باركل بن القطب احمد بزيد رحمهم الله تعالى

 بسم الله الرحمن الرحيم

ولي الله باركل بن القطب احمد بزيد رحمهم الله تعالى 

يحيى بن احمد عبد العزيز 

رجال أم لعواتك 

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

 اخوتي الاعزاء في هذا المجلس المبارك وفقكم الله وسدد خطاكم وايدكم باليمن و النصر والتمكين والظفر،  

لقد شرفتني الادارة الموقرة وكلفتني باعداد هذه الورقة - رغم قلة اهليتي العلمية لها - شرفتني بالاختيار والثقة وكلفتني لصعوبة هذه المهمة , فهذا الطود الشامخ الذي ملأت شهرته الآفاق في هذا المنكب البرزخي واعطاه الله القبول في الارض لم يستوف حتى الآن حقه من الدراسة كغيره من اعلامنا في تلك الحقب، حيث نجد شحا كبيرا في تفاصيل اخبار القرنين الحادي عشر والثاني عشر الهجريين .

بعد التأمل والبحث وجدت ان هناك ثلاث محطات  بارزة موثقة يمكن ان تكون معالم كبرى في تقصي حياة هذا العلم عبر التاريخ وهي :

 1- نشأته  ومشاركته في حرب شرببَّ

2- اعتزاله حرب شر ببَّ وتوجهه الى الحج

3- رجوعه من الحج ودوره في تعمير هذه البلاد 


تقديم :

ولي الله تعالى باركل رحمه الله تعالى  ينتهي نسبه الى عبد الله بن جعفر القرشي الهاشمي، وهو كالتالي كما اورده العلامة لمجيدري بن حبللَّ الموسوي رحمهم الله تعالى واقره العلامة محمد الخضر بن حبيب الباركي رحمهم الله تعالى :" بارك الله فيه بن احمد بزيد بن يعقوب بن ابيال بن ابهنضام بن محمد بن يعقوب الجامع بن سام بن اعبيد الله بن اعمر بن حسان بن مختار بن محمد بن معقل بن محمد بن موسي الهراج بن محمد بن جعفر الامين بن محمد  ابراهيم الاعرابي بن محمد الجواد بن علي الزينبي بن عبد الله بن جعفر الطيار بن ابي طالب".

ينتمي ولي الله باركل لقبائل بني حسان الذين حكموا البلاد ابتداء من نهاية  القرن العاشر الهجري عن طريق الامارات المغفرية نسبة الى مغفر بن اُدي بن حسان الجد الجامع للقبائل المعقلية ،والذين  ستتكرس بعد ذلك سيطرتهم  كحكام لهذه البلاد التي حكمتها الامارات المغفرية، ما عدي امارة  إدوعيش اللمتونية .

ولي الله باركل رحمه الله تعالى هو الابن الوحيد الذي خلَّف من ابناء  القطب احمد بزيد يقول العلامة المجدد الشيخ محمد بن احمد مسكه في كتابه " غوث المجيد في كرامات القطب احمد بازيد ": 

"ورد في بعض الاخبار ان لولي الله تعالى احمد بازيد نحو الثلاثين من الابناء ما بين ذكر وانثى , ولم يشتهر منهم سوى بارك الله وبعض البنات , وبارك الله هو ابو القبيلة الشهيرة باسمه .

ولد "بارك الله فيه" في آخر حياة والده وسماه باسم ابن خالته الولي الشهير بارك الله بن يعقوب الديماني واسمه الاصلي المختار , وبارك الله لقب له متضمن للدعاء والبركة .

وقد ذكر العلامة والد بن خالنا في كتابه "كرامات اولياء تاشمشه"ان أم بارك الله هي عائشة بنت يحيى الهكارية , وقد تقدم شيئ عن الهواكير الذين تنسب اليهم .

والمشهور عند الناس ان  التوابير هم اخوال بارك الله فيه.

واخبرني اجلاء الشرفاء العلماء الاولياء:  " اهل الجيه المختار" الذين منهم الشيخ ماء العينين والشيخ سعدبوه وغيرهما من اساطين العلم والصلاح , ان أم بارك الله هي أم جدهم  "الجيه المختار" وأنها مدفونة معه بالقرب من مدينة " الزويرات " الحالية , وانها شريفة ."

لم نعثر على تاريخ محدد لميلاد باركل رحمهوالله تعالى سوى  انه ولد سنوات قليلة قبل وفاة والده القطب احمد بزيد رحمهم الله تعالى. 

 اختلف الباحثون في تحديد تاريخ وفاة القطب احمد بزيد رحمه الله تعالى وإن كانوا اتفقوا ان ابنه باركل ولد في آخر حياته كما اسلفنا .

