ليس بواجب عليهم ، وبنوه يومئذ الموجود منهم صغار ، فلما ابوا إلا محاربتهم ابلى بلاء حسنا ، حتى غلبوا حسان واخرجوهم من بلادهم اربعة عشر سنة وادخلوهم في قصر للسودان يقال له "جولف " فهادنوهم على دخل .
فقال إن حربهم ليس بواجب أيضا، فلما رأى أن الزوايا لم تقبل إلا قتلهم خرج ببنيه متغربا يريد ان يحج بهم ،فلما بلغ القصرالذي يقال له "اتوات" خلف بنيه وامهم وحج ه.
 فلما رجع رام ان يمضي ببنيه إلى مكة والمدينة، فلقي وليا ثمّ خاملا قل من يطلع عليه ، فقال له أرجع إلى بلادك واسكن فيها فاني وهبتك السعي بالمتجر ، وغيره فيما بين الساقية الحمراء الى بلاد مرسى القوارب اترارزه ولن ينازعك فيها احد إلا كفاك الله شره ولن يظلمك احد إلا قصمه ولن يتغرب .
"عنك احد من رعاتك إلا رجع .
🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴ا 

يقول العلامة    محمد عالي بن عبد الودود " عدود" المباركي، المتوفي سنة 1980 رحمهم الله تعالى، وهو من هو في العلم والورع
ومعرفة المجتمع الموريتاني عموما ، في شهادة جميلة في شأن حياة أهل باركل حفظهم الله جميعا ورحم موتاهم وموتى المسلمين عموما انه ولي ذلك والقادر عليه  :
" الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى ، أما بعد فهذا إعلام عام وإعلان وتنبيه انه من المتواتر الذي يستوي في معرفته الخاصة والعامة أن الله جعل بني بارك الله فيه من لدن أبيهم الشيخ الكبير الشهير: احمد بزيد إلى اليوم قائمين بمصالح هذه الأرض الدينية والدنيوية: من نشر العلوم، وتربية القلوب،وحفر الآبار، وجلب المنافع، ودفع المضار. 
طار صيتهم في الآفاق واشتهروا بذلك فصار من لا حيلة له ولا سبب ولا نسب يأوي إليهم إما لمجاعة فيؤوونه ويطعمونه ويعطونه، وإما لمخافة فيؤوونه ويؤمنونه. 
ويعتقون العبد ذا المال ويستثنون ماله ويتركونه بيده يتصرف فيه بالوكالة.
ويعتقون العبد الذي لا مال له و يدفعون إليه ما يناسب حاله من إبل أو بقر أو غنم ويتركونه بيده ينميه، فانتشرت حواشيهم في الحاضر والبادي وكثرت مواشيهم في السهل والجبل والوادي، وهم مع هذا كله أنواع: منه السادة الرؤساء القواد ، والعُبٌَاد الزهاد ، والعالمون العاملون ، والعارفون الخاملون. 
وجعلهم الله لا يستحسنون ولا يحسنون القيام بمصالح المواشي فقيض الله تعالى لهم من يتولى ذلك ممن لا حيلة له ولا سبب ولا همة إلا بذلك يقوم بها.
وهم يدارون عنهم ويدافعون الليل والنهار باموالهم وابدانهم وجاههم في البلاد السائبة الشاغرة عن الحكام.
يعطون القوي والضعيف والدني والشريف لا يمسكون بأيديهم من المال إلا ما تدعو إليه ضرورة الوقت من إنفاق أو مداراة أو مواساة ويدعون الباقي بايدي الرعاء والحواشي لِما جُبلوا عليه من حسن النظر والتدبير يراعون المصالح.
وربما اجدبت أرض واخصبت أخرى وخافت أرض وأمِنت أخرى ، والرعاء يتتبعون مصالح المواشي بسِمتهم العامة و الخاصة .
فموالى كل فخذ ومُواليه يسِمون بسمته الخاصة مع السمة العامة الجامعة لا يستطيعون أن يسِموا بغيرها.
وحيثما كانوا هابهم الظالمون واكرموهم وحاموا عنهم رعيا لخواطر أهل بارك الله فيهم لعلمهم أن المال مالهم.
ويمنون بذلك عليهم لا على الرعيان. 
فصار الرعيان يفعلون ما شاؤوا لا يبالون ويتجبرون بالجنايات على الأنفس والأطراف والأموال ولا يخافون لعلمهم أن المؤاخذة لذلك أهل بارك الله. 
وقد شاهدت من ذلك ما لا يُحصى.
ومن الضروري أن كل من اوصل نفعا إلى غيره بإذن المنتفع أو بغير إذنه من مال أو عمل لابد لهم منه ،فله عليه اجرة العمل ومثل المثلي، وقيمة المقوم من مال.
ولاسيما إذا كان أهل المال الذي بايديهم على ما ذكرنا.
فإن قيل من بيده المال يرعاه وينميه ويسقيه، قلنا يُنظر في ذلك مع نفقته وكسوته ومهور نسائه.
وايضا فإن الآبار التي يسقيها منها غالبا إنما هي آبار أهل باركل ، أو لمن يسقي من آبارهم، كما هو عادة أهل هذه البلاد.
فما يأخذه أهل باركل من هذه الأموال على هذه الوجوه المذكورة لا يسميه مغرما ولا مكوسا إلا جاهل أو جاحد أو حاسد معاند. 
ولذلك لا تجد واحد منهم يطلب من مواليهم ولا من حواشيهم و مُواليهم وظيفا معروفا.
وإنما يأخذون بتلطف وتعطف لِما جُبلوا عليه من مكارم الأخلاق و حسن المعاملات، وإن كانوا يعلمون أن المال أو جُله لهم.... "
المصدر مكتبة المعهد العالي للدراسات
والبحوث الإسلامية.
🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴
ترجمة لمقاطع من تقرير بعنوان  أهل باركلل قبيلة مرابطية محرر باللغة الفرنسية سنة 1936 كتبه المترجم و الشيخ  أحمد مسكه بن العتيق رحمهم الله تعالى .
1) أراضي الرعي و الآبار 
أراضي الرعي بامتياز لقبيلة اهل باركالل هي : تيرس ، أدرار سطف ، تازيازت ، آزفال ـ تيجيرت ، آكنتير ، آكشار و انشيري .
تفتقر تلك المناطق الرعوية إلى الماء لذا كان لازما على أهل باركلل حفر الكثير من الآبار  العميقة التي كان حفرها صعب في أكثر الحالات. و من أهمها: 

