العالم المنفق افلواط بن مولود بن باركل رحمهم الله


عاش العالم المنفق سيد قومه افلواط بن مولود في القرن الثاني عشر الهجري وهو قرن العلم والعطاء في هذه الربوع حيث كانت النهضة العلمية

التي شهدتها هذه الربوع في القرن الثالث عشر الهجري وليدة الرخاء الاقتصادي والجو الرائع الذي ساد في القرن الثاني عشر على يد العلماء والزعماء الذين عاشوا فيه من امثال افلواط ول مولود وسيدي عبد الله بن الفاظل ومحمد بن محمود وسيدي بن محمد مولود والبخاري بن الفيلالي وغيرهم  .
كان افلواط رحمه الله رجل دولة فقد كون علاقات ممتازة مع زعماء عصره وكان يمتاز ببعد النظر حيث عمل على نشر العلم ودعوة العلماء
فيذكر أن اشفاغ  الخطاط  الملقب ابيه ذهب مهاجرا  إلى الحجاز  بعد خلاف مع بعض عشيرته و في طريقه التقى بافلواط ولد مولود و طلب منه أن يبقى معه يدرس الناس من ما أوتي من علم، فهم في أشد الحاجة اليه  ، ولكنه اعرض  عن ذلك  و ذكر له أن وجهته الحجاز و لا يريد ان  يمكث في هذه البلاد ، فالح عليه افلواط وقال له إن لم يفعل فإنه مخاصم له يوم القيامة فتاثر ابيه  لما قال له وانصاع للامر حيث  أسس محظرته الشهيرة و بث العلم في ربوع اينشيري و له عدة حكايات مفيدة  مع خليله افلواط لا يتسع المقام لذكرها .
كما انه من المعروف أن  افلواط كان  كثير الأسفار و في إحدى زياراته لتيشيت التقى بالفتى   سيد محمد التشيتي و كان حديث القدوم لتيشيت و لا يعرف أحدا هناك  فعرف أنه عالم وعرض عليه ان يذهب معه إلى ربعه في اينشيري يدرس القوم  ويبث العلم  فوافق  فلما  وصلا الاهل أكرمه و أعزه و توطن فيهم فكانت المصاهرة  و الأهلية و يروى أنه لما مات افلواط قال محمد بن  سيد محمد التشيتي الذي كان خليلا ورفيقا لافلواط رحم الله الجميع  أنه لن يدفن الا في بريكني  و كان يحول بينهم سهل صعب "اذراع" مع بريگني   و لكنهم صمموا و ساروا به  ليلا  حتى دفنوه عند بيركني .
ولقد اهتم افلواط رحمه الله بحفر الآبار في هذه الارض فكان أول من  حفر بئر اگجوجت وكان موقعه جد استراتيجي لخلو المنطقة من المياه فكان بداية لتشكيل ما سيصبح اليوم مدينة اگجوجت كما حفر بئر بيريگني الذي يقال انه وزع عليه - عندما اكرمه الله بكثرة مائه - مائة ناقة على الفقراء والمساكين وهي قصة مشهورة موثقة تنم عن كرمه وكثرة ماله حيث لم يسبقه احد لمثل هذه المكرمة ولا بعده.
كتب القاضي محمد بن ابياه في وثيقة مرفقة يوم ١١ذو القعدة عام ١٣٧٢ الموافق يوم 23 يوليو 1953: " الحمد لله الذي جعل لكل عشيرة رأسا والصلاة والسلام على خير من اصبح وامسى ،اما بعد فقد طُلب مني أن اكتب ما سمعت و شاهدت من امر اهل باركل وخصوصا اهل مولود ،فالذي سمعت ممن قبلنا انه مما تواتر أن افلواط بن مولود هو اكرم اهل زمانه بل هو اكرم من دخل بلادنا من تيرس الى اندر وانه من اشد اهل زمانه سياسة فمن سياسته انه اول من حفر بيريگني ومن كرمه انه حين اتم حفره قسم مائة ناقة كانت تحلب لمن يحفره وانه اول من حفر بئر اگجوجت اشتراه من  لكور من فوت وكانت ارضه ليس فيها بئر فقال حين دفع الثمن كيف الاهتداء الى فم هذه البئر فقال احفر حين ينتهي ظل العشي من الجبال اذ هو شرق ام اگرين ،فوجده كما قال له الكوري فلما اتم حفره لها ارسل الى اهل باركل انه حفر لهم بئر بين التمر والزبد ،يريد بالتمر قربه من آدرار ويريد بالزبد أن ما حوله من الارض في غاية المرعى... ."
كتب شهادة على هذه الوثيقة ابناء عدود محمد سالم ومحمد يحيى وغيرهم وهي وثيقة من ادق واحسن واشمل ما يكتب في هذا المجال .
خلف المرحوم افلواط رجالا ونساء ساروا على نهجه في الفضل والكرم ومنافع الناس ،اللهم اغفر له وارحمه واعف عنه واكتبه في المحسنين واخلف على عقبه في الآخرين.

يقول الشاعر :
وخيرت او خيرت او خيرت
عالم ربي باهل افلواط
واتم الا وخيرت اتگت
وخيرت الى جدر الصراط
سنواصل البحث في حياة هذا الطود الشامخ بحول الله ونشكر جزيل الشكر حفيده الاطار المميز محمد سعدبوه خالد على التعاون معنا في انحاز هذا العمل .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بني حسان

إمارة آدرار

من كرامات المرحومة مريم بنت احمد بزيد