لقد اورد العلامة محمد اليدالي في كتابه شيم الزوايا ان وفاة القطب احمد بزيد كانت سنة 1040هجرية ولكنه اورد في مكان آخر ان القطب احمد بزيد حضر ميلاد الشيخ اتفغ محمد بن مودي مالك بن عبد الله جنكي  وأتته به امه قصد التبرك فاخذه وادخله في عباءته وقال : هذا منا نحن، يعني الاولياء, ومن هذه العبارة اخذ لقبه الذي اشتهر به فيما بعد " مينَّحنَ ", ومن الثابت ان مينَّحن ولد سنة 1050 هجرية .

  من هذه الحادثة وبعض المعطيات الاخرى التي مازلنا في بحثها  وتحقيقها اتضخ لنا  ان وفاة القطب  احمد بزيد كانت حوالي سنة  1055للهجرة تقريبا  وأن  ميلاد شيخنا باركل كان حوالي 1045هجرية .

ورث باركل ارثا حافلا من المجد عن والده القطب احمد بزيد الذي قال عنه الشيخ سيد المختار الكنتي المتوفى سنة 1226هجريه انه كان واحدا من اربعين وليا فى العالم في زمنه ، بالاضافة الى ما اورده محمد اليدالي ووالد بن خالنا وسيد احمد بن اسمه من الاشادة باحمد بزيد وكراماته الكثيرة والخارقة وذبه عن عشيرته والمنطقة بما مكنه الله تعالى من استجابة الدعوة وسرعة تاثيرها ، وكذلك قصصه مع الامراء واعتبارهم له كقصته المشهورة مع الامير احمد بن دمان .

كما لابد من الاشارة هنا ونحن نتحدث عن عائلة القطب احمد بزيد الكريمة من ذكر بناته ،اخوات باركل ، السيدات الفاضلات  اللواتي تفرقن في بيوت العلم والسيادة اليعقوبية والشمشوية يذكر منهن العلامة محمد اليدالي ثلاثة بكثير من المآثر الجليلة والعلم والولاية ،إلا ان ما حظيت به العالمة الجليلة مريم بنت القطب احمد بزيد من ذكر حسن كان موضع الغاية ،فقد اتفق الباحثون على انها من اوائل من قرض الشعر العربي من الرجال والنساء في هذه البلاد.

وقد نالت قطعتها الشعرية المشهورة من القبول الكثير، لما تميزت به جمال المعنى والمبنى وشدة الاعتقاد في الله تبارك وتعالى ومطلعها :

علينا من الرحمن سور مدور 

وسور من الجبار ليس يسور

وسور من السبع المثاني وراءنا 

ويا حي يا قيوم والله اكبر 

كانت علاقات الاحترام الكثيرة والتقدير  التي تركها القطب احمد بزيد هي التي سيستند عليها باركل في تاسيسه لمكانة خاصة له ولابنائه من بعده في هذه البلاد ، خاصة في الشمال حيث استقبله وابناءه من بعده  بنو عمومتهم واهلهم ( اولاد ادليم بجميع اسرهم الكريمة الفاضلة ) في تيرس بكثير من الحفاوة والترحيب والاحتضان .

اعتبر بول مارتي في كتاباته ان اهل باركل كانوا قضاة اولاد ادليم .

كما سارت الركبان بالعلاقة المتينة والقوية جدا التي تربط الى اليوم قبيلة اولاد اللب القرشية الهاشمية بالقطب احمد بزيد وابنائه  والتي ظلت  على مر الزمن مصدر فخر وقوة للطرفين .

يُعتبر القطب احمد بزيد من ابرز شخصيات هذه البلاد، كما يحدد حدودها الجغرافية العلامة مجدد عصره الشيخ محمد المام بن البخاري رحمه الله تعالى" بانها من العمالة الاسماعيلية الى المملكة البوصيابية" اي ضفة نهر السنغال ، فلا غرابة إذاً إذا حاز ابنه باركل مكانة رفيعة في هذه البلاد وظل ذكره فيها خالدا رفيعا  . 

 

1- نشأته ومشاركته في حرب شربب :

نشأ باركل في قمة ازدهار مجتمع تاشمشَ في القرن الحادي عشر الهجري يقول محمد المختار ولد السعد في كتابه " حرب شر ببه ": " ورغم الصرامة الدينية التي طبعت اسلام اهل الصحراء ، فان مستوى ثقافتهم الدينية ظل منخفضا نسبيا حتى القرن العاشر الهجري ، وخاصة القرن الحادي عشر ، حيث حصل نوع من الاكتفاء الذاتي في مجال العلم ، بينما جرت العادة قبل ذلك على اكتساب العلم من المراكز الثقافية الكبرى في البلدان الاسلامية المجاورة "تمبكتو، فاس ...الخ " وكان تجمع تاشمشه الذي مر بنا احد اهم هذه المراكز العلمية والروحية التي تكونت في منطقة القِبلة." ويقول العلامة محمد عبد الله بن البخاري بن الفلالي متحدثا عن وضعية المجتمع الشمشوي قبل شر ببه :" اعلم ان الزمن الذي تربى فيه احمد مسكه واخوته , لا يصح ان يكون لمثلهم فيه مآثر دنيوية ولا اخروية , وذلك ان قبيلتهم كانت كثيرة حتى قيل انهم سبع حلل لكل حلة منهم طبل .