الآبار المحفورة من طرف أهل باركلل 
أ‌) في تيرس 
ـ لعوج : يصل عمقها  حوالي  10 م  ، كثيرة المياه و خفيفة الملوحة : يالقرب  من سبخة أجل ( معارة لشماد من قبيلة كنته) 
ـ آقونيت : يصل عمقها  حوالي 20 م كثيرة المياه و عذبة ،
ـ آوسرد : يصل عمقها  حوالي 20 م كثيرة المياه و عذبة ،
ـ أغيلاس : يصل عمقها  12 م ، كثيرة المياه و مالحة 
ـ أبير الخرشي : يصل عمقها 30 م ، كثيرة المياه و عذبة   
ـ بولرياح : يصل عمقها حوالي  20 م ، كثيرة المياه و مالحة 
ـ زوك : يصل عمقها حوالي  10 م ، جد كثيرة المياه و عذبة   
ـ تشله : يصل عمقها 10 م ،  كثيرة المياه و عذبة   
ـ إكازرن : عمقها 10 م ، جد  كثيرة المياه و عذبة   
ـ دومس : تقع شمال آوسرد ، يصل عمقها حوالي  10 م ، كثيرة المياه و مالحة   
ـ بو لوتاد : تقع شمال بولرياح ، يصل عمقها حوالي 15م ،  كثيرة المياه و مالحة   
ـ بير انزران (تقع نكجير) يزيد عمقها على 30 م ، كثيرة المياه و عذبة   
ـ أيك (عكلة) يصل عمقها 6 م ، مياه عذبة 

ب‌) في آدرار سطف 
ـ معطلل : يصل عمقها حوالي 10 م ،  كثيرة المياه و عذبة   
ـ بوكفه : يصل عمقها حوالي 10 م ،  جد كثيرة المياه و عذبة   
ـ جلوه :  يصل عمقها حوالي 10 م ،  جد  كثيرة المياه و عذبة   
ـ تشانيت :  يصل عمقها حوالي 10 م ،  قليلة المياه و كثيرة الملوحة    
ـ آفموميت :  يصل عمقها حوالي 2 م ،  كثيرة المياه و جد مالحة    
 ـ لميسيير :  يصل عمقها حوالي 6 م ،  كثيرة المياه و عذبة   
ـ آرش أعمر : يصل عمقها حوالي 10 م ، كثيرة المياه و جد عذبة   
ـ بولنوار :  يصل عمقها حوالي 2 م ،  كثيرة المياه و جد مالحة    
ـ أكوماط : (بالقرب من أرش أعمر) 

ج) في تازيازت 
ـ بيركندوز : يصل عمقها حوالي 15 م ،  كثيرة المياه و مالحة    
ـ يولنوار : عمقها حوالي 15 م ،  كثيرة المياه و مالحة   
ـ لعيوج : عمقها حوالي 15 م ،  كثيرة المياه و مالحة  
ـ مرزبه  : عمقها حوالي 15 م ،  كثيرة المياه و مالحة  
ـ بير الكارب  : عمقها حوالي 15 م ،  كثيرة المياه و مالحة  
ـ آغويت  : عمقها حوالي 15 م ،  كثيرة المياه و مالحة  
ـ أبير إنال  : بالقرب من الجبل (لكلب)  الذي يحمال نقس الاسم ، عمقها حوالي 15 م ،  كثيرة المياه  و جد مالحة  
ـ بير أغزنت  : ( حدود أزفال) يصل عمقها حوالي 20 م ،  جد كثيرة المياه  و جد مالحة  
توجد كذلك العديد من الآبار التي تعمل بصورة جزئية (لعكل) في تازيازت تم حفرها من طرف أهل باركلل و من اهمها : عين ام لعوتيكتات ، انتالفه ، تكده ، تيفرشاي .  

