العلامة سيدي بن محمد مولود رحمهم الله
ولد العلامة سيدي بن محمد مولود بن حبيب الله بن باركل بن احمد بزيد وامه عائشة بنت سيدي عبد الله بن الفاظل بن باركل بن احمد بزيد رحمهم الله تعالى
في اواخر القرن الثاني عشر واخذ العلم في اكناف محظرة جده العلامة سيدي عبد الله بن الفاظل رحمهم لله تعالى التي كانت من اكبر واشهر المحاظر آنذاك حيث درس فيها كبار العلماء مثل سيدي عبد الله بن الحاج ابراهيم والمختار بن بونا وغيرهم كما أن تأثير وعلم العلامة سيدي عبد الله بن الفاظل تجاوز بلاد شنقيط سماه العلامة الشيخ محمد المام رحمه الله تعالى فحل تيرس في عبارة بليغة عن سيدها بلا منازع .
انتقل العلامة سيدي رفقة اخويه سيدي احمد واحمد لاخذ التصوف والتضلع في العلوم كعادة فتيان ذلك الزمن الى محظرة الشيخ سيد المختار الكنتي ولبث فيها حتى رأى رؤيا أن رجله قد انكسرت فلما قصها على شيخه قال له ادرك اهلك ،فقال قصيدته المشهورة التي يخاطب فيها ابن عمه العلامة الشيخ محمد المام بن البخاري بن حبيب الله رحمهم الله تعالى الذي كان هو الآخر ببلدة فوتا تورو شمال السنغال يطلب منه العودة الى الاهل فعادا وصلح بهما الامر .
توفي رحمه الله تعالى بعد ذلك حوالي منتصف القرن الثاني عشر وقبره قرب آحميم بتيجريت .
هذه شذرات عن حياته جمعها الاستاذ الباحث المعلوم لمرابط حفظه الله :
1 ـ قال عنه الشيخ البكاي في فتح فتح القدوس: (ومنهم: سيدي عبد الل بن محمد مولود بن بارك الله فيه، شقيق سيدي أحمد المتقدم ذكره.
لما جاء إلى الشيخ أخذ يتعلم من العلم الظاهر، فنزع أخوه سيدي أحمد من يده لوحه وطرحه، وقال له: الذي جاء بك هنا غير هذا العلم فإنك تركته عند أهلك. فبرع وانتفع، وما لبث عند الشيخ إلا نحو عامين ورجع.
وأخبرني مخبر أنه سمع الشيخ يقول: يظن الناس أن سيدي أحمد خير من أخيه سيدي عبد الل، وليس كذلك! فتعجبت من ذلك).
2 ـ وقد ذكره الشيخ محمد المامي في مرثيته لأخيه الشيخ الحاج بن محمد مولود، حيث يقول:
وَالْحَمْدُ لِلهِ فِينَا مَنْ يُشَارُ لَهُ == أَخُوهُ سَيِّدُنَا عِلْمًا وَإِحْسَانَا
فَإِنْ يَعِشْ فَبِخَيْرٍ نَحْنُ قَدْ ظَفِرَتْ == بِمَا نُؤَمِّلُ أُولاَنَا وَأُخْرَانَا
وذكرهما أيضا في توسله بسبعة رجال من آل حبيب الل، حيث يقول:
وَسِيدِ وَصِنْوِهِ أُولَئِكَ سَادَةٌ ... الخ
3 ـ يقول عنه الشيخ محمد عبد الله بن البخاري بن الفلالي في كتاب العمران: (أديب، طرفه ملازم للأرض حياء، لم يقل كلمة سوء في أحد ولا تقال بين يديه إن أمكن، ولا يخوض إلا في شأن أهل الباطن غالبا).
4 ـ يقول فيه الشيخ المختار بن حامد في الموسوعة: (كان سيدي علامة شاعرا أديبا).
ثم ذكر من شعره سبعة وأربعين بيتا من لاميته المشهورة، التي مطلعها:
يا قوم توبوا فلا عار ولا خطل == فبالمتاب يماط الذنب والزلل
ونسب له ثلاثة أبيات، ذكر أنها في رثاء الشيخ محمد المامي، وأولها:
سترت أعراضنا بفعلك الحسن == لا زلت فينا صحيح الروح والبدن
ولعلها مدح وليست رثاء!
5 ـ يقول عنه الشيخ أحمدو بابه بن بو درباله في كتاب حياة أهل باركل: (كان عالما تقيا نقيا بحرا زاخرا لا يدرك شأوه ومطرح الأنظار لا يبارى ولا يجارى، شاعرا مطبوعا مفلقا مصقعا مجوادا. وكان سيدا من سادات ذلك العصر. وكان خضما جحجاحا لا نظير له ولا مثيل، فضائله لا تحصى ولا تعد).