وكانوا اهل علم وولاية , ومع ذلك اهل صلاح واهل سلاح هذا في قبيلة يعقوب وحدها ومع ذلك فهم متعاقدون مع قبيلتين يقال لهما بني ديمان وقبيلتين يقال لهما  ايداتفغ والخمسة علمهم تاشمشه."

 لقد اصبح المجتمع الشمشوي في ذلك الوقت مهيأ لقيام سلطته الخاصة و التي تتطلبها ظروفه  الدينية والاقتصادية و السياسية كما تؤكدها المصداقية الكبيرة التي يتمتع بها, ولهذا جاءت بيعة الامام ناصر الدين سلسة  في  البداية , يقول لنا العلامة الشيخ محمد اليدالي في كتابه " شيم الزوايا " كيف استتب الامر في البداية للامام ناصر الدين , تحت عنوان بيعة ناصر الدين :" ولما بويع اشرأبت الناس اليه كلهم , من مغفري وزركاني وسوداني وازناكي وزاوي , حتى غدرت المغافرة , بفتوى بعض الطلبة ورحلوا الى تيرس , وبقيت اولاد رزك والسودان على عهدهم  ." 

 تتضح الصورة اكثر من خلال هذا اللقاء الذي يُقدم لنا  محمد المختار ولد السعد، فقرة من محضره ، في كتابه "حرب شر ببه ": "فقد جاء على لسان الوفد الذي بعثه الزوايا للمغافرة للاستفسار عن اسباب غارتهم على جابي الزكاة ما نصه ( اتركونا نحيي السنة ,ونقيم حدود الله ونخدم العلم ونعبد الله ونعمر لكم البلاد ونعدل فيها ....ولا نتعرض لكم ولا لزناقتكم ولا اموالكم ولا ملككم بشيئ , ولم نفعل شيئا ينقم منا الا اننا بايعنا اماما يسوس لنا امور ديننا ودنيانا )".

لقد تأسست هذه الدولة كنتيجة حتمية للوضعية المجتمعية آنذاك وتبنت عملية اصلاح شاملة  تستمد شرعيتها من الدين الاسلامي بإحياء السنة واقامة حدود الله وتعمير البلاد بالعدل ،وعلى اساس هذا المنهج الاصلاحي تمت بيعة الامام ناصر الدين الذي بدأ بجمع الزكاة يقول العلامة محمد اليدالي في كتابه " شيم الزوايا" :" ثم ان سيدي الحسن بن القاضي خرج بأمر ناصر الدين وقضاته عاملا على اخذ الزكاة , فاخذها إبلا وغنما , فأتي تاشدبيت , فمنعه عريفهم من أخذ زكاتهم كلها  , فقال الحسن : و الله لا أترك منها عقالا , فأرسل ذلك العريف الى هدي بذلك , فأمر هدي عزونَ بالغارة على مابيد سيدي الحسن من الزكاة فأغاروا عليها بعد أن أفتى بعض الطلبة لهدي بذلك "  وهكذا كانت الشرارة الاولى لحرب شربب التي وقع اختلاف بين الباحثين في تاريخ اندلاعها ,يقول العلامة الدكتور الشيخ عثمان بن الشيخ احمد ابي المعالي في كتابه " الفكر الاصولي عند علماء شنقيط خلال القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين " الصادر2021: " كما اختلف الدارسون حول معني تسمية شر ببه , اختلفوا في تاريخ بداية هذه الحرب ومدة استمرارها , فوالد بن خالنا , والمختار بن جنكي , يقولان ان الحرب استمرت قرابة ثلاثين سنة.

بينما يرى محمذن ولد باباه , ومحمد المختار بن السعد , ان هذين الكاتبين لم يفرقا بين عمر الدولة (حركة ناصر الدين) وتاريخ هاته الحرب , فهما يريان ان الفترة التي ذكرها والد بن خالنا , والمختار بن جنكي ,هي عمر الدولة وان فترة الحرب منها لا تتجاوز سبع سنين , وانها بدات سنة 1082 هجرية الموافق 1671 م, وانتهت سنة 1088 هجرية الموافق 1677م.  

 شارك  باركل في بداية هذه الحرب , يقول العلامة محمد الخضربن حبيب الباركي  رحمه الله تعالى ان ناصر الدين كان يقول وهو يرى باركل يقاتل  بشجاعة  : "ما احسن هذه الحالة لو دامت ",  بالرغم من ان باركل كان متحفظا منذو البداية , يقول العلامة محمد عبد الله بن البخاري بن الفلالي في كتابه "العمران ": " وكان جدنا بارك الله فيه ينكر ذلك على الزوايا ويقول انه ليس بواجب عليهم ".