د) في تيجيريت 
ـ آحميم: يصل عمقها حوالي 10 م ،  جد كثيرة المياه  و جد عذبة  
 ـ أبيرات آحميم: يصل عمقها حوالي 10 م ،  كثيرة المياه و عذبة  
ـ بير إكني: يصل عمقها حوالي 12 م ،  كثيرة المياه و عذبة  
ـ انعاجيه : يصل عمقها حوالي 7 م ،  كثيرة المياه و عذبة  
ـ همدية : يصل عمقها حوالي 7 م ،  كثيرة المياه و عذبة  
ـ بطحه : يصل عمقها حوالي 7 م ،  كثيرة المياه و عذبة  

تسمى هذه الآبار أعكل تجيريت .
و لن نذكر أعكل تجيريت لأنها لا تعمل بصورة دائمة . 

هـ) في آكنيتير 
ـ أنصري : يصل عمقها حوالي 30 م ،  كثيرة المياه و مالحة  
ـ ابير أدييري : يصل عمقها حوالي 20 م ،  كثيرة المياه و مالحة  
ـ ابير تنتشي : يصل عمقها حوالي 20 م ،  كثيرة المياه و جد مالحة  
ـ تن براهيم: يصل عمقها حوالي 20 م ،  بمياه جد  كثيرة و مالحة  
ـ ابير لعجول : يصل عمقها حوالي 25 م ،  كثيرة المياه و مالحة  
ـ بو شبره : يصل عمقها حوالي 15 م ،  كثيرة المياه و عذبة  
ـ لبييظ: يصل عمقها حوالي 20 م ،  جد كثيرة المياه و عذبة  
ـ بوكطره : يصل عمقها حوالي 25 م ،  قليلة المياه و مالحة  
ـ اندك بعد : يصل عمقها حوالي 15 م ،  كثيرة المياه و مالحة  
ـ أناكوم : كثيرة المياه و مالحة  

و) إنشيري 
بئران دائمان في إنشيري هما : في الغرب بئر بنشاب و في الشرق بئر أكدوجت . يصل عمق الأول 50 م و الثاني 12 م . 
 سهل إنشيري مليء بآبار صغيرة و غير دائمة (لعكل) تمكن القبيلة ، بمجرد أن يصبح السهل مغمورا بالمياه ، من استخدام مراعي إنشيري , 
لم يقتصر أهل باركلل على حفر الآبار على طول السهل الشاطئي . قد نجد بالفعل آثارهم داخل البلد. 
تقول الاسطورة أن مسكه بن باركلل ذهب ذات مرة لاستكشاف منطقة آوكار بغية نقل خيام ذويه التي أصبحت مناطق تجوالها شحيحة من حيث المراعي.  و قد أراد أولاد ديمان الذين يجولون في تلك المنطقة بحثا عن المراعي أن يثنوه عن ذلك  قائلين له  " لن تقدروا على السكن في هذه المنطقة التي آبارها عميقة و بنو حسان بها ظلمة."
فرد عليهم مسكه قائلا : بخصوص تلك اللابار سنتسخدم الصبر  و الوسائل اللازمة و في وجه أولائك سنستخدم  المدارات .
حفر مسكه بئري أنتومي (80 م) و تاتيلت (حوالي 50،م) بسهل تاركه. كما كان أول من حفر بئر أكلال في فاي (حوالي 60 م) .   
كما حفر أهل باركلل بعذلك بئر أنواكل (أكثر من 50 م) في فاي أيضا. 

2) الأراضي الزراعية : 
لم يكن أهل باركلل مزارعين كبارا . و الأراضي الزراعية توجد أكثر خاصة في المنطقة الجنوبية التي يترحل بها أفخاذ القبيلة الأكثر انهماكا في العمل (أهل عبد الله و اهل مولود).     

و أهم الاراضي الزراعية لاهل باركلل : 
أ‌) في آدرار سطف 
ـ اكرارت إماكرن  بالقرب من مادس 
ـ اكرارت لغساليات بالقرب من مادس
ب‌) في انشيري 
ـ دامان : من أجود الأراضي الزراعية بموريتانيا 
ـ لمدنه : أرض زراعية جيدة 
ـ اكرارت ول أبنو عمر 
ـ ام لبيظ : حدود آكشار 
ـ أكني : حدود آكشار
ـ أنتير : حدود آكشار
 و بشكل عام على امتداد سهل انشيري 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تمت هذه الترجمة على يد المترجم : جمال الدين بن أحمد بزيد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بني حسان

من كرامات المرحومة مريم بنت احمد بزيد

إمارة آدرار