6 ـ يقول عنه الشيخ محمد بن أحمد مسكه في مقدمة شرح الصدر: (وبعد أن بلغ الشيخ نحو العشرين عاد إلى منازل قبيلته في تيرس، وكان قبلها يسكن في بلاد القبلة، وكان سبب رجوعه أن أحد أبناء عمومته وهو العالم الشاعر الصوفي سيدي بن محمد مولود بن حبيب الل ذهب إليه وناشده بقصيدة له طنانة أن يعود إلى قبيلته ليصلح بعض ما نجم بينها من الخلاف، ومطلع القصيدة:
يا قوم توبوا فلا عار ولا خطل == فبالمتاب يماط الذنب والزلل
ومنها
هذا أبوكم أبو زيد أقر له == بالمكرمات زوايا القبلة الجلل
وقد ذكر فيها الشاعر بطون القبيلة، وأثنى على كل منهم، وحضهم على مكارم الأخلاق، ثم ناشد الشيخ محمد المامي أن يعود إلى أهله ليصلحهم) ... (ويحكى أن سيدي بن محمد مولود السابق استدعى الشيخ محمد المامي في قدومه المذكور عليه أمام الشريعة، ليبين له أنه يجب عليه الرجوع إلى قبيلته لإصلاحها، وجعله هو نفسه قاضيا في هذه المسألة، وأن الشيخ أقر بلزوم ذلك له، فعاد إلى موطنه فاستقامت له الأمور وأصلح ما بين القبيلة واستقامت عليه واعترف له أهل البلاد بالعلم والصلاح، ووفد إليه طلاب العلم من جميع النواحي، ولم يزل مقيما يعلم العلم ويسوس البلاد ويؤلف التآليف في شتى ميادين العلم).
7 ـ تعتبر قصيدة الشيخ سيدي اللامية البسيطية أبرز ما بقي لنا من إنتاجه، وتنبئ عن نفس شعري طويل حيث أنافت على الخمسين في قوة سبك وعذوبة ألفاظ؛ وفيها دعوة مؤصلة بالأدلة، ما يشي بعلو كعبه رحمه الله تعالى في علم الحديث الشريف الذي يقتصر الاعتناء به يومها على ثلة من العلماء بلغوا أقصى مراتب السلم المعرفي وضربوا بسهم وافر في شتى المعارف.
وهذا مقطع نموذجي من تلك اللوحة الأدبية الرائعة:
تُوبُوا لِرَبِّكُمُ وَابْغُوا مَكَارِمَكُمْ == فَرُبَّمَا مَجَلَ الْحَافُونَ وَانْتَعَلُوا
أَوْفُوا بِوَعْدِكُمُ جُودُوا بِرِفْدِكُمُ == كُفُّوا أَذَاكُمْ فَمِنْهُ السَّبُّ وَالْعَذَلُ
دَعُوا خُصُومَةَ مَنْ خَالَطْتُمُ نَزَهاً == إِنَّ الْخُصُومَ إِلَى الْبَغْضَاءِ تَنْتَقِلُ
وَمَا تَقُونَ بِهِ الأَعْرَاضَ مِن نَّشَب == وَالدِّينَ لاَ تَتْرُكُوا وَاللهَ فَاتَّكِلُوا
لاَ تَشْتَرُنَّ بِبَيْعٍ فَاسِدٍ أَبَداً == كِيلُوا بِقِسْطٍ وَإِلاَّ لِلْوَفِيِّ كِلُوا
إِنْ كَانَ نَقْداً أَرُوا عَيْبَ الْمَبِيعِ لَهُ == وَإِنْ يَكُنْ سَلَماً فَالْوَصْفُ وَالأَجَلُ
وَمَنْ تُضِيفُوا فَبَشُّوا قَائِمِينَ لَهُ == وَأَكْرِمُوهُ فَإِنَّ الضَّيْفَ مُرْتَحِلُ
فَأَنْزِلُوهُ مَحَلاًّ خَالِياً حَسَناً == وَقَدِّمُوا نُزْلَهُ إِنْ أَمْكَنَ النُّزُلُ
لاَ تَشْتُمُوا عِنْدَهُ عَبْداً وَلاَ وَلَدا == وَأَنِّسُوهُ وَعَنْ أَحْسَابِهِ فَسَلُوا