وفي محاولة لفهم موقف باركل من الحرب وردت روايات متعددة منها أن والده القطب احمد بزيد ترك له رسالة عند بعض الناس ينهاه فيها عن دخول تلك الحرب وربما وصلته متاخرة ، ومع ذلك و من خلال مسيرة هذا العلم وكذلك الدراسات التي اطلعنا عليها عن تلك الحقبة والتي من اهمها ان بداية تلك الدولة  صاحبتها ممارسات لم تُعجب باركل .

كما  ان الحرب لم تكن محل اجماع علماء الزوايا في ذلك الوقت , الذين كان بعض حكمائهم يرى انه يجب التأني في كثير من الامور, حتى يستقيم عود الدولة وتثبت اركانها .

تعتبر جباية الزكاة التي كانت السبب المباشر للحرب عاملا مهما لقيام الدولة واحترام الناس لها وانقيادهم لسلطانها وقد تفطن الخليفة ابوبكر الصديق رضي الله عنه لذلك فقاتل من اجل ان يبقى ركن الزكاة ثابتا كما كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذلك ان الكثير من العرب الذين ارتدوا حينها كانوا فقط يرفضون تقديم الزكاة ويقبلون ان يطبقوا اركان الاسلام الاخرى ، ولكن السياق والظروف في شر بب كانت مغايرة تماما .

لقد حاول باركل  الدفاع عن رايه ، واصلاح الامر من الداخل كما يقال ، قبل ان يعتزل تلك الحرب ،يقول محمذن ولد باباه في كتابه "الفغ المختار انجبنان ، حياته وآثاره العلمية ": " ومن المنشقين عن هذه الحركة ايضا باركل بن احمد بازيد بعد ان ابلى بلاء حسنا في الحرب ، قال في احدى الغزوات عند ما سئل : الى اين تتجهون ؟

فاجاب : نسير خلف هذا الشاب – يعني ناصر الدين – حتى يتخفف من وجبته الصباحية ."

ويقول العلامة محمد عبد الله بن البخاري بن الفلالي :" فلما ابوا الا محاربتهم ابلي بلاء حسنا , حتى غلبوا حسان واخرجوهم من بلادهم اربعة عشر سنة وادخلوهم في قصر للسودان يقال له (جولف ) فهادنوهم على دخل , فقال ان حربهم ليس بواجب ايضا , فلما راى ان الزوايا لم تقبل الا قتلهم ,خرج ببنيه متغربا يريد ان يحج."


2- اعتزاله حرب شر بب وتوجهه الى الحج:

اعتزل باركل الحرب والزوايا منتصرين, ولم يكن قراره محل ترحيب من طرفهم ولكنه اصرَّ عليه  وقرر التوجه الى الحج آخذا معه عياله ملبيا يقول العلامة محمد عبد الله بن البخاري بن الفلالي في كتابه " العمران " : " خرج  ببنيه متغربا يريد ان يحج بهم, فلما بلغ القصر الذي يقال له اتوات خلف بنيه وامهم وحج هو , فلما رجع رام ان يمضي ببنيه الى مكة و المدينة , فلقي وليا ثمَّ خاملا قل من يطلع عليه , فقال له ارجع الي بلادك واسكن فيها ." 

ذهب باركل الى تكانت  مباشرة بعد اعتزاله الحرب لسببين :

 اولهما: ان تكانت هي مسقط  راسه يقول العلامة الشيخ المجدد محمد بن احمد مسكه في كتابه " غوث المجيد في كرامات القطب احمد بازيد :" السابع: ان احمد بازيد ضاعف كساءه تسعة اضعاف فعلموا انه لأمر يحاوله فتأوله لهم الفقيه حبيب الله بن يعقوب بأنه سيغيب ويمكث في غيبته تسع سنين فكان الامر كذلك ، فسافر على قهقرة وبيده عنزة فقدم " تاكانت " فإذا هو بامراة اعرابية تطوف بغنمها ، فأناخ راحلته عند زريبة غنمها ، فانكرته اي انكار وقالت له أيها الطالب لا تنخ عندنا ،أبِكَ جنون ؟

وهو يقول : دعيني هذا مناخي واريد ان اتزوج ابنتك البكر ، فاستعاذت منه وقالت : لا كان ذلك ولا قدر الله ان يجمع راسك مع راسها .

فلم يزالا يتراجعان وهو يُلين لها الكلام وهي تُخشِّنه حتى قامت وحطت رحله واكرمت مثواه وخطب عندها بنتها وهي عيشة بنت يحيى الهكاري أم بارك الله فيه وبعض اخواته آمنة وميمونة ، فاقام هناك تسعة اعوام ."

