الولي الصالح والمنفق البخاري الشريف رضي الله عنه



الولي الصالح والمنفق في سبيل الله الشريف العلوي والدنا وسيدنا
"البخاري أشريف" علما
رضي الله عنه:
هو البخاري اشريف بن مولاي ادريس بن مولاي محرز بن مولاي اسماعيل بن مولاي السلطان بن مولانا اسماعيل بن مولاي اشريف بن مولانا علي بن مولانا يوسف بن مولانا علي بن مولانا محمد  بن مولانا الحسن بن مولانا القاسم بن مولانا محمد بن مولانا أبا القاسم بن مولانا محمد بن مولانا الحسن بن مولانا عبد الله بن مولانا محمد بن مولانا عرفة بن مولانا أبي بكر بن مولانا علي بن مولانا الحسن بن مولانا الحسين بن مولانا اسماعيل بن مولانا القاسم بن مولانا محمد بن مولانا عيد الله بن مولانا الحسن بن مولانا الحسن  بن مولانا علي ابن أبي طالب رضي الله عنه وحشرنا في زمرتهم.
بعض من سيرته:
والده مولاي ادريس قدم إلى "الكبله" في الجيش الذي قاده أعل شنظورة وتولى مولاي ادريس القيادة الروحية والدينية لهذه الحملة العسكرية حيث كان الإمام للصلاة ومفتي الجيش، ولما وصلوا وبسطوا سيطرتهم آثر البقاء معهم وتزوج عيشذ بنت اعديج بن بزيد بن تروز ، التي انجب منها البخاري اشريف و أخته مان ثم آمنة.
لما بلغ البخاري أشريف سن الدراسة أخذه خاله مع أقرانه من أبناء (لفريك) أبناء أخواله، إلى محظرة العلامة الولي آبيه (ألفغ الخطاط) وأمرهم خاله بالاستعانة بإبله الموجودة عند صديقه سيدي عبد الله ولد الفاظل ولد باركلله المعروف بفحل تيرس.
أمر العلامة الولي آبيه خادمته بتقديم وجبة من الطعام المتوفر عندهم آنذاك والذي لم يكن من مرغوب الطعام، إلى التلاميذ، وأمرها بمراقبتهم، لتعود إليه وتخبره بعزوف التلاميذ جميعهم عن الطعام ما عدى التلميذ الذي من وصفه كذا وكذا –طبعا كانت تصف البخاري أشريف- ، فقال رضي الله عنه: كملت له الدنيا والآخرة بإذن الله.
تلقى تعليمه المحظري على يد العلامة الولي آبيه، بينما رجع رفاقه إلى "الكبلة" وواصل البخاري أشريف دراسته على شيخه آبيه ليبلغ بذلك منتهى غايته.
 ولما كان الولي العالم الفاضل سيد عبد الله بن الفاضل بن باركلله بن أحمد بزيد في زيارة –خرق عادة- لمكة المكرمة استدعاه قطب الدائرة –الذي لا يراه غير ولي- واخبره بخبر الشريف البخاري أشريف وامره باغتنام وجوده وان لا يفوته، وفور عودة سيد عبد الله -والذي كانت له محظرة عظيمة- بادر بالتوجه إلى البخاري أشريف ومتابعة احواله حتى فرغ البخاري أشريف من كتاب كان يدرسه على شيخه آبيه، فأخذه إليه و ضن به على غيره، وكان سيد عبد الله آنذاك ينهي حفر بئر "دومس" وأمر بأن لا يستعمل الشريف البخاري أشريف في أي عمل مما كان شأن جميع التلاميذ من الخدمة وقتها، ولما انبجس ماء البئر -على حين غرة من سيد عبد الله الذي كان نائما تحت شجرة قرب البئر- وارتفع الدلو ماء عذبا، كان البخاري أشريف بالجوار فطلب منه أحد التلاميذ أن يوجه ويرد إليهم الدابة التي كانوا يستخدمونها لرفع الدلو إلى فم البئر ليتم ارسال الدلو مرة ثانية، ففعل، فإذا بسيد عبد الله