وَمَنْ تَضِيفُوا فَبُعْداً عَن مَّنَازِلِهِمْ == لَكُمْ أَنَاةٌ وَحِلْمٌ لاَ لَكُمْ عَجَلُ
وَلاَ تُقِيمُوا لَدَيْهِمْ غِبَّ مُصْبَحِكُمْ == فَتُحْرِجُوهُمْ فَيَبْدُو مِنْهُمُ الْمَلَلُ
وَالسُّؤْرَ أَبْقُوا - وَلَوْ لَمْ تَشْبَعُوا – كَرَماً == إِنَّ الضُّيُوفَ إِذَا مَا أَفْضَلُوا فَضُلُوا
وَأَحْسِنُوا الْخُلْقَ فيِ ذَا الْخَلْقِ كُلِّهِمُ == لاَسِيَّمَا عَالِمٌ لِلْأَمْرِ يَمْتَثِلُ
فَذَاكَ أَفْضَلُهُمْ يَتْلُوهُ أَعْبَدُهُمْ == وَعَالِمٌ مُذْنِبٌ عَنْ ذَيْنِ يَنْسَفِلُ
فَأَوَّلٌ سَابِقٌ وَالثَّانِ مُقْتَصِدٌ == وَثَالِثٌ ظَالِمٌ مَا زَانَهُ عَمَلُ
حَذَارِ مِنْهُمْ فَإِنَّ الْقَوْمَ فيِ شُغُلٍ == بِاللهِ لاَ تَشْغَلِ الْمَشْغُولَ يَا رَجُلُ
وَآيَةُ الْحَجْبِ لَمْ تُشْكِلْ عَلَى أَحَدٍ == وَلَمْ تُخَصَّصْ وَلَمْ تُنْسَخْ لَهَا امْتَثِلُوا
وَالإِذْنَ لاَ تَدْخُلُوا بَيْتاً بِهِ أَحَدٌ == وَلَيْسَ فِيهِ لَكُمْ سُكْنَى وَلاَ شُغُلُ
إِلاَّ بِإِذْنِ مَلِيكِ الْبَيْتِ أَعْيُنُكُمْ == لِلأَرْضِ لاَ بِالذِي فيِ الْبَيْتِ تَشْتَغِلُ
وَالْقِيلَ وَالْقَالَ لاَ تَرْضَوْا لِأَنْفُسِكُمْ == أَقْبِحْ بِهِ بِيسَ هُوَّ الْجِدُّ وَالْهَزَلُ
وقد شكلت هذه القصيدة دستورا إسلاميا مجتمعيا نموذجيا، حوى من المعاني النبيلة ما يستحق التعليق والدراسة، فليتها تجد من يخدمها فيسبر أغوارها ويبين بعض مراميها.
انتقل العلامة سيدي رفقة اخويه سيدي احمد واحمد لاخذ التصوف والتضلع في العلوم كعادة فتيان ذلك الزمن الى محظرة الشيخ سيد المختار الكنتي ولبث فيها حتى رأى رؤيا أن رجله قد انكسرت فلما قصها على شيخه قال له ادرك اهلك ،فقال قصيدته المشهورة التي يخاطب فيها ابن عمه العلامة الشيخ محمد المام بن البخاري بن حبيب الله رحمهم الله تعالى الذي كان هو الآخر ببلدة فوتا تورو شمال السنغال يطلب منه العودة الى الاهل فعادا وصلح بهما الامر .
توفي رحمه الله تعالى بعد ذلك حوالي منتصف القرن الثاني عشر وقبره قرب آحميم بتيجريت .
هذه شذرات عن حياته جمعها الاستاذ الباحث المعلوم لمرابط حفظه الله :
1 ـ قال عنه الشيخ البكاي في فتح فتح القدوس: (ومنهم: سيدي عبد الل بن محمد مولود بن بارك الله فيه، شقيق سيدي أحمد المتقدم ذكره.
لما جاء إلى الشيخ أخذ يتعلم من العلم الظاهر، فنزع أخوه سيدي أحمد من يده لوحه وطرحه، وقال له: الذي جاء بك هنا غير هذا العلم فإنك تركته عند أهلك. فبرع وانتفع، وما لبث عند الشيخ إلا نحو عامين ورجع.
وأخبرني مخبر أنه سمع الشيخ يقول: يظن الناس أن سيدي أحمد خير من أخيه سيدي عبد الل، وليس كذلك! فتعجبت من ذلك).