 ثانيهما : ان الرحلة الى الحج من تكانت كانت هي  الطريق  الاكثر امنا وازدهارا في تلك الفترة والتي اوردها الاستاذ الخليل النحوي في كتابه المشهور " بلاد شنقيط المنارة والرباط " وهي : تيشيت -- ولاتة -- تمبكتو -- اتوات -- فزان -- الاسكندرية "

هذه طريق قديمة للقوافل والحجاج ،و المحطات الستة هي المحطات الكبيرة ولكن بينها العشرات من القرى والحواضر .

 بعد الوصول الى مصر يكون الطريق سالكا فمن الاسكندرية يتوجهون الى القاهرة فالسويس قبل ان يقطع البحر الاحمر الى ينبع من ارض الحجاز ، كما اورده الدكتور حماه الله بن السالم في كتابه "حجاج مهاجرون" .

مكث باركل بتكانت فترة من الزمن ، يقول الاستاذ جمال بن لكبيد في كتابه " حوليات آدرار والقبلة والساحل " : "سنة 1082هجرية بدات 9مايو1671 فيها تواصلت الحرب , وفيها انصرف آل احمد جهجه ( وهم فيما بعد اولاد اجفاغ حيبلل ) عن الامام اوبك في عام شر بب الثاني , وقصدوا باركل في تكانت .

يقول محمذن ولد باباه في كتابه "الفغ المختار انجبنان ، حياته وآثاره العلمية ":" باركل والفغ حيبل من جيل واحد جمعتهم وحدة الموقف والمعاصرة و المناصرة ، تعرض كل منهما للتعزير واسس كل منهما قبيلة حصنها بنسيج من العلاقات المتينة بالفئات المتغلبة وتميز كل منهما بالنزعة الاستقلالية وباستقطاب الاتباع والموالي .

التحق باركل  بعد فترة من مقامه بتكانت  بوفد الحجيج الذي يقوده ابناء عمومته اولاد الناصر وفي ذلك يقول فتاهم وشاعرهم العلامة محمد صالح بن عبد الوهاب المولود سنة 1152 هجرية مفتخرا بمناقب قومه في قصيدته المشهورة من بحر الطويل التي مطلعها :

ألا قل لارباب الحجا والبصائر 

واهل العلوم الواضحات الظواهر 

الى ان يقول :

ونحن اقمنا للحجيج طريقه

ونحن سننا توبة للمغافر 

ونحن حملنا " بارك الله "حسبة 

الى مكة الغرا وتلك المشاعر

 سافر باركل مع الوفد الناصري  عبرالطريق التواتي الذي تسعفنا الرحلة الحجازية للحاج البشير البُرتُلي الولاتي بوصف دقيق لهاته  من خلال رحلته من اتوات الى مكة سنة 1204 هجرية , وهي اقدم مرجع موثق  لطريق اتوات --مكة المكرمة.

كان حج باركل  اكثر من قرن قبل هذه الرحلة ولكن الطريق هي  نفسها  من قرون قبل ذلك لتوفرها على نقاط المياه ومرورها بالمدن وان كانت هذه الاخيرة تزدهر في زمن ويضعف نشاطها في ازمنة اخرى  .

يصف البُرتُلي بكثير من التفصيل صعوبة الطريق وقلة المياه في مقاطع منها ان لم نقل انعدامها وانعدام الامن في مقاطع اخرى وكذلك جمال بعضها وكرم اهله وحبهم للحجيج والتسابق في ضيافتهم , كما يذكر ازدهار بعض المدن وكثرة علمائها وخاصة منطقة اتوات الجزائرية الواسعة  .

اتوات منطقة تقع حاليا في الجنوب الغربي للجزائر وهي تتشكل من :

--  ولاية آدرار - برائين مفخمتين -

-- وجزء من ولاية تمنراست 

وقدعرفت منطقة اتوات على مر التاريخ بانها ارض أمان واطمئنان وهو ما كان عاملا اساسيا في توافد عدد كبير من العلماء اليها من كافة الاقطار العربية والاسلامية على الرغم من كثرة جدبها وقلة رزقها يقول عنها العلامة محمد بن عبد الكريم البكري في كتابه " درة الاقلام في اخبار المغرب بعد الاسلام " : " ورد الباي من طرابلس سنة 890هجرية وطاف باتوات ومعه عشرة من العلماء كل واحد منهم يحفظ خليل وبعض اصول المذهب ومتضلع في كتب ابن الحاجب وعلم البيان ."وهي منطقة صحراوية واسعة ازدهرت فيها حواضر ذكر البُرتُلي منها : " دخل الركب بلاد اتوات من بوابة قرى اقبلي حيث زاوية الشيخ ابي نعامة مجمع ركب الحج ... خرج الركب من اقبلي متجها الى مدينة عين صالح التي وصلها بعد يومين من المسير...خرج الركب من عين صالح يوم الاثنين 12 رجب 1204 هجرية وسار عبر الطريق المعهودة مدة, ثم انحرف عنها لجهة اليمين لتحاشي بعض  اعراب المنطقة , الذين كانوا في اغلب الظن من قبيلة الشعابنة , بعد مرور اربعة ايام من المسير في فلاة من الارض ,قليلة منابع المياه , وصل الركب الى قرى فزان  . " وفزان هي بداية مرحلة الاراضي الليبية من الرحلة .