غضبان أسفا وقال انه رأى في المنام رسول الله صل الله عليه وسلم وهو يؤنبه على استعمال ولده في الخدمة في ذلك البئر، ولما رفعت الدلو الموالية إذا بالماء قد اصبح ملحا أجاجا لا يصلح للشرب بعد ان كان عذبا، فقال سيد عبد الله ان سبب ذلك هو "انهيم اشريف" واوصى بنيه أن لا يستعملوا ابناء البخاري أشريف في شيء أبدا، ولا زالت هذه القضية معروفة يومنا هذا بين أبناء سيد عبد الله وابناء البخاري أشريف حتى انها تعدت إلى أبناء بناتهما.
تزوج البخاري أشريف من صفية بنت سيد المختار ولد الفلالي ولد مسكه ولد باركلله، وانجب منها محمد واحمد وميمونة، ثم تزوج أم الخير بنت علي ولد سيد عبد الله ولد الفاظل ولد باركلله وانجب منها سيد عبد الله وعلي و مريم، وفيهم روي عن سيد عبد الله ولد الفاضل ولد باركلله انه رأى في المنام ان رسول الله صل الله عليه وسلم يبشره بولدين من ذريته أبوبهما البخاري أشريف وان لأحدهما علامة في أصابع قدمه وهي التصاق اثنين منهما مع بعضهما البعض، ولما ولد سيد عبد الله ولد البخاري أشريف ظهرت فيه العلامة التي بشر بها.
كان أعل شنظوره يدفع سنويا لمولاي ادريس ومن بعده لأبنائه الهدية التي اتفق مع مولاي اسماعيل على دفعها لهم نظير ذهاب مولاي ادريس معه ،وهي عبارة عن "حول خيل والمد ومئة بيصة من فلتور وخادم أمببيه"، كانت عيشذ والدة  البخاري أشريف تبعث له بتلك الهدية بعد استلامها كل عام، عند سيد عبد الله ولد الفاظل -الذي كان صاحب أخيها- وكان سيد عبد الله يحولها إبلا للبخاري أشريف واصبحت تلك الإبل الكثيرة ثروة طائلة، لما انهى دراسته وممثلة بداية ماعرف بثراء البخاري أشريف.
اشتهر البخاري أشريف بكرمه وانفاقه الواسع حتى انه اصبح مضرب المثل في هذه المجموعة المعروفة بالانفاق والكرم "أهل باركلله" فقيل "امنيحة البخاري أشريف" ولهذه لمنحية أدبيات شهيرة ومتعارف عليها في جميع البلاد، فهي تورث ولا تعود أبدا ولا يستفيد هو ولا ذريته منها أبدا وكأنها هبة أخفيت لينتفع بها الناس أطول فترة ممكنة، وكان البخاري أشريف رضي الله عنه ومن بعده ذريته يتحاشون ولا يقصدون من كانت عنده لهم "منيحة" ولو عرسوا بالخلاء، ورعا منهم ان يضيفوا لأجلها، او ان يفهم منه المن أو الأذى. وهذا غيض من فيض، توفي الولي والمنفق البخاري الشريف في النصف الاول  القرن الثالث عشر الهجري ودفن بمنطقة آزگية الواقعة بين بئري تاتيلت والتومي  ،اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه واجعله مع الصديقين و الشهداء و الصالحين ،اللهم اكتبه في المحسنين واخلف على عقبه في الآخرين.

سنواصل بحول الله البحث في حياة هذا العلم والطود الشامخ ونشكر هنا حفيده ابوبكر محمود محمد لحبيب البخاري الشريف الذي تمت هذه الورقة بالتنسيق معه ،فله كامل الشكر والامتنان.

تعليقات

  1. نفعنا الله ببركاته و أدخله فسيح جناته.أميين. وخيييييرت اكبيره.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بني حسان

إمارة آدرار

من كرامات المرحومة مريم بنت احمد بزيد