2 ـ وقد ذكره الشيخ محمد المامي في مرثيته لأخيه الشيخ الحاج بن محمد مولود، حيث يقول:
وَالْحَمْدُ لِلهِ فِينَا مَنْ يُشَارُ لَهُ == أَخُوهُ سَيِّدُنَا عِلْمًا وَإِحْسَانَا
فَإِنْ يَعِشْ فَبِخَيْرٍ نَحْنُ قَدْ ظَفِرَتْ == بِمَا نُؤَمِّلُ أُولاَنَا وَأُخْرَانَا
وذكرهما أيضا في توسله بسبعة رجال من آل حبيب الل، حيث يقول:
وَسِيدِ وَصِنْوِهِ أُولَئِكَ سَادَةٌ ... الخ
3 ـ يقول عنه الشيخ محمد عبد الله بن البخاري بن الفلالي في كتاب العمران: (أديب، طرفه ملازم للأرض حياء، لم يقل كلمة سوء في أحد ولا تقال بين يديه إن أمكن، ولا يخوض إلا في شأن أهل الباطن غالبا).
4 ـ يقول فيه الشيخ المختار بن حامد في الموسوعة: (كان سيدي علامة شاعرا أديبا).
ثم ذكر من شعره سبعة وأربعين بيتا من لاميته المشهورة، التي مطلعها:
يا قوم توبوا فلا عار ولا خطل == فبالمتاب يماط الذنب والزلل
ونسب له ثلاثة أبيات، ذكر أنها في رثاء الشيخ محمد المامي، وأولها:
سترت أعراضنا بفعلك الحسن == لا زلت فينا صحيح الروح والبدن
ولعلها مدح وليست رثاء!
5 ـ يقول عنه الشيخ أحمدو بابه بن بو درباله في كتاب حياة أهل باركل: (كان عالما تقيا نقيا بحرا زاخرا لا يدرك شأوه ومطرح الأنظار لا يبارى ولا يجارى، شاعرا مطبوعا مفلقا مصقعا مجوادا. وكان سيدا من سادات ذلك العصر. وكان خضما جحجاحا لا نظير له ولا مثيل، فضائله لا تحصى ولا تعد).
6 ـ يقول عنه الشيخ محمد بن أحمد مسكه في مقدمة شرح الصدر: (وبعد أن بلغ الشيخ نحو العشرين عاد إلى منازل قبيلته في تيرس، وكان قبلها يسكن في بلاد القبلة، وكان سبب رجوعه أن أحد أبناء عمومته وهو العالم الشاعر الصوفي سيدي بن محمد مولود بن حبيب الل ذهب إليه وناشده بقصيدة له طنانة أن يعود إلى قبيلته ليصلح بعض ما نجم بينها من الخلاف، ومطلع القصيدة:
يا قوم توبوا فلا عار ولا خطل == فبالمتاب يماط الذنب والزلل
ومنها
هذا أبوكم أبو زيد أقر له == بالمكرمات زوايا القبلة الجلل
وقد ذكر فيها الشاعر بطون القبيلة، وأثنى على كل منهم، وحضهم على مكارم الأخلاق، ثم ناشد الشيخ محمد المامي أن يعود إلى أهله ليصلحهم) ... (ويحكى أن سيدي بن محمد مولود السابق استدعى الشيخ محمد المامي في قدومه المذكور عليه أمام الشريعة، ليبين له أنه يجب عليه الرجوع إلى قبيلته لإصلاحها، وجعله هو نفسه قاضيا في هذه المسألة، وأن الشيخ أقر بلزوم ذلك له، فعاد إلى موطنه فاستقامت له الأمور وأصلح ما بين القبيلة واستقامت عليه واعترف له أهل البلاد بالعلم والصلاح، ووفد إليه طلاب العلم من جميع النواحي، ولم يزل مقيما يعلم العلم ويسوس البلاد ويؤلف التآليف في شتى ميادين العلم).
7 ـ تعتبر قصيدة الشيخ سيدي اللامية البسيطية أبرز ما بقي لنا من إنتاجه، وتنبئ عن نفس شعري طويل حيث أنافت على الخمسين في قوة سبك وعذوبة ألفاظ؛ وفيها دعوة مؤصلة بالأدلة، ما يشي بعلو كعبه رحمه الله تعالى في علم الحديث الشريف الذي يقتصر الاعتناء به يومها على ثلة من العلماء بلغوا أقصى مراتب السلم المعرفي وضربوا بسهم وافر في شتى المعارف.