هذه الطريق ازدهرت في هذه الفترة حيث كانت قد  اندثرت مدينة سجلماسة المغربية التي كانت مزدهرة قبل ذلك والتي تعتبر ثاني مدينة تزدهر في هذه المنطقة الصحراوية بعد القيروان في تونس  ، كما اننا سنجد انه في بداية القرن الثالث عشر الهجري ستزدهر طريق جديدة تمر بمدينة تيندوف الجزائرية ، وهكذا هي حركية التاريخ التي تتحكم بالجغرافيا .

وقد افتى العلامة مجدد عصره الشيخ محمد المامي بن البخاري الباركي بان فريضة الحج ساقطة عن اهل هذه الارض في زمنه حيث يقول  في " كتاب البادية ": " ان قيل كيف يسقط شيئ  جماعي بمفسدة , قلت الحج جماعي الوجوب واسقطه كثير من العلماء للمخاطرة بالنفوس على اهل المغرب , قيل ومن كان آفاقي .. قلت اجمع المحققون ممن حج من علماء المغاربة و المصريين ان السفر في هذا الزمان للحج لا يجوز لا لضرورة ولا لغيره , وذلك لما يقع من تضييع الصلوات الخمس , والمخاطرة بالنفس والاموال والفروج والله اعلم ."

هذا في القرن الثالث عشر الهجري فكيف به قبل ذلك بقرنين تقريبا ،لم نعثر حتى الآن على معلومات عن الفترة التي قضاها باركل في الديار المقدسة ولكنها من السياق العام لم تكن طويلة لانه عاد وفي نيته الذهاب بعياله الى الديار المقدسة .

مما يوحي بانه  ربمايكون ترك عياله  في اتوات مخافة عليهم من وعورة الطريق وعدم امنها .

3- رجوعه من الحج ودوره في تعمير المنطقة :

نبدأ هذه المرحلة بصورة قاتمة يقدمها لنا العلامة محمد عبد الله بن البخاري بن الفلالي لمآل المنطقة بعد نهاية حرب شر بب ابان عودة باركل من حجه يقول العلامة محمد عبد الله رحمه الله تعالى :" ان مسكه لم يبق من قبيلته من المكلفين إلا سبعة سابعهم بارك الله فيه، بعد كثرتهم وعمارتهم جدا، ومن كان هذا حاله لم يكن همه إلا المعاش، إن لم يختبل ويذهب عقله ." 

يقول الاستاذ الخليل النحوي -واصفا فترة نهاية حرب شر ببه وهي التي تعنينا هنا  - في كتابه " بلاد شنقيط، المنارة والرباط ": " وهكذا تفككت اوصال دولة الزوايا بعد ان فقدوا في الحرب كثيرا من علمائهم واضطروا لقبول شروط مجحفة "

يتكلم العلامة محمد عبد الله بن البخاري بن الفلالي عن عودة باركل في سياقات مختلفة من كتابه فيقول مثلا وبعد رجوع بارك الله وبنيه من غربته ويقول في سياق آخر فلما جاء بارك الله وابناؤه من الغربة ... مما يؤكد ان باركل قضى ما يزيد على عقد من الزمن او اكثر من ذلك خارج منطقة القِبلة و اكثر هذه الفترة كانت بين تكانت واتوات .

 استمرت الحرب  بعده نفس الفترة تقريبا ،التي قضاها في غربته ،فقد عاد بعد انتهاء الحرب بقليل .

 وقد عاد الى اكيدي واستقر فيه في البداية يذكر لنا محمد عبد الله بن البخاري بن الفلالي في كتابه "العمران " ذلك الحوار الرائع بين مسكه وزعيم حي من احياء اكيدي والذي ينم عن سعة اطلاع مسكه الشاب في ذلك الوقت ورجاحة عقله ،يقول محمد عبد الله:"  ومن نظر مسكه في العواقب وتدبيره وخبرته لإرتكاب اخف الضررين انه لما رام السكن في هذه البلاد بعد رجوعه هو وابوه واخوته من غربتهم جعل ينظر اي البلاد امكن ، فاتى لبعض الزوايا التي في القِبلة فسأل اهل المصلى عن حالهم وحال بلادهم فقالوا له جل معاشنا الزرع ولا يُنال بدون عشرين مرحلة لبعده والاتافه من الفواكه كالثمر المسمى بآز – بهمز ممدود وزاء ساكن – وغيره  من الفواكه ، وآباره لا يُنال ماء ادناها دون عشرين قامة مع ان الآلة التي يُنال بها الماء عسر امرها ومن عسره ان الدلو يدبغ حتى يلين جدا والرشاء يدبغ ايضا وظَلمتها كثير جدا وبالغوا له في افسادهم للاشياء واهانتهم لهم الى غير ذلك .

فقال لهم : اما الزرع فقريب سفره وتكفي منه هذه الفواكه التي تنال بغير ثمن ، واما الآبار فهي قصيرة بالنسبة لغيرها ، واما الدلو فإنا لا ندبغه إلا بنفس واحد او نفسين وذلك اصلح لجذبه للماء ، واما الرشاء فلا ندبغه اصلا وذلك اقوى له واصلح ، فخفف على المسلمين شأنهما .

واما الظلمة فسالهم عنهم هل يغيرون على السرح ام ينزلون عند البيوت ويطلبون المداراة ؟

فقالوا : بل ينزلون ويطلبون .

فقال لهم : هؤلاء اصدقاء ثقيلون .

فلما قام عن المصلى واهله ، التفت رئيس الحي الى قومه وقال لهم : هذا الفتى بتصغير إن سكن معكم في هذه البلاد يتغلب عليها وينزعها منكم ، لاعجابه بعقله ." 

واذا كان باركل قد حط الرحال في ارضه التي بها ضريح والده القطب احمد بزيد فانه لم يلبث ان تواصل مع ابناء عمومته في تيرس فاستقبلوه واحتضنوه  فبدأ المشاركة  في تعميرها من خلال حفر الآبار وبث الاشعاع المعرفي يقول   محمذن ولد باباه في كتابه " تاشمش ودورها السياسي و الثقافي " : " لقد استوطن آل باركل ارضا لا أمارة مركزية فيها بين آدرار و الترارزة مما خولهم البقاء على قدر كبير من النفوذ والسيادة و الاستقلالية , تربطهم باصحاب الشوكة المجاورين علاقات ودية مبناها الاحترام والتقدير , فاستطاعوا ان يستقطبوا العديد من المجموعات البشرية بحكم الولاء والتبعية يحمون حماهم بجاههم وبالمداراة  " وبالضفنطى" كما صرح بذلك محمد عبد الله بن البخاري بن الفلالي في كتابه حياة اهل باركل العمرانية والتاريخية حيث يقول ( فعمروا هذه البلاد السائبة وبنوا اساس ذلك على تقوى الله العظيم وعلى ما تعاقدت عليه تاشمش من الصبر لكل احد وترك القتال لو بلغوا من الاهانة ما لم يبلغه غيرهم , فكانوا يصبرون عن كثير ثم يدارون عن كثير , فان لم ينفع ذلك توكلوا على الله وحاربوا بالضفنطى ... فمن عجز عن الحرب بآلته لا باتلاف ماله او دينه حارب بالسر وبالدعاء فيبقى له دينه وكثير من ماله ...ولا ندافع عن انفسنا الا بسلاح المؤمن الذي هو الدعاء المستجاب لنا وذلك السلاح هو الضفنطى ...وبالمداراة وبعض التنكب او الفرار).

والمجال الترابي الذي امتد عليه نفوذ آل باركل واسع للغاية ( فعمروا بالآبار والعقل والاوشال مابين آدرار الى اكادير ... وما بين ارض الترارزة الى بلاد وادنون , فما بين تاتيلت الى بير انزاران )"

يوضح لنا العلامة محمد عبد الله بن البخاري بن الفلالي الصورة اكثر من خلال هذه الفقرة من كتابه " العمران" يقول :" واعلم ان اهل بارك الله فيه عمروا هذه البلاد السائبة التي ليس فيها زرع ولا نخل فقال بارك الله حين اراد فيها ذلك :( ربنا اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل افىدة من الناس تهوي اليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ) صدق الله العظيم. 

فكانت اهل القِبلة تهوي اليهم بحاجة النصارى من خنط وصناديق وكل شيئ في قوارب ولباس السودان وحاجتهم من علك وزرع وما لا يحصى  .

وكانت اهل الشرق تهوي اليهم بالتمر والزرع ولباس السودان الاسود كالانصاف والدوماس وانواع الملاحف وغير وغير ، وكانت اهل الجهة الجوفية تهوي اليهم بالخيل وانواع الاكسية والحوائج من زعفران وعنبر ومسك وخزامى وغير مما لا يحصى .

فلما تم لهم هذا تهاوت اليهم علماء كل بلد واولياؤه فصاروا يشارطونهم ويتعلمون عليهم وتهاوى اليهم الشعراء والمغنون ."

اسس باركل لبنيان ينفع الناس ويمكث في الارض فربى ابناءه تربية خاصة اهلتهم لتبوء ما اراد لهم من مكانة علمهم انها  ترتفع بخدمة الناس والتواضع والجد والبذل فكانوا في سباق في ذلك الميدان .