وهذا مقطع نموذجي من تلك اللوحة الأدبية الرائعة:
تُوبُوا لِرَبِّكُمُ وَابْغُوا مَكَارِمَكُمْ == فَرُبَّمَا مَجَلَ الْحَافُونَ وَانْتَعَلُوا
أَوْفُوا بِوَعْدِكُمُ جُودُوا بِرِفْدِكُمُ == كُفُّوا أَذَاكُمْ فَمِنْهُ السَّبُّ وَالْعَذَلُ
دَعُوا خُصُومَةَ مَنْ خَالَطْتُمُ نَزَهاً == إِنَّ الْخُصُومَ إِلَى الْبَغْضَاءِ تَنْتَقِلُ
وَمَا تَقُونَ بِهِ الأَعْرَاضَ مِن نَّشَب == وَالدِّينَ لاَ تَتْرُكُوا وَاللهَ فَاتَّكِلُوا
لاَ تَشْتَرُنَّ بِبَيْعٍ فَاسِدٍ أَبَداً == كِيلُوا بِقِسْطٍ وَإِلاَّ لِلْوَفِيِّ كِلُوا
إِنْ كَانَ نَقْداً أَرُوا عَيْبَ الْمَبِيعِ لَهُ == وَإِنْ يَكُنْ سَلَماً فَالْوَصْفُ وَالأَجَلُ
وَمَنْ تُضِيفُوا فَبَشُّوا قَائِمِينَ لَهُ == وَأَكْرِمُوهُ فَإِنَّ الضَّيْفَ مُرْتَحِلُ
فَأَنْزِلُوهُ مَحَلاًّ خَالِياً حَسَناً == وَقَدِّمُوا نُزْلَهُ إِنْ أَمْكَنَ النُّزُلُ
لاَ تَشْتُمُوا عِنْدَهُ عَبْداً وَلاَ وَلَدا == وَأَنِّسُوهُ وَعَنْ أَحْسَابِهِ فَسَلُوا
وَمَنْ تَضِيفُوا فَبُعْداً عَن مَّنَازِلِهِمْ == لَكُمْ أَنَاةٌ وَحِلْمٌ لاَ لَكُمْ عَجَلُ
وَلاَ تُقِيمُوا لَدَيْهِمْ غِبَّ مُصْبَحِكُمْ == فَتُحْرِجُوهُمْ فَيَبْدُو مِنْهُمُ الْمَلَلُ
وَالسُّؤْرَ أَبْقُوا - وَلَوْ لَمْ تَشْبَعُوا – كَرَماً == إِنَّ الضُّيُوفَ إِذَا مَا أَفْضَلُوا فَضُلُوا
وَأَحْسِنُوا الْخُلْقَ فيِ ذَا الْخَلْقِ كُلِّهِمُ == لاَسِيَّمَا عَالِمٌ لِلْأَمْرِ يَمْتَثِلُ
فَذَاكَ أَفْضَلُهُمْ يَتْلُوهُ أَعْبَدُهُمْ == وَعَالِمٌ مُذْنِبٌ عَنْ ذَيْنِ يَنْسَفِلُ
فَأَوَّلٌ سَابِقٌ وَالثَّانِ مُقْتَصِدٌ == وَثَالِثٌ ظَالِمٌ مَا زَانَهُ عَمَلُ
حَذَارِ مِنْهُمْ فَإِنَّ الْقَوْمَ فيِ شُغُلٍ == بِاللهِ لاَ تَشْغَلِ الْمَشْغُولَ يَا رَجُلُ
وَآيَةُ الْحَجْبِ لَمْ تُشْكِلْ عَلَى أَحَدٍ == وَلَمْ تُخَصَّصْ وَلَمْ تُنْسَخْ لَهَا امْتَثِلُوا
وَالإِذْنَ لاَ تَدْخُلُوا بَيْتاً بِهِ أَحَدٌ == وَلَيْسَ فِيهِ لَكُمْ سُكْنَى وَلاَ شُغُلُ
إِلاَّ بِإِذْنِ مَلِيكِ الْبَيْتِ أَعْيُنُكُمْ == لِلأَرْضِ لاَ بِالذِي فيِ الْبَيْتِ تَشْتَغِلُ
وَالْقِيلَ وَالْقَالَ لاَ تَرْضَوْا لِأَنْفُسِكُمْ == أَقْبِحْ بِهِ بِيسَ هُوَّ الْجِدُّ وَالْهَزَلُ
وقد شكلت هذه القصيدة دستورا إسلاميا مجتمعيا نموذجيا، حوى من المعاني النبيلة ما يستحق التعليق والدراسة، فليتها تجد من يخدمها فيسبر أغوارها ويبين بعض مراميها.
تعليقات
إرسال تعليق