عن ابناء باركل  ، يقول العلامة محمد عبد الله بن البخاري بن الفلالي في كتابه "العمران ": " خلف بارك الله فيه من البنين ثمانية وهم المداح وهو اكبرهم كما تقدم ثم مسكة الذي تقدمت مآثره ثم عبد الله ثم حبيب الله ثم ابوبكر ثم المين فهؤلاء الستة امهم ام هانئ بنت حبيب الله بن يعقوب من بنات عمه فهم اشقاء ثم الافضل ومولود امهما امنة ام النبي المجلسية فهما شقيقان ."

يقول العلامة سيدي بن محمد مولود الباركي رحمهم الله تعالى مشيدا بدور ولي الله باركل وابيه القطب احمد بزيد :

منهم ابوكم ابو زيد اقر له 

بالمكرمات زوايا القِبلة الجلل 

وقد قفاه ابنه من فضله نظِمت 

به القبائل من يعقوب واحتفلوا 

كما يقول العلامة مجدد عصره الشيخ محمد المامي بن البخاري مشيدا ومفتخرا باختيار ولي الله باركل لهذه الارض :

بلاد العمري لنا اصطفاها 

فبارك ربه فيها وفينا 

نزور بها مقابر دارسات 

على قدم  العهود مخلدينا 

معادن حكمة وسداد رأي 

واسرار بها متصرفينا 

عاش ولي الله  باركل عمرا مديدا كما جاء في كتاب غوث المجيد في كرامات القطب احمد بازيد لمؤلفه العلامة مجدد العصر الشيخ محمد بن احمد مسكه .

يقول محمذن ولد باباه في كتابه " الفغ المختار انجبنان ، حياته وآثاره العلمية ": "توفي باركل في حدود سنة 1150 \1737م .. وله بركة عظيمة ، دفن باركل بام لعواتك في تازيازت ، يقول محمد عبد الرحمن ولد المبارك ولد يمين المولودي القناني ،" من بحر البسيط " :

ام العواتق ان تمرر بها سكني 

حي الرجام  بالجانب اليمني ."

مكث باركل العقد الاخير من حياته عند ام لعواتك وكانه اختارها لتكون مثواه الاخير ولازمه ابنه حبيب الله وبنته العمة وبقيا بعده في نفس المكان حتى دُفنا معه .

يقول العالم والشاعر محمد عبد الله بن عثمان رحمهم الله تعالى معلقا بخط يده على بيت من نظمه لعمود النسب الباركي ،والبيت يعني به نفسه وهو :

سليل محمودا سليل ألمين 

ابن حبيب الله صاحب اليقين 

يقول ان حبيب الله تيقن بما اوصاه به باركل ،فصبر على ذلك المكان – يعني ام لعواتك محل ضريح باركل – رغم جدبه وصعوبته وما يتعرض له من امور على مر الزمن .

 صارت ام لعواتك على مر العصور مكانا مباركا تلتمس الناس به استجابة الدعاء وتنقل اليه موتاها لينالوا بركة ذلك المكان الطيب الذي آثره الله تعالى بضريح هذا الولي الصالح وابنائه من بعده وباقي جوارهم من المسلمين ، رحمهم الله تعالى جميعا وجميع موتى المسلمين وغفر لهم وتقبلهم في الصالحين انه ولي ذلك والقادر عليه. 


انواكشوط 2021.12.21


المراجع :                

١-العمران ،للعلامة محمد عبد الله بن البخاري بن الفلالي

٢-تاشمش ودورها السياسي والثقافي، الاستاذ والباحث محمذن ولد باباه

٣- حرب شر ببه ، الاستاذ محمد المختار ولد السعد 

٤-  شيم الزوايا ، العلامة محمد اليدالي

٥- غوث المجيد في كرامات القطب  احمد بازيد ، العلامة مجدد العصر محمد بن احمد مسكه 

٦- الفغ المختار انجبنان ، حياته وآثاره العلمية ، الاستاذ والباحث محمذن ولد باباه

٧- كتاب البادية ، العلامة مجدد عصره الشيخ محمد المام بن البخاري 

٨- المنارة والرباط ، الاستاذ والباحث الخليل النحوي 

٩-درة الاقلام في اخبار المغرب بعد الاسلام ، العلامة محمد عبد الكريم البكري. 

١٠-الرحلة الحجازية ، الحاج البشير البرتلي الولاتي 

١١-الفكر الاصولي عند علماء شنقيط خلال القرنين الثالث عشر والرابع عشر ، العلامة الدكتور الشيخ عثمان بن الشيخ احمد ابي المعالي 

١٢- حوليات آدرار والقبلة والساحل ، الاستاذ جمال بن لكبيد .


تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بني حسان

إمارة آدرار

من كرامات المرحومة مريم بنت احمد بزيد